فيروس (الوسواس الخناس)
الحلقة5️⃣
في الحلقة الماضية سألنا هذه الأسئلة....
كيف يفهم كل واحد منا نفسه؟
وما الذي يترتب على ضلال أنفسنا أو صلاحها؟
وما السلاح الفتاك والمكافح الفعال في كبح جماحها؟
أيها الأحبة، إذا أردنا أن نقوم بعملية التغيير فعلينا فهم الواقع وكيف نقوم بهذه العملية ومن أين نبدأ، والآن نحن قد لدينا بعض الفهم لمعرفة هذا الأمر، وقد عرفنا بأن البداية لصنع المستحيلات هو التركيز على النفس، فكيف نفهم أنفسنا؟؟
يكون فهمها من خلال الاستعانة بالله تعالى والالتجاء إليه والاكثار من ذكره، وأيضا بالتأمل والتدبر لكتاب الله تعالى والتفهم له ولسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، والتوقف عند كل آية أو حديث يختص بالنفس وما يتعلق بها، ولكن قد يقول قائل: كيف أكون بهذا الشكل؟ وقد يقول آخر :أن هذه تكاليف شاقة فكيف أكون ملتزما بها في بادئ الأمر؟
والجواب، أن التغيير الصحيح له منطلقات ومراحل فأول مرحلة تكون من خلال اكتشاف الخطأ، أي الاقتناع أننا نتصرف في بعض الأمور تصرفات خاطئة ولدينا عادات سيئة، ونرتكب مخالفات باستمرار، وهذا ندركه ببساطة، بمجرد استماع محاضرة أو خطبة أو قرآة القرآن أو نصيحة أو غير ذلك؛ لأنه متى ما عزم الانسان على صناعة التغيير فعون الله له ومدده لا يتوقف؛ لذا فنحن لسنا وحيدين في خوض الصراع مع أنفسنا
ومن هنا نكون قد تجاوزنا المرحلة الأولى والتي هي أهم مرحلة، ثم لنعلمْ أن النفس ليست بتلك الصعوبة التي قد تجعل الانسان يترك ترويضها، فالنفس هي مثل الطفل إن أهملته شب على حب الرضاع وإن فطمناه انفطم، هي بهذا الشكل.
علينا أن نفهم أنه يمكن إصلاحها وترويضها على عادات الخير، ويمكن إقناعها بما نريده مهما كان شاقا علينا، وهذا الموضوع متشعب كثيرا لا بد من فهم طرقه ومداخله والولوج إليه بكل قوة.
وهكذا كلما جاءتنا نفحة من نفحات الله نستغلها في صالح أنفسنا.
ومن الأحاديث التي تلفت انتباهنا قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم:( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ألا وهو جهاد النفس) وهذا النص النبوي له دلالات وأسرار عميقة وعظيمة وهو مفتاح كل خير لو علمناه وعملنا به، فعندما يجعل الحبيب المصطفى جهاد النفس هو الجهاد الأكبر ندرك حقيقة كبيرة وهو أن أعظم جهاد وأكبر جهاد هو إصلاح هذه النفس الأمارة بالسوء، وقد يفسر البعض كلامي هو الانعزال والتفرغ لإصلاح أنفسنا، وليس كذلك، فالذي أقصده أن الحركة التي نتحركها يجب أن تكون خالصة لله ولأجله وفي سبيله، أي علينا أن نصلي ونصوم ونصلح بين الناس ونؤدي الزكاة ونقاتل في سبيل الله ولكن ننتبه لهذه النفس حتى لا تحبط أعمالنا بالغرور والكبر والعجب والحسد وغيرها من الأوبئة والأمراض الفتاكة، نكون في ميدان العمل ونحن على أتم الجهوزية لجهاد أنفسنا
والخطير في القضية أن وسوسة النفس تدمر فطرتنا وتغزو العقل والقلب الذي له التحكم بالانسان، ومتى ما وصل ضررها إلى العقل الذي خلقه الله مكافحا لكل أهواء النفس نكون قد تمت السيطرة علينا، وبالمقارنة فمتى ما وصل كرونا إلى الرئتين يكون قد وصل إلى مراده، وهكذا يكون مصير من تم احتلال عقله وقلبه من قبل أهواءه وشهواته ووسوسة شياطين الإنس والجن.....
تابعونا في الحلقة القادمة لإكمال ما تبقى من هذه السلسلة...
الفقير إلى عفوالله/ عبدالمجيد إدريس
💎قناة المعارف الربانية💎
قناة تبحث في المعارف الربانية، انطلاقا من قوله تعالى :فاعلم أنه لا إله إلا الله.
المعارف: وهي كل ما من شأنه يدل على الله تعالى في مختلف مناحي الحياة.
الربانية:وهي تدل على رعاية الله بعباده ورحمته بهم.
