تنبيهات حول عيد الغدير.
الغدير: هو مكان اجتماع الماء والشجر، و"غدير خُم" موضع في (الجُحفة) يبعد عن مكة 160 كم.
والقصة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل خالد بن الوليد على رأس جيش إلى اليمن قُبيل حجة الوداع فانتصر وغنم، ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم علياً إلى هناك فقسم علي الغنيمة وأخذ الخُمس ثم خرج ورأسه يقطر، فلما سألوه قال: أرأيتم الوصيفة التي كانت في السبي فإني قسمت وخمّست فصارت لي..، ثم تعجل علي -رضي الله عنه- ليلقى النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة ويحج معه واستخلف رجلاً من أصحابه على الجند، فكسا ذلك الرجل الجند حُللاً من البز...، وأذِن الرجل للجُند فركبوا الإبل، وقد كانوا طلبوا ذلك من علي لأن في إبلهم ضعفاً، فأبى وقال: (إنما لكم منها سهم كما للمسلمين).
فلما دنا الجيش من مكة بعد الحج، خرج علي ليلقاهم، فإذا هم على الإبل وعليهم الحُلل، فعاتب عليّ نائبه ووبّخَه، وكان عليٌّ على حق، وأنزلهم علي عن الإبل، وانتزع منهم الحُلل، فأظهر الجيش شكواه لما صنع بهم، واعتبروا ذلك قسوةً وتضييقاً عليهم، وشكوه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيره من مكة إلى المدينة بعد حجة الوداع فلما رأى شكوى الجيش وتذَمُّره من علي -رضي الله عنه-، توقف في غدير خُم...،
وقام -صلى الله عليه وسلم- خطيباً في الناس فقال: ((ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم))؟!
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: ((فمن كنت مولاه، فعلي مولاه)).
وقال -صلى الله عليه وسلم- للجُند الذين شكوا علياً رضي الله عنه: ((لا تشكوا علياً؛ فوالله إنه لأخشَى في ذات الله من أن يُشكَى)).
هذه خلاصة قصة الغدير، والتي تُمثل عند كل مُنصف تبرئة لساحة علي - رضي الله عنه -، وبياناً لفضله وسابقته ومنزلته من النبي -صلى الله عليه وسلم- وليست وصية بالخلافة.
ولمزيد إيضاح: فإننا نتساءل هنا عدّة أسئلة:
ألم يخطب النبي صلى الله عليه وسلم في الناس خطبة الوداع في الحج، وكان تعدادهم أكثر من مائة ألف حاج؟!
وتكلم صلى الله عليه وسلم في خطبته عن الدماء، والأموال...حتى النساء، فلماذا انتظر حتى انفضّت جُموع الناس، ثم أراد أن يُعلن الخلافة لعلي - رضي الله عنه - من بعده؟!
أفلم يكن أبرأ لذمّته - صلى الله عليه وسلم - أن يعلن هذا الأمر المصيري للأمة يوم الحج الأكبر حيث الناس كلهم مجتمعون، لتنتفي الشبهة عن كل من يأبى، ثم ألم يسجل القرآن بيعة الحديبية؟، وبيعة النساء في الممتحنة؟، بل سجّل مواقف تخص أشخاصاً وسجل غزوات وأماكن كما يتضح لكل متأمّل!
فهل يُعقل أن يُسجل القرآن كل ذلك، ثم لا تنزل بضع آيات حول (هذا العيد الأكبر)! لتحسم الموقف وتعصم الأمة من خلاف لا منتهى له؟!
أيضاً إذا كان هذا الثناء النبوي على عليّ - رضي الله عنه - يوجب الخلافة، فماذا يقولون في قوله صلى الله عليه وسلم عن أبي عبيدة: (هذا أمين هذه الأمّة)..؟!
والصواب أن الحديث: (من كنت مولاه فعلي مولاه) يقتضي وجوب محبة علي - رضي الله عنه - وموالاته فقط، وهو بيان لمكانته رضي الله عنه ونفي للتهمة عنه!
ولذلك لم يحتفل أحدٌ من آل البيت بهذا اليوم ولا اتخذوه عيداً لا علي - رضي الله عنه - ، ولا الحسن، ولا الحسين، ولا أحد من أولادهم رضي الله عنهم جميعاً!
وأول من أحدث ما يسمى عيد الغدير الدولة البويهية بالعراق في القرن الرابع 352هـ أيام مُعزّ الدولة بن بويه، ولو كان المعنى والهدف من حديث الغدير هو الوصية بالخلافة، لكان علي -رضي الله عنه- أولى الناس بإعلانه والاحتفال به أيام خلافته!!!.
ووالله لو كان أبو بكر وعمر وعثمان يلهثون وراء المُلك لأشبعوا شهواتهم أثناء خلافتهم كما تفعل الملوك، لكن التاريخ شاهد بزُهدهم، يقول الله تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه..).
ويقول الله تعالى: (للفقراء المهاجرين الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون).
أخيراً ليس لمن يقول بـ (عيد الغدير) ما يثبت أن أحداً من آل البيت المتقدمين فَعله أو دعا إليه، وهم لنا قدوة، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.
