الشيخ عبد الرزاق البدر درر وفوائد مكتوبة


Гео и язык канала: не указан, не указан
Категория: не указана


القناة غير رسمية
وتعنى بنشر فوائد ودرر منتقاة ˝مكتوبة˝ لفضيلة الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظهما الله ورعاهما.
الجزائر_بلاد_التوحيد ⁦🇩🇿⁩

Связанные каналы

Гео и язык канала
не указан, не указан
Категория
не указана
Статистика
Фильтр публикаций


التَّكْرِيم لَهُ ، وَإِلَّا فَدُخُوله إِنَّمَا يَكُون مِنْ بَاب وَاحِد ، وَلَعَلَّهُ بَاب الْعَمَل الَّذِي يَكُون أَغْلَب عَلَيْهِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ))(7) اهـ.

وأهل الجنة لذاتهم لا تنفد ونعيمهم لا ينقطع { أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا }[الرعد: 35] ، وإن أعلى ما يتنعم به أهل الجنة وألذّه على الإطلاق رؤياهم الله تبارك وتعالى ونظرهم إليه في الجنة قال تعالى: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } [يونس: 26]، وقال تعالى: { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } [ق: 35]، وقد فُسِّرت الزيادة والمزيد برؤيته سبحانه في الجنة ، ففي صحيح مسلم عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا !! أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ !! قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ))(8) .

والجنة هي سلعة الله الغالية لا تنال بالتمني وإنما تنال بتوحيد الله والإيمان والأعمال الصالحة ؛ وهذا ما دلَّ عليه القرآن والسنة الصحيحة وأعمالهم كثيرة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((عَمَلُ أَهْلِ الْجَنَّةِ : الْإِيمَانُ وَالتَّقْوَى ، وَعَمَلُ أَهْلِ النَّارِ : الْكُفْرُ وَالْفُسُوقُ وَالْعِصْيَانُ ، فَأَعْمَالُ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْإِيمَانُ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْإِيمَانُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ وَالشَّهَادَتَانِ : شَهَادَةُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامُ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ وَحَجُّ الْبَيْتِ ، وَأَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك . وَمِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : صِدْقُ الْحَدِيثِ وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَالْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةُ الْأَرْحَامِ وَالْإِحْسَانُ إلَى الْجَارِ وَالْيَتِيمِ وَالْمِسْكِينِ وَالْمَمْلُوكِ مِنْ الْآدَمِيِّينَ وَالْبَهَائِمِ . وَمِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : الْإِخْلَاصُ لِلَّهِ وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ وَالْمَحَبَّةُ لَهُ وَلِرَسُولِهِ وَخَشْيَةُ اللَّهِ وَرَجَاءُ رَحْمَتِهِ وَالْإِنَابَةُ إلَيْهِ وَالصَّبْرُ عَلَى حُكْمِهِ وَالشُّكْرُ لِنِعَمِهِ . وَمِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ وَذِكْرُ اللَّهِ وَدُعَاؤُهُ وَمَسْأَلَتُهُ وَالرَّغْبَةُ إلَيْهِ . وَمِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لِلْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ . وَمِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَك وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَك وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَك ؛ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ الْجَنَّةَ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاَللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ . وَمِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : الْعَدْلُ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ وَعَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ حَتَّى الْكُفَّارِ . وَأَمْثَالُ هَذِهِ الْأَعْمَالِ )) (9) اهـ.

فليبادر كلُّ من عرف الجنة ونعيمها إلى المسابقة والمنافسة لتحصيلها والفوز بها ؛ فأبوابها مشرعة ومناراتها واضحة وسبلها بينة . اللهم إنا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل وسبيلها.

#مقالات_رمضانية

http://www.al-badr.net/muqolat/2529

ساهموا في نشرها فمن دل على خير فله مثل أجر فاعله🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂


25 - الْجَنَّةُ دَارُ الْمَتَّقِينَ
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ))(1)

إن الجنة هي رحمة الله التي يرحم بها من يشاء من عباده ، وهي دار السلام دار الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، تجري من تحتها الأنهار ، قصورها لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وملاطها المسك الأذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وتربتها الزعفران وخيامها اللؤلؤ المجوف ، وهي نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، ونهر مطرد ، وفاكهة وخضرة ، وزوجات حسان ، فيها السدر المخضود ، والطلح المنضود ، والظل الممدود والماء المسكوب ، أهلها يأكلون فيها ويتنعمون ، ولا يمتخطون ، ولا يتغوطون ولا يبولون بل مسك يَرشح ، يحيَوْن ولا يموتون ، ويشبُّون ولا يهرمون ، وجوههم مسفرة ضاحكة مستبشرة فيها الجمال المبين ، فيها الأزواج من الحور العين ، كل نعيمها دائم ، وكل شيء فيها باسم ، فيها يرفع الحجاب وينظرون إلى وجه العزيز الوهاب ، ومهما أراد الواصفون المبدعون أن يصفوا كُنْهَ الجنة ونعيمها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً فهي فوق ما يتخيله الخيال وأعلى مما يخطر بالبال ، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((قَالَ اللَّهُ عز وجل : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ :{ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ }[السجدة:17] )) (2) .

وإن أهل الجنة يدخلونها زمراً زمراً قال تعالى: { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا } [الزمر: 73] ، وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أَوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً ، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتْفُلُونَ ، أَمْشَاطُهُمْ الذَّهَبُ ، وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ وَمَجَامِرُهُمْ الْأَلُوَّةُ ، وَأَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ ، أَخْلَاقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ ))(3) .