غايتها: معرفة الله حق معرفته.
https://t.me/almaaref_elrabaneyah
الحلقة5️⃣
في الحلقة الماضية سألنا هذه الأسئلة....
كيف يفهم كل واحد منا نفسه؟
وما الذي يترتب على ضلال أنفسنا أو صلاحها؟
وما السلاح الفتاك والمكافح الفعال في كبح جماحها؟
أيها الأحبة، إذا أردنا أن نقوم بعملية التغيير فعلينا فهم الواقع وكيف نقوم بهذه العملية ومن أين نبدأ، والآن نحن قد لدينا بعض الفهم لمعرفة هذا الأمر، وقد عرفنا بأن البداية لصنع المستحيلات هو التركيز على النفس، فكيف نفهم أنفسنا؟؟
يكون فهمها من خلال الاستعانة بالله تعالى والالتجاء إليه والاكثار من ذكره، وأيضا بالتأمل والتدبر لكتاب الله تعالى والتفهم له ولسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، والتوقف عند كل آية أو حديث يختص بالنفس وما يتعلق بها، ولكن قد يقول قائل: كيف أكون بهذا الشكل؟ وقد يقول آخر :أن هذه تكاليف شاقة فكيف أكون ملتزما بها في بادئ الأمر؟
والجواب، أن التغيير الصحيح له منطلقات ومراحل فأول مرحلة تكون من خلال اكتشاف الخطأ، أي الاقتناع أننا نتصرف في بعض الأمور تصرفات خاطئة ولدينا عادات سيئة، ونرتكب مخالفات باستمرار، وهذا ندركه ببساطة، بمجرد استماع محاضرة أو خطبة أو قرآة القرآن أو نصيحة أو غير ذلك؛ لأنه متى ما عزم الانسان على صناعة التغيير فعون الله له ومدده لا يتوقف؛ لذا فنحن لسنا وحيدين في خوض الصراع مع أنفسنا
ومن هنا نكون قد تجاوزنا المرحلة الأولى والتي هي أهم مرحلة، ثم لنعلمْ أن النفس ليست بتلك الصعوبة التي قد تجعل الانسان يترك ترويضها، فالنفس هي مثل الطفل إن أهملته شب على حب الرضاع وإن فطمناه انفطم، هي بهذا الشكل.
علينا أن نفهم أنه يمكن إصلاحها وترويضها على عادات الخير، ويمكن إقناعها بما نريده مهما كان شاقا علينا، وهذا الموضوع متشعب كثيرا لا بد من فهم طرقه ومداخله والولوج إليه بكل قوة.
وهكذا كلما جاءتنا نفحة من نفحات الله نستغلها في صالح أنفسنا.
ومن الأحاديث التي تلفت انتباهنا قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم:( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ألا وهو جهاد النفس) وهذا النص النبوي له دلالات وأسرار عميقة وعظيمة وهو مفتاح كل خير لو علمناه وعملنا به، فعندما يجعل الحبيب المصطفى جهاد النفس هو الجهاد الأكبر ندرك حقيقة كبيرة وهو أن أعظم جهاد وأكبر جهاد هو إصلاح هذه النفس الأمارة بالسوء، وقد يفسر البعض كلامي هو الانعزال والتفرغ لإصلاح أنفسنا، وليس كذلك، فالذي أقصده أن الحركة التي نتحركها يجب أن تكون خالصة لله ولأجله وفي سبيله، أي علينا أن نصلي ونصوم ونصلح بين الناس ونؤدي الزكاة ونقاتل في سبيل الله ولكن ننتبه لهذه النفس حتى لا تحبط أعمالنا بالغرور والكبر والعجب والحسد وغيرها من الأوبئة والأمراض الفتاكة، نكون في ميدان العمل ونحن على أتم الجهوزية لجهاد أنفسنا
والخطير في القضية أن وسوسة النفس تدمر فطرتنا وتغزو العقل والقلب الذي له التحكم بالانسان، ومتى ما وصل ضررها إلى العقل الذي خلقه الله مكافحا لكل أهواء النفس نكون قد تمت السيطرة علينا، وبالمقارنة فمتى ما وصل كرونا إلى الرئتين يكون قد وصل إلى مراده، وهكذا يكون مصير من تم احتلال عقله وقلبه من قبل أهواءه وشهواته ووسوسة شياطين الإنس والجن.....
تابعونا في الحلقة القادمة لإكمال ما تبقى من هذه السلسلة...
الفقير إلى عفوالله/ عبدالمجيد إدريس
💎قناة المعارف الربانية💎
قناة تبحث في المعارف الربانية، انطلاقا من قوله تعالى :فاعلم أنه لا إله إلا الله.
المعارف: وهي كل ما من شأنه يدل على الله تعالى في مختلف مناحي الحياة.
الربانية:وهي تدل على رعاية الله بعباده ورحمته بهم.
غايتها: معرفة الله حق معرفته.
https://t.me/almaaref_elrabaneyah