🔊 أهكذا الموتُ اليوم يخفي محيَّاكا؟! ⛔
الحمد لله الذي تفرد بالبقاء والقهر ، وهو الواحد الأحد ذي العزة والجبروت والكبرياء والعظمة ، فقد كتب الفناء على أهل هذه الدار ، وجعل الجنة عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار ، قدر مقادير الخلائق كلها ، وخلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا ، فحمداً له - سبحانه وتعالى - على حلو القضاء ومرّه ، ونعوذ به من عقابه وسخطه ، ونشكره على نعمه الكثيرة ، فهو الكريم الشكور ، الرحيم الغفور ، الذي قال في محكم كتابه :﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ ، وقال :﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۞ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۞ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
- أما بعد -
فقد بلغنا خبر وفاة أخينا العزيز السلفي أحمد الفيتوري آمر قوة التحري والقبض الذي قهر الخوارج والمفسدين إثر التفجير الإرهابي الجبان في هذه الليلة قرب مسجد بيعة الرضوان ، وتوفي معه إخوة لنا في الله ، فنعم الأخ - رحمه الله رحمه واسعة - نسأل الله أن يعوض أهلهم وأولادهم وأن يدخلهم الفردوس الأعلى ، فإِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ ، وَلَهُ مَا أَعْطَى ، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى ، فَلْيصْبِرْ وَلْيَحْتَسِب أهلهم ومحبيهم ، وقد كان سلفنا الصالح يتألمون ويتوجعون إذا سمعوا بموت أحد من أهل السنة والجماعة ؛ لأن المنهج السلفي رحم بين أهله .
❒ قال أيوب السختياني - رحمه الله تعالى -
" إني أُخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي " اﻫـ .
• انظر : (اللالكائي) (٦٠/١) و (الحلية) (٩/٣) .
❒ وقال حماد بن زيد - رحمه الله تعالى -
" كان أيوب يبلغه موت الفتى من أصحاب الحديث فيرى ذلك فيه ويبلغه موت الرجل يذكر بعبادة فما يرى ذلك فيه " اﻫـ .
• انظر : (اللالكائي) (٦١/١) .
☜ قَدَرٌ عليَّ بأن أكون الناعيا .. وبأن يفتَّ الحزنُ في أحشائيا ..
- أنا لستُ أدري هل ألمَّ بساحتي .. خطبٌ جسيمٌ أم أناخ بواديا؟! ..
- يمضي الأحبَّةُ فالديارُ بلاقعٌ .. وأظل وحدي باكياً أحبابيا؟! ..
- متجرعاً غصصَ الوداعِ مريرةً .. مستغفراً للراحلين إلهيا؟ ..
- حتى إذا اندملت جراحٌ أوجَعتْ .. جدَّت جراحٌ في الفؤادِ عواتيا ..
- واليومَ ثار الجرحُ فيَّ مبرِّحاً .. وتحرَّك الزلزالُ في أنحائيا ..
- قالوا لنا بأن أحمد جاءهُ .. أمرُ السماءِ وكان أمراً ماضيا ..
- وكأنّه سئم الإقامةَ بعدهم .. فدعا الإلهَ بأن يكون التاليا ..
- سلفي فاضل فارق أرضَنا .. ليصير في كَنَفِ المهيمنِ راضيا ..
- رحل العزيز تاركاً في إِثرِهِ .. للسُّنةِ الغرّاءِ حباً ساريا ..
☜ وإني أذكر أهل هؤلاء الفضلاء في مصابهم ، بأعظم مصاب وهو موت رسول الله ﷺ ، فإن كل مصيبةٍ تهون بموته ﷺ ، فبموته انقطع الوحي من السماء ، وقد علمنا ﷺ أن نتذكر عند مصيبتنا ، موته ﷺ وفراقه وبذلك تهون علينا مصائبنا فقال : " إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب " ، وأبشرهم بما كان يسر به سلفنا الصالح - رحمهم الله - وهو موت الرجل على السنة والمنهج السلفي .
❒ عن معتمر بن سليمان - رحمه الله تعالى -
قال : " دخلتُ على أبي وأنا منكسرٌ فقال : مالك؟ قلت : مات صديقٌ لي ، قال : مات على السنة؟ قلت : نعم ، قال : فلا تحزن عليه " اﻫـ .
• انظر : (اللالكائي) (٧٥/١) .
--------------------
❒ وقال العلاّمة القرطبي - رحمه الله تعالى -
" أخوة الدين أثبت من أخوة النسب ، فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين ، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب " اﻫـ .
• انظر : (التفسير له) (٣٢٢/١٦) .
- وما المال والأهلون إلا ودائع .. ولا بُّد من يومٍ تُردُّ الودائِعُ ..
- قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت .. ويبتلي الله بعض القوم بالنعم ..
☜ أسأل الله الذي ليس لقضائه دافع ، ولا لعطائه مانِعٌ ، ولاتخفى عليه الطلائع ، ولاتضيع عنده الودائع وهو للدعوات سامعٌ ، وللكربات دافع ، وللدرجات رافع ، أن يغفر لأخواننا جميعاً ، وأن يدخلنا وإياهم الفردوس الأعلى ، وأن ينتقم ممن كان سبباً في هذا التفجير الجبان الخسيس ، ومهما فعل الأرجاس الأنجاس فلن ينثن السلفيون بإذن الله ..
____
✍ كتبه المكي :
○ ليلة الأربعاء من شرق ليبيا :
○ التاريخ : ٧ - جمادى الأولى - ١٤٣٩ﻫـ .