وقد ثبت في السنة أن للجنة ثمانية أبواب ؛ روى الإمام أحمد في مسنده من حديث لقيط بن عامر عندما خرج وافداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفيه : ((وَإِنَّ لِلْجَنَّةِ لَثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ مَا مِنْهُمَا بَابَانِ إِلَّا يَسِيرُ الرَّاكِبُ بَيْنَهُمَا سَبْعِينَ عَامًا))(4) ومن هذه الأبواب باب الريان الذي لا يدخل منه إلا الصائمون وقد تقدم في حلقات ماضية الحديث عنه وذكر الأدلة عليه ، وأما بقية أبوابها فقد سمي بعضها ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا ؟ قَالَ نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ)) (5).

قال ابن القيم رحمه الله : (( لما سمت همة الصِّدِّيق إلى تكميل مراتب الإيمان وطمعت نفسه أن يُدعى من تلك الأبواب كلها فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يحصل ذلك لأحد من الناس ليسعى في العمل الذي ينال به ذلك ، فخبره بحصوله وبشره بأنه من أهله وكأنه قال: هل تكمل لأحد هذه المراتب فيدعى يوم القيامة من أبوابها كلها ؟ فلله ما أعلى هذه الهمة وأكبر هذه النفس))(6).

وقال الحافظ ابن حجر : (( فِي الْحَدِيث إِشْعَار بِقِلَّةِ مَنْ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَاب كُلّهَا ، وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْمُرَاد مَا يُتَطَوَّع بِهِ مِنْ الْأَعْمَال الْمَذْكُورَة لَا وَاجِبَاتهَا لِكَثْرَةِ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ الْعَمَل بِالْوَاجِبَاتِ كُلّهَا ، بِخِلَافِ التَّطَوُّعَات فَقَلَّ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ الْعَمَل بِجَمِيعِ أَنْوَاع التَّطَوُّعَات ، ثُمَّ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ ذَلِكَ إِنَّمَا يُدْعَى مِنْ جَمِيع الْأَبْوَاب عَلَى سَبِيل




قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله

إنَّ حاجةَ المسلم إلى الدعاء ماسَّةٌ في أموره كلِّها وضرورتَه إليه ملحَّةٌ في شؤونه جميعِها، وقد ضَرَبَ أَحدُ أهل العلم لِحال المسلم مع الدعاء مَثلاً بديعاً تستبين به شدَّةُ حاجته إليه، ويظهرُ به عظمُ ضرورته إليه، روى الإمام أحمد في كتاب الزهد عن قتادة قال: قال مُوَرِّقٌ رحمه الله: " ما وجدتُ للمؤمن مثلاً إلاَّ رجلاً في البحر على خشبة، فهو يدعو يا ربِّ يا ربِّ، لعل الله عزَّ وجلَّ أن ينجيَه ".

[فقه الأدعية و الأذكار ج٢/ص٢٠]


وأما الكذب فإنه أساس كل فجور قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ))(7) ؛ لأنه يَجُرُّ إلى كل المعاصي التي يقترفها اللسان وتقترفها الجوارح الأخرى ، فكل عمل صالح - ظاهر أو باطن - فمنشؤه الصدق ، وكل عمل فاسد - ظاهر أو باطن - فمنشؤه الكذب ، والله تعالى يعاقب الكذّاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه ، ويثيب الصادق بأن يوفقه للقيام بمصالح دنياه وآخرته فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق ، ولا مفاسدهما ومضارّهما بمثل الكذب ولذلك قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة: 119].

فالواجب على المسلم أن يصون لسانه من ذلك كله ليحقق إسلامه وليكمّل إيمانه وليصون دينه ولينال دخول الجنة والنجاة من النار ؛ فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ))(8) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ))(9)، وروى البخاري في صحيحه عن سهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ ))(10) والمراد بذلك اللسان والفرج ، وفي الصحيحين واللفظ لمسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ مَا فِيهَا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ))(11)، وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ , فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا ؛ فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ))(12).

نسأل الله العافية والسلامة ، ونسأله سبحانه أن يحفظ علينا ألسنتنا وسائر جوارحنا وأن يهدينا إليه صراطاً مستقيماً .

#مقالات_رمضانية

https://al-badr.net/muqolat/2528
ساهموا في نشرها فمن دل على خير فله مثل أجر فاعله🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂


24 - خُطُورَةُ قَـوْل الزُّورِ وَالْعَمَل بِـهِ

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ))(1).

إن الصيام إنما شرعه الله لعباده لتتهذّب نفوسهم وتستقيم أخلاقهم وتتحقق لهم التقوى وتطيب القلوب والجوارح والألسن ، والمؤمن بالله يسعى ويحرص على حفظ قلبه ولسانه وجوارحه مما يسخط الرب ويغضبه ؛ فيسأل الله ويبذل الأسباب التي تجعل قلبه ينطوي على الإيمان والتوحيد والإخلاص وغير ذلك من أعمال القلوب الصالحة، وجوارحه متجهة إلى الطاعات أو المباحات فيما تسمعه أو تبصره أو تأخذه أو تسعى فيه وفيما تستخدمه وتتناوله من مأكول أو مشروب أو ملبوس أو غير ذلك ، ولسانه الذي هو ترجمان القلب والمخبر عما يكِنُّه لا ينشغل إلا بما يرضي الله من ذكر واستغفار وتلاوة للقرآن وحديث مباح ، والقلب هو قائد اللسان وجميع الجوارح فبسلامته يسلم اللسان فلا يقول إلا الخير وتسْلَم الجوارح فلا تأتي إلا الخير ، أما ما يغضب الله من سائر المعاصي ومن الكذب وقول الزور والغيبة والنميمة والسباب والشتم وغير ذلك مما تقترفه الألسن وبقية الجوارح فإنه يفر منها فراراً ويخشى الوقوع فيها أشد الخشية لما يعلم من خطورتها وسوء عاقبتها .

