#مشكلة_وحل
💥السوال💥
تعرَّفتُ على فتاة عن طريق الإنترنت، وقد أُعجبت بها وبعقليتها، فأحببتُها ورغبت في الزواج منها، وقد اعترفتْ لي أنها كانت تُحب زميلها، لكنه خانَها وترَكها، فصُدِمت، لكنها نَسِيتْ هذا الأمر بعدما عرَفتني، هي متقلِّبة جدًّا، ذات مرة دخلتُ على حسابها الشخصي في أحد المواقع الاجتماعية، فصُدِمتُ إذ رأيتُ لها محادثات مع رجال كُثُر وصورًا، وعرَفتُ أنها كانت تذهَب إلى أحد هؤلاء الرجال، وحدَثت بينهما تجاوزات لم تصِل إلى الزنا، وعندما واجهتُها انهارتْ واعترَفتْ، وقالت أنها فعلتْ ذلك بعد صدْمتِها في الرجل الذي أحبَّتْه وخانها، وأني قد أعَدتُها إلى رُشدها، وأنها تابتْ، لكني قطعتُ علاقتي بها مدة شهرين، فظلَّتْ تطلُب مني أن أعودَ، فعدتُ إليها فوجدتُها قد تَغيَّرتْ، وعادت إلى رشدها، ورأيتُ منها حبًّا صادقًا، لكني ما زلتُ مترددًا، وأتذكَّر كل ما فعلتْه مع الرجال، فماذا أفعل فيما يخص رغبتي في الزواج منها؟
👈الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أما بعد:
إن هذه المشكلة من القضايا الشائكة، وليست من السهولة بمكان، فما حصل في السابق من أمور وعلاقات محرَّمة ولو كانت تحت ستار التعرف ومسمى الحب - هي ممنوعة ومحرمة شرعًا، وعلمك بامرأة لها علاقات محرمة، وفيها نوع من الجرأة في التواصل مع الرجال عن طريق الجوال ووسائل التواصل، وأنت تريد الارتباط بها - فهذا أمر من الصعب نسيانه بالنسبة للرجل خاصة من يريد بيئة محافظة ومؤمنة؛ إذ إن المرء في هذه الحالة لن يتركه الشيطان من الشكوك وسوء الظن، إذا تذكر علاقاتها ومغامراتها السابقة معه ومع غيره، وهذا الأمر سيعكر عليه صفو حياته، خاصة إن كنت تعرف هؤلاء بشخوصهم أو مواقعهم؛ ومن ثَمَّ فلا اطمئنان لزوجتك، ولا اطمئنان لحياتك.
وإذا كانت هذه الأخت - سترها الله - قد تابت إلى الله تعالى توبة نصوحًا، وقامت بالحجاب الشرعي في الواقع وفي العالم الافتراضي ووسائل التواصل، وأغلقت هذا الباب نهائيًّا، ومنبتها وأسرتها فاضلة - فلا بأس من الارتباط بها؛ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تاب تاب الله عليه))، والتوبة تجب ما قبلها.
ولكن هذا في حد ذاته أيضًا ليس كافيًا لك أنت، فهذا متوقف على شخصيتك ونفسيتك، فهناك من الرجال من يعفو ويصفح، ويحاول أن ينسى، ولا يؤثر الماضي فيه كثيرًا، وهناك من لا يمكن أن ينسى مطلقًا ولا يصفح ولا يعفو، بل إنه قد يتزوج وقد يكون له منها أبناء كثر، ورغم ذلك لا ينسى هذا الأمر، خاصة عند الغضب أو الخلاف وغيره.
فلا ارتباط بها إلا بعد التوبة وقطع العلاقات مع الرجال الأجانب عنها، فينبغي عليك أن تنظر في هذه المسألة من هذا الباب، فإذا كنت من النوع الغيور شديد الغيرة الذي يؤلمه هذا الماضي، ولا يمكن أن ينساه، فننصحك بألَّا ترتبط بها، حتى وإن كانت من أصلح نساء الدنيا؛ حتى لا يلعب بك الشيطان، وتعيش في دوامة نفسية كبيرة.
ومن هنا لا بد من إعادة النظر في موقفك، والتريث والبعد عن العواطف، نعم، رغبتها في الزواج منك والستر شيء طيب وحسن، وقد تكون فعلًا قد فعلتْ ذلك كما ذكرتْ لك ردةَ فعل، أو جهلٍ، أو في حالة غفلة وعدم إدراك لعواقب الأمور.
ومن هنا راجع نفسَك وفكِّر ووازِن؛ حتى لا تقع في شبكة الظنون أو في مذمة الإهمال وعدم المبالاة.
فانظر في نفسك بارك الله فيك، فإن كنت من النوع الذي يستطيع أن يتقبل هذا الأمر، ويعفها ويلزمها شرع الله، فأنا أرى أن تتوكل على الله، وتتزوجها، وإن كنت ترى أنك من النوع الذي سوف يظل يحتفظ في ذاكرته بهذا الماضي المظلم المؤرق، فأرى أن تعرض عن هذا الأمر وأن تبحث عن غيرها.