الغدير: هو مكان اجتماع الماء والشجر، و"غدير خُم" موضع في (الجُحفة) يبعد عن مكة 160 كم.
والقصة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل خالد بن الوليد على رأس جيش إلى اليمن قُبيل حجة الوداع فانتصر وغنم، ثم بعث النبي صلى الله عليه وسلم علياً إلى هناك فقسم علي الغنيمة وأخذ الخُمس ثم خرج ورأسه يقطر، فلما سألوه قال: أرأيتم الوصيفة التي كانت في السبي فإني قسمت وخمّست فصارت لي..، ثم تعجل علي -رضي الله عنه- ليلقى النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة ويحج معه واستخلف رجلاً من أصحابه على الجند، فكسا ذلك الرجل الجند حُللاً من البز...، وأذِن الرجل للجُند فركبوا الإبل، وقد كانوا طلبوا ذلك من علي لأن في إبلهم ضعفاً، فأبى وقال: (إنما لكم منها سهم كما للمسلمين).
فلما دنا الجيش من مكة بعد الحج، خرج علي ليلقاهم، فإذا هم على الإبل وعليهم الحُلل، فعاتب عليّ نائبه ووبّخَه، وكان عليٌّ على حق، وأنزلهم علي عن الإبل، وانتزع منهم الحُلل، فأظهر الجيش شكواه لما صنع بهم، واعتبروا ذلك قسوةً وتضييقاً عليهم، وشكوه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيره من مكة إلى المدينة بعد حجة الوداع فلما رأى شكوى الجيش وتذَمُّره من علي -رضي الله عنه-، توقف في غدير خُم...،
وقام -صلى الله عليه وسلم- خطيباً في الناس فقال: ((ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم))؟!
قالوا: بلى يا رسول الله.
قال: ((فمن كنت مولاه، فعلي مولاه)).
وقال -صلى الله عليه وسلم- للجُند الذين شكوا علياً رضي الله عنه: ((لا تشكوا علياً؛ فوالله إنه لأخشَى في ذات الله من أن يُشكَى)).
هذه خلاصة قصة الغدير، والتي تُمثل عند كل مُنصف تبرئة لساحة علي - رضي الله عنه -، وبياناً لفضله وسابقته ومنزلته من النبي -صلى الله عليه وسلم- وليست وصية بالخلافة.
ولمزيد إيضاح: فإننا نتساءل هنا عدّة أسئلة:
ألم يخطب النبي صلى الله عليه وسلم في الناس خطبة الوداع في الحج، وكان تعدادهم أكثر من مائة ألف حاج؟!
وتكلم صلى الله عليه وسلم في خطبته عن الدماء، والأموال...حتى النساء، فلماذا انتظر حتى انفضّت جُموع الناس، ثم أراد أن يُعلن الخلافة لعلي - رضي الله عنه - من بعده؟!
أفلم يكن أبرأ لذمّته - صلى الله عليه وسلم - أن يعلن هذا الأمر المصيري للأمة يوم الحج الأكبر حيث الناس كلهم مجتمعون، لتنتفي الشبهة عن كل من يأبى، ثم ألم يسجل القرآن بيعة الحديبية؟، وبيعة النساء في الممتحنة؟، بل سجّل مواقف تخص أشخاصاً وسجل غزوات وأماكن كما يتضح لكل متأمّل!
فهل يُعقل أن يُسجل القرآن كل ذلك، ثم لا تنزل بضع آيات حول (هذا العيد الأكبر)! لتحسم الموقف وتعصم الأمة من خلاف لا منتهى له؟!
أيضاً إذا كان هذا الثناء النبوي على عليّ - رضي الله عنه - يوجب الخلافة، فماذا يقولون في قوله صلى الله عليه وسلم عن أبي عبيدة: (هذا أمين هذه الأمّة)..؟!
والصواب أن الحديث: (من كنت مولاه فعلي مولاه) يقتضي وجوب محبة علي - رضي الله عنه - وموالاته فقط، وهو بيان لمكانته رضي الله عنه ونفي للتهمة عنه!
ولذلك لم يحتفل أحدٌ من آل البيت بهذا اليوم ولا اتخذوه عيداً لا علي - رضي الله عنه - ، ولا الحسن، ولا الحسين، ولا أحد من أولادهم رضي الله عنهم جميعاً!
وأول من أحدث ما يسمى عيد الغدير الدولة البويهية بالعراق في القرن الرابع 352هـ أيام مُعزّ الدولة بن بويه، ولو كان المعنى والهدف من حديث الغدير هو الوصية بالخلافة، لكان علي -رضي الله عنه- أولى الناس بإعلانه والاحتفال به أيام خلافته!!!.
ووالله لو كان أبو بكر وعمر وعثمان يلهثون وراء المُلك لأشبعوا شهواتهم أثناء خلافتهم كما تفعل الملوك، لكن التاريخ شاهد بزُهدهم، يقول الله تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه..).
ويقول الله تعالى: (للفقراء المهاجرين الذين أُخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون).
أخيراً ليس لمن يقول بـ (عيد الغدير) ما يثبت أن أحداً من آل البيت المتقدمين فَعله أو دعا إليه، وهم لنا قدوة، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.