ثم إن اللسان بما يقترف من آثام هو سبب هلاك كثير من الناس وحرمانهم من الجنة ووقوعهم في النار ؛ ومن هذه الآثام التي تكون سبباً للهلاك : قولُ الزور والعمل به ، والغيبة ، والنميمة ، والسباب ، والفسوق ونحوها مما هو مناهض تمام المناهضة للمصالح التي من أجلها شُرع الصوم ، فمن لم يصُم لسانه عن هذه القبائح ولم يستفِد من صيامه عن المباحات الصيام عن المحرمات من الكذب وقول الزور والغيبة والنميمة والغش والسب والشتم فمتى يستفيد !! وحصائد الألسن هي التي تورد صاحبها الموارد وتهلكه وتوبقه ، ففي آخر حديث وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ قال صلى الله عليه وسلم : ((أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ : كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا ، فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ))(2)، قال ابن رجب رحمه الله : (( والمراد بحصائد الألسنة: جزاء الكلام المحرم وعقوباته ، فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ثم يحصد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيراً من قولٍ أو عمل حصد الكرامة، ومن زرع شراً من قولٍ أو عملٍ حصد غداً الندامة ، وظاهر حديث معاذ يدلُّ على أن أكثر ما يدخل به الناس النار النطقُ بألسنتهم ، فإن معصية النطق يدخل فيها الشركُ وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل ، ويدخل فيها القول على الله بغير علم وهو قرين الشرك ، ويدخل فيه شهادة الزور التي عدَلت الإشراك بالله عز وجل ، ويدخل فيها السحر والقذف، وغير ذلك من الكبائر والصغائر كالكذب والغيبة والنميمة وسائر المعاصي الفعلية لا يخلو غالباً من قول يقترن بها يكون معيناً عليها))(3) .

والواجب علينا جميعاً أن نحذر في شهرنا هذا وفي سائر أوقاتنا قول الزور وشهادة الزور والغيبة والنميمة وأن نحفظ ألسنتنا من كل قول محرم وقبيح ؛ لأن حصائد الألسن وخيمة وعقوبتها عند الله عظيمة .

أما قول الزور فقد قرنه الله سبحانه بالشرك بالله في قوله تعالى : {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج:30] ، روى الإمام أحمد والترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطيباً فقال : ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ إِشْرَاكًا بِاللَّهِ ثَلَاثًا ثُمَّ قَرَأَ : {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ})) (4) وفي الصحيحين عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلَاثًا قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ))(5).

وأما الغيبة فقد قال الله عنها : {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ }[الحجرات: 12] ، وأما النميمة فقد قال صلى الله عليه وسلم : ((لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ))(6) أي: نمام .


#زيادات_لا_أصل_لها_في_أدعية_مأثورة

4-قول: اللهم إنك عفو #كريم تحب العفو.

روى الترمذي (3513) وصحّحه وابن ماجه (3850) والإمام أحمد (25423) والحاكم (1/530) وصحّحه عن عائشة رضي الله عنه قالت يا رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو ؟ قال: (( تقولين: اللّهمّ إنّك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعفُ عني )).

والكريم اسم من أسماء الله الحسنى، لكن لم يثبت في هذا الموضع ولا أصل له في هذا الحديث، كما قرره الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه "تصحيح الدعاء" (ص506).

ووجودها مثبتة في بعض طبعات الترمذي زيادة من بعض النساخ أو الطابعين فيما يظهر، قال الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (7/1011ـ1012): ((وقع في "سنن الترمذي" بعد قوله: "عفو" زيادة: "كريم "! ولا أصل لها في شيء من المصادر المتقدمة، ولا في غيرها ممن نقل عنها، فالظاهر أنها مدرجة من بعض الناسخين أو الطابعين؛ فإنها لم ترد في الطبعة الهندية من " سنن الترمذي " التي عليها شرح "تحفة الأحوذي " للمباركفوري (4/ 264)، ولا في غيرها. وإن مما يؤكد ذلك: أن النسائي في بعض رواياته أخرجه من الطريق التي أخرجها الترمذي، كلاهما عن شيخهما (قتيبة بن سعيد) بإسناده دون الزيادة)).

وليست مثبتة في "جامع الترمذي" بتحقيق بشار عواد.

زيادات لا أصل لها في أدعية مأثورة

https://al-badr.net/detail/AGbcf1TDkg

ساهموا في نشرها فمن دل على خير فله مثل أجر فاعله🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂


وأما نفعها للمعطَى فإن الله تعالى قد أمر بدفعها للمحتاجين من الفقراء والمساكين والغارمين وفي الرقاب وللمصالح التي يحتاج المسلمون إليها في ضوء الآية المتقدمة ، فمتى وُضعت في محلها اندفعت الحاجات والضرورات واستغنى الفقراء أو خف فقرهم وقامت المصالح النافعة العمومية ، فأي فائدة أعظم من ذلك وأجلّ !! فلو أن الأغنياء أخرجوا زكاة أموالهم ووُضعت في محلها لقامت المصالح الدينية والدنيوية وزالت الضرورات واندفعت شرور الفقراء وكان أعظم حاجز وسد يمنع عبث المفسدين ، ولهذا كانت الزكاة من أعظم محاسن الإسلام لما اشتملت عليه من جلب المصالح والمنافع ودفع المضار .

ومما جاء في عقوبة تارك الزكاة قوله تعالى: { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [34] يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة: 34-35] ، وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ -يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ- ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا مَالُكَ ، أَنَا كَنْزُكَ ثُمَّ تَلَا : {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } الآية [آل عمران :180] )) (5) .

وإذا وفّق الله العبد لإخراج زكاته أو تصدق في سبيل الله فليحذر الرياء والسمعة والمنّ والأذى لأنها تبطل الأجر وقد تعقبه بالوزر قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} [البقرة: 264].

