.من الواجب على كل من دان بالإسلام وتعبّد بشرائعه:
معرفة شأن مواقيت الشهور الهلالية القمرية التي تتعلّق بها كافّة الأحكام في الشرع الإسلامي؛ وهي الشهور المرتبطة مع التأريخ الهجري.
كما أنّه لا يجوز ربط الأحكام الشرعية بحسابات الشهور الشمسية.
فالله تعالى يقول: { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} فالمقصود بالشهر : الشهر الهلالي القمري.
وكذا حين يُقال باكتمال الحول في دفع الزكاة؛ فالمقصود به الحول الهلالي القمري.
وكذلك في ميقات بدء شهر رمضان فالعبرة ببداية الشهر من الأشهر القمرية الهلالية ولهذا قال تعالى : { فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
ومثله ميقات أشهر الحج، فقد قال تعالى:{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}.
وميقات الأشهر الحرم كما قال تعالى: { إنّ عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حُرم فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم}
والمرأة التي يأست من المحيض؛ فعدّتها ثلاثة أشهر قمرية هلالية؛ لقوله تعالى:{وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ واللائي لم يحضن} وكذا الصغار اللائي لم يبلغن سن الحيض فعدتهن كعدة الآيسة ثلاثة أشهر.
وحين يؤمر الصبي بالصلاة لسبعٍ، ويُضربَ عليها لعشرٍ؛ فالمقصود بالسنوات هنا التي تمضي عليها الشهور القمرية الهلالية مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الصبي لا يؤمر بالصلاة لسبعِ سنوات من بداية السنة بل إذا أنهى السنوات السبع ثم أراد أن يدخل في السنة الثامنة؛ فمن هنا يُؤمر بالصلاة.
ومثلها صيام شهرية متتابعين لمن عليه كفّارة ظها؛ فقد قال تعالى في كفّارة الظهار: {فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا}.
ومثله من عليه كفّارة جماع زوجته في نهار رمضان؛ فعليه صيام شهرين هلاليين متتابعين.
ومن هنا كان لابد من هذه التنبيهات:
1. الواجب علينا التأريخ بالشهر القمري الهلالي وارتباط الناس بذلك؛ والتأريخ الهجري متوافق مع ذلك فلا توجد مشقّة أو تعسير في معرفة الشهر القمري.
2. أن نعرف بأنّ الأحكام تُناط وتُعلّق بالشهور القمرية الهلالية، وأنّ الشهور الشمسية؛ أو الميلادية؛ لا اعتبار لها بالأحكام التكليفية في الشرع ؛ وإن كان يُمكن استخدامها بالتوقيت من حيث العمل، أو التأريخ اليومي وما شاكل ذلك.
3. أنّه لا يجوز العبث بالشهور القمرية الهلالية بزيادة أو نقص، أو تقديم أو تأخير؛ فهذا من فعل الكفار في الجاهلية؛ فالله تعالى يقول: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِين}.
فالحمد لله الذي هدى أمّة الإسلام لهذا ونسأله تعالى أن يجعلها دائمة التعّلق بما يربطها بأحكامها الشرعية وتأريخ الهجرة المحمدية المرتبطة بالشهور القمرية الهلالية.
https://t.me/aquds