..
الحمد لله الذي تفرد بالبقاء والقهر ، وهو الواحد الأحد ذي العزة والجبروت والكبرياء والعظمة ، فقد كتب الفناء على أهل هذه الدار ، وجعل الجنة عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار ، قدر مقادير الخلائق كلها ، وخلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا ، فحمداً له - سبحانه وتعالى - على حلو القضاء ومرّه ، ونعوذ به من عقابه وسخطه ، ونشكره على نعمه الكثيرة ، فهو الكريم الشكور ، الرحيم الغفور ، الذي قال في محكم كتابه :﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾ ، وقال :﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۞ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۞ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
- أما بعد -
فقد بلغنا خبر وفاة أخينا العزيز السلفي أحمد الفيتوري آمر قوة التحري والقبض الذي قهر الخوارج والمفسدين إثر التفجير الإرهابي الجبان في هذه الليلة قرب مسجد بيعة الرضوان ، وتوفي معه إخوة لنا في الله ، فنعم الأخ - رحمه الله رحمه واسعة - نسأل الله أن يعوض أهلهم وأولادهم وأن يدخلهم الفردوس الأعلى ، فإِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ ، وَلَهُ مَا أَعْطَى ، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى ، فَلْيصْبِرْ وَلْيَحْتَسِب أهلهم ومحبيهم ، وقد كان سلفنا الصالح يتألمون ويتوجعون إذا سمعوا بموت أحد من أهل السنة والجماعة ؛ لأن المنهج السلفي رحم بين أهله .
❒ قال أيوب السختياني - رحمه الله تعالى -
" إني أُخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي " اﻫـ .
• انظر : (اللالكائي) (٦٠/١) و (الحلية) (٩/٣) .
❒ وقال حماد بن زيد - رحمه الله تعالى -
" كان أيوب يبلغه موت الفتى من أصحاب الحديث فيرى ذلك فيه ويبلغه موت الرجل يذكر بعبادة فما يرى ذلك فيه " اﻫـ .
• انظر : (اللالكائي) (٦١/١) .
☜ قَدَرٌ عليَّ بأن أكون الناعيا .. وبأن يفتَّ الحزنُ في أحشائيا ..
- أنا لستُ أدري هل ألمَّ بساحتي .. خطبٌ جسيمٌ أم أناخ بواديا؟! ..
- يمضي الأحبَّةُ فالديارُ بلاقعٌ .. وأظل وحدي باكياً أحبابيا؟! ..
- متجرعاً غصصَ الوداعِ مريرةً .. مستغفراً للراحلين إلهيا؟ ..
- حتى إذا اندملت جراحٌ أوجَعتْ .. جدَّت جراحٌ في الفؤادِ عواتيا ..
- واليومَ ثار الجرحُ فيَّ مبرِّحاً .. وتحرَّك الزلزالُ في أنحائيا ..
- قالوا لنا بأن أحمد جاءهُ .. أمرُ السماءِ وكان أمراً ماضيا ..
- وكأنّه سئم الإقامةَ بعدهم .. فدعا الإلهَ بأن يكون التاليا ..
- سلفي فاضل فارق أرضَنا .. ليصير في كَنَفِ المهيمنِ راضيا ..
- رحل العزيز تاركاً في إِثرِهِ .. للسُّنةِ الغرّاءِ حباً ساريا ..
☜ وإني أذكر أهل هؤلاء الفضلاء في مصابهم ، بأعظم مصاب وهو موت رسول الله ﷺ ، فإن كل مصيبةٍ تهون بموته ﷺ ، فبموته انقطع الوحي من السماء ، وقد علمنا ﷺ أن نتذكر عند مصيبتنا ، موته ﷺ وفراقه وبذلك تهون علينا مصائبنا فقال : " إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب " ، وأبشرهم بما كان يسر به سلفنا الصالح - رحمهم الله - وهو موت الرجل على السنة والمنهج السلفي .
❒ عن معتمر بن سليمان - رحمه الله تعالى -
قال : " دخلتُ على أبي وأنا منكسرٌ فقال : مالك؟ قلت : مات صديقٌ لي ، قال : مات على السنة؟ قلت : نعم ، قال : فلا تحزن عليه " اﻫـ .
• انظر : (اللالكائي) (٧٥/١) .
--------------------
❒ وقال العلاّمة القرطبي - رحمه الله تعالى -
" أخوة الدين أثبت من أخوة النسب ، فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين ، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب " اﻫـ .
• انظر : (التفسير له) (٣٢٢/١٦) .
- وما المال والأهلون إلا ودائع .. ولا بُّد من يومٍ تُردُّ الودائِعُ ..
- قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت .. ويبتلي الله بعض القوم بالنعم ..
☜ أسأل الله الذي ليس لقضائه دافع ، ولا لعطائه مانِعٌ ، ولاتخفى عليه الطلائع ، ولاتضيع عنده الودائع وهو للدعوات سامعٌ ، وللكربات دافع ، وللدرجات رافع ، أن يغفر لأخواننا جميعاً ، وأن يدخلنا وإياهم الفردوس الأعلى ، وأن ينتقم ممن كان سبباً في هذا التفجير الجبان الخسيس ، ومهما فعل الأرجاس الأنجاس فلن ينثن السلفيون بإذن الله ..
____
✍ كتبه المكي :
○ ليلة الأربعاء من شرق ليبيا :
○ التاريخ : ٧ - جمادى الأولى - ١٤٣٩ﻫـ .
..