اللهم إنا نعوذ بك من مال لا يقرِّبنا إليك ، ونسألك طهارة نفوسنا وقلوبنا من الشح والبخل وجميع أمراض القلوب ، ونسألك أن تكتب للمنفقين والمتصدقين أجرهم وتجزِل لهم المثوبة .

#مقالات_رمضانية

https://al-badr.net/muqolat/2527

ساهموا في نشرها فمن دل على خير فله مثل أجر فاعله🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂


23 - أَدَاءُ الزِّكَاةِ وَبَذْلُ الصَّدَقَات

إن رمضان هو شهر الخيرات والبركات والطاعات ؛ فهو شهر الصيام ، وشهر الصلاة والقيام ، وشهر الذكر وتلاوة القرآن ، وشهر الجود والإكرام والزكاة والصدقة والبر والإحسان ، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان ، وذلك أن الصيام له ارتباط وثيق بالإنفاق والصدقة ، فإن الأغنياء عندما يمتنعون في فترة زمنية محددة عن الطعام والشراب طاعة لله ويقاسون حرّ الجوع وألم العطش فإن هذا يجعلهم يتذكرون إخواناً لهم من المسلمين يقاسون هذه الآلام طيلة أيام السنة أو معظمها فيقذف الله بسبب ذلك الرحمة في قلوبهم تجاه إخوانهم فتجود نفوسهم ببذل الأموال وإخراجها ؛ سواء كانت من قبيل الزكاة الفرض ، أو الصدقات والنفقات المستحبة في أوجه الخير كلها .

وفيما يتعلق بالزكاة ؛ فقد فرض الله على المؤمنين ذوي الأموال الزكوية زكاةً تُدفع للمحتاجين منهم وللمصالح العامة النفع كما قال تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 60].

وفي القرآن آيات كثيرة في الأمر بإيتاء الزكاة والنفقة مما رزق الله ، والثناء على المنفقين والمتصدقين وذكر ثوابهم، وتواترت بذلك كله الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وبيَّن ما تجب فيه الزكاة من المواشي والحبوب والثمار والنقود والأموال المعدة للتجارة ، وذكر أنصبتها ومقدار الواجب منها ، وذكر الوعيد الشديد على مانعها ؛ واتفق المسلمون على نقصان إيمان تاركها ودينه وإسلامه ، وإنما اختلفوا هل يكفر تاركها أم لا ؟ وفي الزكاة والصدقة والإحسان عدد من الفوائد الضرورية والكمالية والدينية والدنيوية :

منها : أنها من أعظم شعائر الدين وأكبر براهين الإيمان ؛ فإنه صلى الله عليه وسلم قال : ((وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ))(1) أي على إيمان صاحبها ودينه ومحبته لله إذ سخى لله بماله المحبوب للنفوس .

ومنها : أنها تزكِّي وتنمِّي المعطِي والمعطَى والمال الذي أخرجت منه ؛ أما تزكيتها للمعطي : فإنها تزكي أخلاقه وتطهره من الشح والبخل والأخلاق الرذيلة ، وتنمي أخلاقه فيتصف بأوصاف الكرماء المحسنين الشاكرين ، فإنها من أعظم الشكر لله ، والشكر معه المزيد دائماً ، وتنمي أيضاً أجره وثوابه ؛ فإن الزكاة والنفقة تضاعَف أضعافاً كثيرة بحسب إيمان صاحبها وإخلاصه ونفعها ووقوعها موقعها ، وهي تشرح الصدر وتُفرِح النفس وتدفع عن العبد من البلايا والأسقام شيئاً كثيراً ، فكم جلبت من نعمة دينية ودنيوية ، وكم دفعت من نقم ومكاره وأسقام ، وكم خفّفت الآلام ، وكم أزالت من عداوات وجلبت من مودة وصداقات ، وكم تسببت لأدعية مستجابة من قلوب صادقات .

وهي أيضاً تنمِّي المال المخرَج منه ؛ فإنها تقيه الآفات وتحل فيه البركة الإلهية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ))(2) بل تزيده ، وقال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }[سبأ:39] وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا))(3)، والواقع يشهد بذلك ؛ فلا تكاد تجد مؤمناً يُخرج الزكاة وينفق النفقات في محلها إلا وقد أنزل الله له البركة في ماله ويسَّر له أسباب الرزق ، جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ ؛ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ : اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ ، فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ فَأَفْرَغَ مَاءَهُ فِي حَرَّةٍ ، فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ قَدْ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ ، فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ فَقَالَ لَهُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ قَالَ فُلَانٌ لِلِاسْمِ الَّذِي سَمِعَ فِي السَّحَابَةِ ، فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنْ اسْمِي ؟ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ : اسْقِ حَدِيقَةَ فُلَانٍ لِاسْمِكَ فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا ؟ قَالَ أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ )) ، وفي رواية له ((وَأَجْعَلُ ثُلُثَهُ فِي الْمَسَاكِينِ وَالسَّائِلِينَ وَابْنِ السَّبِيلِ )) (4).


Репост из: قناة سلفية المنهج 🇩🇿
#اللهم_إنك_عفو_تحب_العف_فاعف_عني

◾قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله:

وهذا الدعاء المبارك عظيم المعنى عميق الدلالة كبير النفع والأثر، وهو مناسب لهذه الليلة غاية المناسبة، فهي كما تقدم الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم، ويقدر فيها أعمال العباد لسنة كاملة حتى ليلة القدر الأخرى، فمن رزق في تلك الليلة العافية وعفا عنه ربه فقد أفلح وفاز وربح أعظم الربح ومن أوتي العافية في الدنيا والآخرة فقد أوتي الخير بحذافيره، والعافية لا يعدلها شيء.

