Репост из: قناة مسائل وفتاوى شامية
♻️السؤال 9:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أنا مهجّر من بلدي منذ 4 سنوات وجالس بمنطقة ثانية و لا أعرف متى أعود إلى بلدي
فما حكم الجمع والقصر بالصلاة
✅الجواب؛
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه المسألة من المسائل التي كثر فيها الكلام، والذي نفتي به أن من هاجر أو سافر من بلد وسكن مدينة أخرى واتخذ أسباب الإقامة كتأثيث منزل أو الارتباط بوظيفة أو التزوج في المدينة فإنه مقيم لا مسافر وإن كان يتأمل أن يعود إلى مدينته الأصلية يوما من الأيام،
فالناس رجلان: مقيم ومسافر..
قال تعالى: "يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ".
فجمهور العلماء يحددون الإقامة بوقت، والقلة التي لم تحددها بوقت، حددتها بوجود أهل ومال فتكون كالوطن، ذكر ابن المنذر أقوال أهل العلم في إقامة المسافر ثم قال: "وفيه قول عاشر ذكره إسحاق بن راهويه، قال: وقد قال آخرون: وهم الأقلون من أهل العلم: صلاة المسافر ما لم ترجع إلى أهلك إلا أن تقيم ببلدة لك بها أهل ومال فإنها تكون كوطنك... واعتذر في تخلفه عن القول به، لما أجمع عليه علماء الأمصار على توقيت وقتوه فيما بينهم".
والقول بأن الذي يستقر في بلدة وله نية الرجوع لبلده الأصلي يوماً ما أنه مسافر هو قول شاذ جداً؛ فقد استوطن كثير من الصحابة المدينة ثم سافروا إلى الأمصار كالكوفة والبصرة ودمشق وصنعاء كأمراء لها ثم انتهت إمارتهم وعادوا للمدينة وكانوا في تلك الأمصار مقيمين.
وما يُروى عن بعض الصحابة عن قصرهم لمدد طويلة لم يكن في حالة استقرارهم بالأمصار، بل كان غالبا في حالات استثنائية يقاس عليها ما دونها لا ما فوقها، فمثلاً يُروى عن ابن عمر رضي الله عنه أنه "أقام بأذربيجان ستة أشهر أرتج عليهم الثلج فكان يصلي ركعتين" وهذه حالة خاصة ينبغي عرضها على ما رواه نافع، أن ابن عمر رضي الله عنه «كانت منه أشياء في قصر الصلاة في إقامته في السفر مختلفة، ثم صار إلى آخر أمره إلى أن كان إذا قدم بلدة فأجمع أن يقيم بها اثنتي عشرة فأكثر من ذلك أتم الصلاة، وإذا قدم بلدة لا يدري ما يقيم فيها قصر الصلاة فيما بينه وبين اثنتي عشرة، فإذا كملها أتم الصلاة، وإن خرج من غد».
وما رُوي عن ابن عباس: أن رجلاً قال له: "إنا نطيل المقام في الغزو بخراسان فكيف ترى؟ فقال: صلِّ ركعتين وإن أقمت عشر سنين" ينبغي النظر له في ضوء قول ابن عباس رضي الله عنه: "إذا قدمت على أهل لك أو ماشية فأتمّ الصلاة".
فما يُروى في قصر الصلاة لمدد طويلة يُحمل على من لم يستقرّ مقيماً وقد يُقاس عليه معسكرات التدريب والنزوح المفاجئ لمكان مع البحث عن غيره، ولا يقاس عليه من استقرّ في مدينة ونسَّقَ أمور حياته بها.
الشيخ /أبو شعيب طلحة المسيّر
http://t.me/fatawa_shamia
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أنا مهجّر من بلدي منذ 4 سنوات وجالس بمنطقة ثانية و لا أعرف متى أعود إلى بلدي
فما حكم الجمع والقصر بالصلاة
✅الجواب؛
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه المسألة من المسائل التي كثر فيها الكلام، والذي نفتي به أن من هاجر أو سافر من بلد وسكن مدينة أخرى واتخذ أسباب الإقامة كتأثيث منزل أو الارتباط بوظيفة أو التزوج في المدينة فإنه مقيم لا مسافر وإن كان يتأمل أن يعود إلى مدينته الأصلية يوما من الأيام،
فالناس رجلان: مقيم ومسافر..
قال تعالى: "يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ".
فجمهور العلماء يحددون الإقامة بوقت، والقلة التي لم تحددها بوقت، حددتها بوجود أهل ومال فتكون كالوطن، ذكر ابن المنذر أقوال أهل العلم في إقامة المسافر ثم قال: "وفيه قول عاشر ذكره إسحاق بن راهويه، قال: وقد قال آخرون: وهم الأقلون من أهل العلم: صلاة المسافر ما لم ترجع إلى أهلك إلا أن تقيم ببلدة لك بها أهل ومال فإنها تكون كوطنك... واعتذر في تخلفه عن القول به، لما أجمع عليه علماء الأمصار على توقيت وقتوه فيما بينهم".
والقول بأن الذي يستقر في بلدة وله نية الرجوع لبلده الأصلي يوماً ما أنه مسافر هو قول شاذ جداً؛ فقد استوطن كثير من الصحابة المدينة ثم سافروا إلى الأمصار كالكوفة والبصرة ودمشق وصنعاء كأمراء لها ثم انتهت إمارتهم وعادوا للمدينة وكانوا في تلك الأمصار مقيمين.
وما يُروى عن بعض الصحابة عن قصرهم لمدد طويلة لم يكن في حالة استقرارهم بالأمصار، بل كان غالبا في حالات استثنائية يقاس عليها ما دونها لا ما فوقها، فمثلاً يُروى عن ابن عمر رضي الله عنه أنه "أقام بأذربيجان ستة أشهر أرتج عليهم الثلج فكان يصلي ركعتين" وهذه حالة خاصة ينبغي عرضها على ما رواه نافع، أن ابن عمر رضي الله عنه «كانت منه أشياء في قصر الصلاة في إقامته في السفر مختلفة، ثم صار إلى آخر أمره إلى أن كان إذا قدم بلدة فأجمع أن يقيم بها اثنتي عشرة فأكثر من ذلك أتم الصلاة، وإذا قدم بلدة لا يدري ما يقيم فيها قصر الصلاة فيما بينه وبين اثنتي عشرة، فإذا كملها أتم الصلاة، وإن خرج من غد».
وما رُوي عن ابن عباس: أن رجلاً قال له: "إنا نطيل المقام في الغزو بخراسان فكيف ترى؟ فقال: صلِّ ركعتين وإن أقمت عشر سنين" ينبغي النظر له في ضوء قول ابن عباس رضي الله عنه: "إذا قدمت على أهل لك أو ماشية فأتمّ الصلاة".
فما يُروى في قصر الصلاة لمدد طويلة يُحمل على من لم يستقرّ مقيماً وقد يُقاس عليه معسكرات التدريب والنزوح المفاجئ لمكان مع البحث عن غيره، ولا يقاس عليه من استقرّ في مدينة ونسَّقَ أمور حياته بها.
الشيخ /أبو شعيب طلحة المسيّر
http://t.me/fatawa_shamia