فنوصيك ألَّا تتعجل، وأن تنظر في خاصة نفسك، ولا تنظر بعاطفتك ومشاعرك الآنية، وإنما ابحث في أعماق نفسك وسويداء قلبك ولو أفتاك المفتون، هل من الممكن أن تقبل وتستر ماضيها أو ليس بمقدورك ذلك؟
أسأل الله أن يوفقك، ويشرح صدرك لكل خير، ويهديك، وأن يَمُنَّ عليك بزوجة صالحة تكون عونًا لك على طاعته ورضاه، إنه سميع مجيب
🌷@alsamla ☜ الحصالة الثقافية🌷
💥السوال💥
تعرَّفتُ على فتاة عن طريق الإنترنت، وقد أُعجبت بها وبعقليتها، فأحببتُها ورغبت في الزواج منها، وقد اعترفتْ لي أنها كانت تُحب زميلها، لكنه خانَها وترَكها، فصُدِمت، لكنها نَسِيتْ هذا الأمر بعدما عرَفتني، هي متقلِّبة جدًّا، ذات مرة دخلتُ على حسابها الشخصي في أحد المواقع الاجتماعية، فصُدِمتُ إذ رأيتُ لها محادثات مع رجال كُثُر وصورًا، وعرَفتُ أنها كانت تذهَب إلى أحد هؤلاء الرجال، وحدَثت بينهما تجاوزات لم تصِل إلى الزنا، وعندما واجهتُها انهارتْ واعترَفتْ، وقالت أنها فعلتْ ذلك بعد صدْمتِها في الرجل الذي أحبَّتْه وخانها، وأني قد أعَدتُها إلى رُشدها، وأنها تابتْ، لكني قطعتُ علاقتي بها مدة شهرين، فظلَّتْ تطلُب مني أن أعودَ، فعدتُ إليها فوجدتُها قد تَغيَّرتْ، وعادت إلى رشدها، ورأيتُ منها حبًّا صادقًا، لكني ما زلتُ مترددًا، وأتذكَّر كل ما فعلتْه مع الرجال، فماذا أفعل فيما يخص رغبتي في الزواج منها؟
👈الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أما بعد:
إن هذه المشكلة من القضايا الشائكة، وليست من السهولة بمكان، فما حصل في السابق من أمور وعلاقات محرَّمة ولو كانت تحت ستار التعرف ومسمى الحب - هي ممنوعة ومحرمة شرعًا، وعلمك بامرأة لها علاقات محرمة، وفيها نوع من الجرأة في التواصل مع الرجال عن طريق الجوال ووسائل التواصل، وأنت تريد الارتباط بها - فهذا أمر من الصعب نسيانه بالنسبة للرجل خاصة من يريد بيئة محافظة ومؤمنة؛ إذ إن المرء في هذه الحالة لن يتركه الشيطان من الشكوك وسوء الظن، إذا تذكر علاقاتها ومغامراتها السابقة معه ومع غيره، وهذا الأمر سيعكر عليه صفو حياته، خاصة إن كنت تعرف هؤلاء بشخوصهم أو مواقعهم؛ ومن ثَمَّ فلا اطمئنان لزوجتك، ولا اطمئنان لحياتك.
وإذا كانت هذه الأخت - سترها الله - قد تابت إلى الله تعالى توبة نصوحًا، وقامت بالحجاب الشرعي في الواقع وفي العالم الافتراضي ووسائل التواصل، وأغلقت هذا الباب نهائيًّا، ومنبتها وأسرتها فاضلة - فلا بأس من الارتباط بها؛ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تاب تاب الله عليه))، والتوبة تجب ما قبلها.
ولكن هذا في حد ذاته أيضًا ليس كافيًا لك أنت، فهذا متوقف على شخصيتك ونفسيتك، فهناك من الرجال من يعفو ويصفح، ويحاول أن ينسى، ولا يؤثر الماضي فيه كثيرًا، وهناك من لا يمكن أن ينسى مطلقًا ولا يصفح ولا يعفو، بل إنه قد يتزوج وقد يكون له منها أبناء كثر، ورغم ذلك لا ينسى هذا الأمر، خاصة عند الغضب أو الخلاف وغيره.
فلا ارتباط بها إلا بعد التوبة وقطع العلاقات مع الرجال الأجانب عنها، فينبغي عليك أن تنظر في هذه المسألة من هذا الباب، فإذا كنت من النوع الغيور شديد الغيرة الذي يؤلمه هذا الماضي، ولا يمكن أن ينساه، فننصحك بألَّا ترتبط بها، حتى وإن كانت من أصلح نساء الدنيا؛ حتى لا يلعب بك الشيطان، وتعيش في دوامة نفسية كبيرة.
ومن هنا لا بد من إعادة النظر في موقفك، والتريث والبعد عن العواطف، نعم، رغبتها في الزواج منك والستر شيء طيب وحسن، وقد تكون فعلًا قد فعلتْ ذلك كما ذكرتْ لك ردةَ فعل، أو جهلٍ، أو في حالة غفلة وعدم إدراك لعواقب الأمور.
ومن هنا راجع نفسَك وفكِّر ووازِن؛ حتى لا تقع في شبكة الظنون أو في مذمة الإهمال وعدم المبالاة.
فانظر في نفسك بارك الله فيك، فإن كنت من النوع الذي يستطيع أن يتقبل هذا الأمر، ويعفها ويلزمها شرع الله، فأنا أرى أن تتوكل على الله، وتتزوجها، وإن كنت ترى أنك من النوع الذي سوف يظل يحتفظ في ذاكرته بهذا الماضي المظلم المؤرق، فأرى أن تعرض عن هذا الأمر وأن تبحث عن غيرها.
فنوصيك ألَّا تتعجل، وأن تنظر في خاصة نفسك، ولا تنظر بعاطفتك ومشاعرك الآنية، وإنما ابحث في أعماق نفسك وسويداء قلبك ولو أفتاك المفتون، هل من الممكن أن تقبل وتستر ماضيها أو ليس بمقدورك ذلك؟
أسأل الله أن يوفقك، ويشرح صدرك لكل خير، ويهديك، وأن يَمُنَّ عليك بزوجة صالحة تكون عونًا لك على طاعته ورضاه، إنه سميع مجيب
🌷@alsamla ☜ الحصالة الثقافية🌷