📚 فقه الأدعية والأذكار: [3/ 260]




« اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنّي »

قال الشيخ البدر حفظه الله:

سبحان الله هذا الدعاء إذا صدق العبد مع الله سبحانه وتعالى مُلحاً في تلك الليلة بهذا الدعاء ⬅️ (اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنّي)

له أثر عظيم على العبد في السنة كاملة

👌فلا تفوت هذا الدعاء لا تفوت هذا الدعاء احرص عليه حرصا شديدا فإن الأثر لهذا الدعاء يبقى للسنة كاملة وأثر عظيم جدا

👌فيحرص المرء على هذا الدعاء وايضا يحرص على الأدعية الجوامع، الكوامل أدعية النبي عليه الصلاة والسلام وقد أوتي جوامع الكلم

👈ويحرص على الذكر وخاصة الكلمات الاربع التي هي أحب الكلام الى الله سبحانه وتعالى:
(سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله، والله اكبر)

وأيضا: (لا حول ولا قوة الا بالله) يسكتثر منها، ويستكثر من قراءة القرآن،

💎فيجاهد نفسه على اغتنام العشر كلّها عمارة لها بالخير والطاعة والعبادة والدعاء والمناجاة.

🎙من مقطع صوتي للشيخ اابدر حفطه الله "وأقبلت العشر"


قال قتادة: ( يعظمهم في صدوركم، ولهذا قال: { فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } ، فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه خوفُ أولياء الشيطان، وكلما ضعف إيمان العبد قوي خوفه منهم ) .

ومن مكايده أنه يسحر العقل دائماً حتى يكيده ، ولا يسلم من سحره إلا من شاء الله ، فيزين له الفعل الذي يضره حتى يخيل إليه أنه من أنفع الأشياء ، وينفر من الفعل الذي هو أنفع الأشياء له حتى يخيَّل له أنه يضره ، فلا إله إلا الله !! كم فُتن بهذا السحر من إنسان ، وكم حال بين القلب وبين الإسلام والإيمان والإحسان! وكم جلا الباطل وأبرزه في صورة مستحسنة، وشنّع الحق وأخرجه في صورة مستهجنة ! وكم بهرج من الزُّيوف على الناقدين، وكم روّج من الزغل على العارفين ! فهو الذي سحر العقول حتى ألقى أربابها في الأهواء المختلفة والآراء المتشعبة، وسلك بهم في سبل الضلال كل مسلك ، وألقاهم من المهالك في مهلك بعد مهلك ، وزين لهم من عبادة الأصنام وقطيعة الأرحام ووأد البنات ونكاح الأمهات ووعدهم الفوز بالجنات مع الكفر والفسوق والعصيان ، وأبرز لهم الشرك في صورة التعظيم ، والكفر بصفات الرب تعالى وعلوه على عرشه وتكلمه بكتبه في قالب التنزيه، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قالب التودد إلى الناس وحُسن الخلق معهم والعمل بقوله: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ } [المائدة:105] ، والإعراض عما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في قالب التقليد والاكتفاء بقول من هو أعلم منهم ، والنفاق والإدهان في دين الله في قالب العقل المعيشي الذي يندرج به العبد بين الناس . فهو صاحب الأبوين حين أخرجهما من الجنة ، وصاحب قابيل حين قتل أخاه ، وصاحب قوم نوح حين أُغرِقوا ، وقوم عاد حين أهلِكوا بالريح العقيم ، وصاحب قوم صالح حين أهلكوا بالصيحة ، وصاحب الأمة اللوطية حين خُسف بهم وأتبِعوا بالرجم بالحجارة ، وصاحب فرعون وقومه حين أخِذوا الأخذة الرابية ، وصاحب عبَّاد العجل حين جرى عليهم ما جرى، وصاحب قريش حين دعوا يوم بدر، وصاحب كل هالك ومفتون)) (5) اهـ.

فهذا هو العدو قد ظهرت أوصافه وبدت علاماته وملامحه ، يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ويأخذ بأي طريق يتحقق له به ذلك . قال بعض السلف : (( وما أمر الله عز وجل بأمرٍ إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما تقصيرٌ وتفريطٌ ، وإما إفراطٌ وغلوٌّ ، فلا يبالي بما ظفر من العبد من الخطيئتين))(6)، فلينظر كل واحد إلى نفسه وأفعاله هل فيها استجابة للشيطان وحبائله ؛ فيتدارك نفسه بالتوبة إلى الله والإقلاع عما هو فيه من ضلالٍ وشرٍ ويعلن العداوة لهذا العدو اللدود ، أم أنه في حماية الله وحفظه ؛ فيشكر الله على ذلك ويسأله الثبات ويسعى في الاستزادة من فعل الصالحات ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ كثيراً بالله من الشيطان ويعلِّم أصحابه ذلك {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ [97] وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون:97-98] ؛ اللهم إنا نعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه.

#مقالات_رمضانية

https://al-badr.net/muqolat/2526

ساهموا في نشرها فمن دل على خير فله مثل أجر فاعله🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂


22 - تَصْفِيدُ الشَّيَاطِينِ فِي رَمَضَان

إن مما تميز به شهر رمضان المبارك تصفيد الشياطين ومردة الجنّ فيه ، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ))(1) ، وروى أحمد والنسائي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ((هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَكُمْ تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَتُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَتُسَلْسَلُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ )) (2) ، روى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ))(3).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (( وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ فَضَعُفَتْ قُوَّتُهُمْ وَعَمَلُهُمْ بِتَصْفِيدِهِمْ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَفْعَلُوا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فِي غَيْرِهِ ، وَلَمْ يَقُلْ إنَّهُمْ قُتِلُوا وَلَا مَاتُوا بَلْ قَالَ : " صُفِّدَتْ " وَالْمُصَفَّدُ مِنْ الشَّيَاطِينِ قَدْ يُؤْذِي لَكِنَّ هَذَا أَقَلُّ وَأَضْعَفُ مِمَّا يَكُونُ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ ؛ فَهُوَ بِحَسَبِ كَمَالِ الصَّوْمِ وَنَقْصِهِ ، فَمَنْ كَانَ صَوْمُهُ كَامِلًا دَفَعَ الشَّيْطَانَ دَفْعًا لَا يَدْفَعُهُ دَفْعُ الصَّوْمِ النَّاقِصِ )) (4) اهـ.

