وفي " صحيح البخاري " : " باب من تمطر في المطر حتى يتحادر على لحيته "، أورد فيه حديث أنس بن مالك رضي الله عنه في استسقاء النبي صلى الله عليه وسلم المطر على المنبر ، وكان مما قاله أنس رضي الله عنه : (ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ) رواه البخاري (1033) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" كأن المصنف أراد أن يبين أن تحادُرَ المطر على لحيته صلى الله عليه وسلم لم يكن اتفاقا ، وإنما كان قصدا ، فلذلك ترجم بقوله : " من تمطَّر "، أي : قصد نزول المطر عليه ؛ لأنه لو لم يكن باختياره لنزل عن المنبر أول ما وكف السقف ، لكنه تمادى في خطبته حتى كثر نزوله بحيث تحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم " انتهى من " فتح الباري " (2/520) .
ومن هنا كان كثير من السلف الصالح يستحبون التبرك بالمطر النازل من السماء ، ويستَنُّون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى عقد ابن أبي شيبة في " المصنف " (6/194-195) بابا بعنوان : " من كان يتمطر في أول مطرة " ، أي : يتعرض للمطر ويغتسل به .
وروى فيه بسنده عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه : " كان يتمطر في أول مطرة ".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه : " كان يُخرج ثيابه حتى يخرج سرجه في أول مطرة ".
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه : " كان إذا أراد المطر خلع ثيابه وجلس ، ويقول : حديث عهد بالعرش "
وهكذا عقد الإمام البخاري رحمه الله في كتابه " الأدب المفرد " (ص/200) بابا بعنوان : " من استمطر في أول المطر " .
وكذلك فعل ابن حبان حيث عقد في " الصحيح " (13/505) بابا بعنوان : " ذكر ما يستحب للمرء الاستمطار في أول مطر يجيء في السنة ".
وعند البيهقي في " السنن الكبرى " (3/359) باب بعنوان : " باب البروز للمطر " .
كلهم يروون تحته حديث أنس بن مالك رضي الله عنه المرفوع ، ويستدلون به على استحباب البروز والتعرض للمطر في أول نزوله .
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" ونص الشافعي وأصحابنا على استحباب التمطر في أول مطرة تنزل من السماء في السنة ، وحديث أنس الذي خرجه البخاري إنما يدل على التمطر بالمطر النازل بالاستسقاء ، وإن لم يكن أول مطرة في تلك السنة " انتهى من " فتح الباري لابن رجب " (6/316) .
⛈ اللهم صيبا نافعا⛈
#عبد_المعز_ابو_غيث^^
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" كأن المصنف أراد أن يبين أن تحادُرَ المطر على لحيته صلى الله عليه وسلم لم يكن اتفاقا ، وإنما كان قصدا ، فلذلك ترجم بقوله : " من تمطَّر "، أي : قصد نزول المطر عليه ؛ لأنه لو لم يكن باختياره لنزل عن المنبر أول ما وكف السقف ، لكنه تمادى في خطبته حتى كثر نزوله بحيث تحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم " انتهى من " فتح الباري " (2/520) .
ومن هنا كان كثير من السلف الصالح يستحبون التبرك بالمطر النازل من السماء ، ويستَنُّون بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى عقد ابن أبي شيبة في " المصنف " (6/194-195) بابا بعنوان : " من كان يتمطر في أول مطرة " ، أي : يتعرض للمطر ويغتسل به .
وروى فيه بسنده عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه : " كان يتمطر في أول مطرة ".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه : " كان يُخرج ثيابه حتى يخرج سرجه في أول مطرة ".
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه : " كان إذا أراد المطر خلع ثيابه وجلس ، ويقول : حديث عهد بالعرش "
وهكذا عقد الإمام البخاري رحمه الله في كتابه " الأدب المفرد " (ص/200) بابا بعنوان : " من استمطر في أول المطر " .
وكذلك فعل ابن حبان حيث عقد في " الصحيح " (13/505) بابا بعنوان : " ذكر ما يستحب للمرء الاستمطار في أول مطر يجيء في السنة ".
وعند البيهقي في " السنن الكبرى " (3/359) باب بعنوان : " باب البروز للمطر " .
كلهم يروون تحته حديث أنس بن مالك رضي الله عنه المرفوع ، ويستدلون به على استحباب البروز والتعرض للمطر في أول نزوله .
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" ونص الشافعي وأصحابنا على استحباب التمطر في أول مطرة تنزل من السماء في السنة ، وحديث أنس الذي خرجه البخاري إنما يدل على التمطر بالمطر النازل بالاستسقاء ، وإن لم يكن أول مطرة في تلك السنة " انتهى من " فتح الباري لابن رجب " (6/316) .
⛈ اللهم صيبا نافعا⛈
#عبد_المعز_ابو_غيث^^