طبيعة السحاب تختلف تمامًا عن أبخرة الماء... ولا تتشابه، فالبخار يتبدد والسحاب يتمدد؛ والبخار يصعد والسحاب يخفض، خاصة إن حمل الماء؛ والبخار ماء متحول، أما السحاب فليس كذلك، بل طبع متأصل. ومثله كمثل ما ينشأ الرمل من الغبار، هو واحد... يجتمع فيتكثف أو ينتشر فيتخفف. والسحاب إن كان مرتفعا فهو خفيف لا يحمل الماء، فإن حمله نزل وانخفض في السماء. والسحاب محكم في حمله للماء، حتىٰ إذا وصل المكان الموكل له أن يفرغ فيه تخلل وتوسع وتخفف، فيقطر من خلاله. وحاله كحال السفن التي تحمل ما عليها... فبحسب حجمه وكثافته إما يصعد وإما ينزل... وبحسب اتساعه وكثافته، لأنه يركب الهواء، فكلما قلت كثافته عن الهواء الذي يحمله ارتفع. ومثل الغواصة في جوف البحر، ترتفع وتنزل بحسب ما تدخل من الماء لتزيد كثافتها أو تخفضها. الأمر واحد، والأصل يجري.