وكثير من الناس اليوم جهلوا أو تجاهلوا أمر الشيطان فلم يدركوا مدى كيده وعداوته لبني آدم وحرصه على إخراجهم من رحمة الله ورضوانه وإيقاعهم في سخطه وغضبه ونيرانه ، قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } [فاطر:6] ، وهي عداوة مستمرة إلى يوم القيامة وكل من انشغل في هذا الشهر الكريم بغير طاعة الله من المعاصي والذنوب واللهو واللعب والسهر وفي القيل والقال والنظر في الفضائيات وما فيها من سموم فقد خلص الشيطان إليه ونال منه بغيته ؛ وإن كيده لا يكاد ينحصر .

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان جملة كبيرة من مكائده التي كاد بها عباد الله : (( ومن كيده للإنسان : أنه يورده الموارد التي يُخيل إليه أنّ فيها منفعته ، ثم يُصدِرُه المصادر التي فيها عطبه، ويتخلى عنه ويُسْلِمُه ويقف يَشْمَتُ به ويضحك منه ، فيأمره بالسرقة والزنا والقتل ويدل عليه ويفضحه قال تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [الأنفال:48] ؛ فإنه تراءى للمشركين عند خروجهم إلى بدر في صورة سراقة بن مالك وقال : أنا جار لكم من بني كنانة أن يقصدوا أهلكم وذراريَكم بسوء ، فلما رأى عدوُّ الله جنود الله تعالى من الملائكة نزلت لنصر رسوله فرّ عنهم وأسلمهم كما قال حسان: دَلَّاهُمُ بِغُرُورٍ ثَمَّ أَسْلَمَهُمْ إِنَّ الْخَبِيثَ لمنْ وَالَاهُ غَرَّارُ

وكذلك فعل بالراهب الذي قتل المرأة وولدها ؛ أمره بالزنا ثم بقتلها ثم دلّ أهلها عليه وكشف أمره لهم ، ثمّ أمره بالسجود له فلمّا فعل فرَّ عنه وتركه وفيه أنزل الله سبحانه: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ } [الحشر:16] ، وهذا السياق لا يختص بالذي ذكرتْ عنه هذه القصة، بل هو عام في كل من أطاع الشيطان في أمره له بالكفر لينصره ويقضي حاجته، فإنه يتبرأ منه ويسلمه كما يتبرأ من أوليائه جملة في النار ويقول لهم: {إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ } [إبراهيم:22] ، فأوردهم شرّ الموارد وتبرأ منهم كل البراءة .

ومن كيد عدو الله تعالى : أنه يخوف المؤمنين من جنده وأوليائه ؛ فلا يجاهدونهم ، ولا يأمرونهم بالمعروف، ولا ينهونهم عن المنكر، وهذا من أعظم كيده بأهل الإيمان، وقد أخبرنا الله سبحانه عنه بهذا فقال: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [آل عمران:175] ، المعنى عند جميع المفسرين: يخوفكم بأوليائه.


(احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز):

قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله:

في هاتين الكلمتين جماع الخير.


" احرص على ما ينفعك"↪️

هذه دعوة لبذل الأسباب:

✅ينطلق إلى مصالحه وأعماله،

✅ يبادر ويسارع،

✅ويبذل السبب بهمة ونشاط وعزيمة لتحصيلها،

❌ولا يبقى الإنسان مكانه ويقول إن قدر أن أكون من اهل هذا الشأن أكون بذلت السبب أو لم ابذل،

🚫هذا شأن أهل التواني والكسل الحرمان والخذلان.

لهذا قال عمر رضي الله عنه عن جماعة ذكروا له خرجوا بلا زاد وقالوا نحن المتوكلون، قال المتوكل الذي يضع بذره ويتوكل على الله .

🔹يبذل السبب و يتوكل على الله سبحانه🔹

📍وأيضا في العلم و تحصيل العلم ينال العلم إن بذل السبب لكن لو جلس مكانه وقال أكون إن شاء الله من أكابر العلماء ولا أحتاج أن أحفظ، وأتعب، وأقرأ وأكتب،

إن قدر الله قدر تمنيت أن تمشي فقيها مناظرا

بغير عناء فالجنون فنون

وليس اكتساب المال دون مشقة

تكبدتها فالعلم كيف يكون

👌 لابد من بذل السبب ،

⬅️ أسباب نافعة ينال بها مصالحه الشخصية الدينية والدنيوية

⬅️ثم إذا بذل السبب لا يعتمد على السبب بل يتوكل على الله.

📜شرح الوابل الصيب للعلامة اين القيم رحمه الله الدرس (٤٤)

ساهموا في نشرها فمن دل على خير فله مثل أجر فاعله🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂


وقد ذكر العلماء أن من حكمة إخفائها وعدم تعيينها في النصوص : أن يجتهد المسلمون في جميع العشر بطاعة الله تعالى بالتهجد وقراءة القرآن والإحسان ، وليتبين بذلك النشيط والمجد في طلب الخيرات من الخامل الكسلان، ولأن الناس لو علموا عينها لاقتصر أكثرهم على قيامها دون سواها ، ولو علموا عينها ما حصل كمال الامتحان.

إن الواجب علينا جميعاً أن نحرص تمام الحرص على طلب هذه الليلة المباركة لنفوز بثوابها ولنغنم من خيرها ولنُحَصِّل من أجورها ، فإن المحروم من حُرم الثواب ومن تمر عليه مواسم المغفرة ويبقى محملاً بذنوبه بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاته ؛ فطوبى لمن نال فيها سبق الفائزين ، وسلك فيها بالقيام وحُسن العمل سبيل الصالحين، وويل لمن طُرِدَ في هذه الليلة عن الأبواب وأغلق فيها دونه الحجاب وانصرفت عنه هذه الليلة وهو مشغول بالمعاصي والآثام مخدوع بالأماني والأحلام مضيِّع لخير الليالي وأفضل الأيام ؛ فيا عظمَ حسرتَه ويا شدةَ ندامتَه .

من لم يربح في هذه الليلة الكريمة ففي أي وقت يربح !! ومن لم يُنِبْ إلى الله في هذا الوقت الشريف فمتى ينيب!! ومن لم يزل متقاعساً فيها عن الخيرات ففي أي وقت يعمل !! قال صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ ))(5).

ويستحب للمسلم أن يكثر فيها من الدعاء لأن الدعاء فيها مستجاب ، وليتخير من الدعاء أجمعه ، روى ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت : ((يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَدْعُو ؟ قَالَ : تَقُولِينَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي))(6) ، فإن هذا الدعاء عظيم المعنى عميق الدلالة وهو مناسب لهذه الليلة غاية المناسبة ، فهي الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم وتقدَّر فيها أعمال العباد لسنة كاملة حتى ليلة القدر الأخرى ، فمن أعطي في تلك الليلة العافية وعفا عنه ربه فقد أفلح غاية الفلاح، ومن أعطي العافية في الدنيا وأعطيها في الآخرة فقد أفلح ، والعافية لا يعدلها شيء ؛ فلنتحر خير هذه الليلة وبركتها بالمحافظة على الصلوات المفروضة ، وكثرة القيام ، وأداء الزكاة ، وبذل الصدقات ، وحفظ الصيام ، وكثرة الطاعات ، واجتناب المعاصي والسيئات ، والندم والتوبة من الذنوب والخطيئات ، والإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن.

اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر واجعلنا ممن يقومها إيماناً واحتساباً واعف عنا إنك عفو كريم.

#مقالات_رمضانية

https://al-badr.net/muqolat/2525

ساهموا في نشرها فمن دل على خير فله مثل أجر فاعله🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂


21 - لَيْلَةُ الْقَدْرِ

إن الله تعالى هو المتفرد بالخلق والاختيار كما قال تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ } [القصص: 68] ، والمراد بالاختيار هنا هو الاجتباء والاصطفاء ، فالله - جل وعلا - لكمال حكمته وقدرته ولتمام علمه وإحاطته يختار من خلقه ما يشاء من الأوقات والأمكنة والأشخاص فيخصهم سبحانه بمزيد فضله وجزيل عنايته ووافر إنعامه وإكرامه ، وهذا بلا ريب من أعظم آيات ربوبيته وأكبر شواهد وحدانيته وكمال صفاته ، وهو من أبين الأدلة على كمال قدرته وحكمته وأنه يخلق ما يشاء ويختار وأن أزِمَّةَ الأمور بيده ؛ فلله الأمر من قبل ومن بعد ، يقضي في خلقه ما يشاء ويحكم فيهم بما يريد { فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [36] وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [الجاثية: 36-37] .

وإن مما خص الله عز وجل من الأوقات بمزيد تفضيله ووافر تكريمه شهرَ رمضان حيث فضَّله سبحانه على سائر الشهور ، والعشرَ الأواخر من لياليه حيث فضلها على سائر الليالي ، وليلةَ القدر حيث جعلها لمزيد فضلها عنده وعظيم مكانتها لديه خيراً من ألف شهر ، وفخَّم أمرها وأعلى شأنها ورفع مكانتها عندما أنزل فيها وحيه المبين وكلامه الكريم وتنزيله الحكيم هدى للمتقين وفرقاناً للمؤمنين وضياء ونوراً ورحمة للعالمين ، قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ [3] فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [4] أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ [5] رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [6] رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ [7] لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} [الدخان: 3-8] ، وقال سبحانه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [1] وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ [2] لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [3] تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ [4] سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [سورة القدر] . فلله ما أعظمَها من ليلة وما أجلَّها وأكرمَها، وما أوفرَ بركتَها :

- ليلة واحدة خير من ألف شهر !! ومعنى ذلك أنها خير من ثلاثين ألفَ ليلةٍ ، وألفُ شهرٍ تزيد على ثلاثة وثمانين عاماً فهو عمر طويل لو قضاه المسلم كلَّه في طاعة الله عز وجل ، فليلة القدر وهي ليلة واحدة خير منه وهذا فضل عظيم . قال مجاهد: ((ليلة القدر خير من ألف شهر ليس في تلك الشهور ليلة القدر))، وهكذا قال قتادة والشافعي وغير واحد .

- وفي هذه الليلة الكريمة المباركة يكثر تنزل الملائكة لكثرة بركتها ، فالملائكة يتنزَّلون مع تنزل البركة والرحمة كما يتنزَّلون عند تلاوة القرآن وفي حلق الذكر .

- وهي سلام حتى مطلع الفجر يعني أنها خير كلها ليس فيها شر إلى مطلع الفجر .

- وفي هذه الليلة الكريمة المباركة يُفْرق كل أمر حكيم أي يقدَّر فيها ما يكون في تلك السنة بإذن الله العزيز الحكيم ، والمراد بالتقدير أي التقدير السنوي ، أما التقدير العام في اللوح المحفوظ فهو متقدِّم على خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بذلك الأحاديث ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل ليلة القدر أنه قال: ((مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))(1).

وليلة القدر هي قطعاً في شهر رمضان المبارك لقوله تعالى : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185] مع قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } وهي أرجى ما تكون فيه في العشر الأواخر منه لقوله صلى الله عليه وسلم : (( تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ))(2) ، وطلبها في أوتار العشر آكد لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى ))(3) .

قال ابن حجر في الفتح : تحت (بَابٌ تَحَرِّي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ) : " فِي هَذِهِ التَّرْجَمَة إِشَارَة إِلَى رُجْحَان كَوْن لَيْلَةِ الْقَدْرِ مُنْحَصِرَةً فِي رَمَضَان ، ثُمَّ فِي الْعَشْر الْأَخِيرِ مِنْهُ ، ثُمَّ فِي أَوْتَارِهِ لَا فِي لَيْلَةٍ مِنْهُ بِعَيْنِهَا ، وَهَذَا هُوَ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ مَجْمُوع الْأَخْبَار الْوَارِدَة فِيهَا "(4) اهـ .




وَسَلَّمَ وَهِيَ حَائِضٌ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فِي الْمَسْجِدِ وَهِيَ فِي حُجْرَتِهَا يُنَاوِلُهَا رَأْسَهُ ))(7) .

وإن كان خروجه بجميع بدنه فهو ثلاثة أقسام:

الأول: الخروج لأمر لابد منه طبعاً أو شرعاً ؛ كقضاء حاجة البول والغائط والوضوء الواجب والغسل الواجب لجنابة أو غيرها والأكل والشرب ، فهذا جائز إذا لم يمكن فعله في المسجد ، فإن أمكن فعله في المسجد فلا ، مثل أن يكون في المسجد حمام يمكنه أن يقضي حاجته فيه وأن يغتسل فيه أو يكون له من يأتيه بالأكل والشرب فلا يخرج حينئذ لعدم الحاجة إليه .

الثاني: الخروج لأمر طاعة لا تجب عليه ؛ كعيادة مريض وشهود جنازة ونحو ذلك فلا يفعله إلا أن يشترط ذلك ابتداء اعتكافه ، مثل أن يكون عنده مريض يجب أن يعوده أو يخشى من موته فيشترط في ابتداء اعتكافه خروجه لذلك فلا بأس به .

الثالث: الخروج لأمرٍ ينافي الاعتكاف ؛ كالخروج للبيع والشراء وجماع أهله ومباشرتهم ونحو ذلك ، فلا يفعله لا بشرط ولا بغير شرط ؛ لأنه يناقض الاعتكاف وينافي المقصود منه) اهـ(8).

ومما تميزت به هذه العشر واختصت به أن فيها ليلة القدر، قال صلى الله عليه وسلم : ((تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ))(9)، وسيأتي الحديث عن هذه الليلة المباركة وعن فضائلها وأهمية اغتنامها وعدم إضاعتها في الحديث القادم إن شاء الله .

اللهم وفِّقنا للقيام بما يرضيك عنا في هذه العشر ، واختم لنا شهرنا بصالح الأعمال ، وتقبلها منا يا أكرم الأكرمين.

#مقالات_رمضانية

https://al-badr.net/muqolat/2524

ساهموا في نشرها فمن دل على خير فله مثل أجر فاعله🍃🍂🍃🍂🍃🍂🍃🍂


20 - العَشْرُ الأَوَاخِر مِنْ رَمَضَان

إن شهر رمضان المبارك شهر ٌكله بركة ورحمة أيامه ولياليه ، وتختص عشره الأواخر بمزيد مزية على بقية أيامه ولياليه بخصائص عظيمة وفضائل جليلة اختصت بها عن غيرها ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم من بعده يعظِّمون هذه العشر الأواخر ويجتهدون فيها أكثر مما يجتهدون في غيرها ، روى الإمام أحمد في مسنده ومسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت : ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ))(1) ، وروى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها قالت : ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ ))(2) .

ومعنى ((شَدَّ مِئْزَرَهُ)) : أي جدّ واجتهد في العبادة واعتزل النساء ؛ فلا يلتذ في تلك الليالي إلا بمناجاة ربه والتقرب إليه ، فما أباحه الله له من الجماع في ليالي رمضان يكون منشغلاً عنه بما سواه من العبادة والطاعة طمعاً في أن ينال ثواب هذه العشر ويوفَّق لإدراك ليلة القدر .

ومعنى (( أَحْيَا لَيْلَهُ )) : أي سهره منشغلاً فيه بالطاعة فأحياه بذلك ، وأحيا نفسه بسهره فيه تقرباً وتضرعاً وتعبداً لله ؛ لأن النوم أخو الموت ، ولا تحيا الأرواح ولا الأبدان ولا الأوقات ولا الأعمار إلا بطاعة الله وهذه هي الحياة الحقيقية قال تعالى: { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا } [الأنعام:122] فسمى هذه الأجساد مع أنها تدب في الأرض وتأكل وتشرب ميتة وذلك لِـبُعدها عن الإيمان والطاعة للرحمن وانشغالها بالغيّ والفسوق والطغيان .

ومعنى (( أَيْقَظَ أَهْلَهُ )) : أي أقامهم للصلاة وللعبادة في هذه الليالي ، وهذا من تمام حرصه على أهله وعنايته بهم أداءً لواجب الرعاية التي استرعاه الله إياها ، وحرصاً منه في الدلالة على الخير والدال على الخير كفاعله ، إضافةً إلى أجره الذي يكتسبه باجتهاده بنفسه ، وفي ذلك أيضاً تشريع لأمته أن تحذو حذوه وتتأسى به في ذلك ، وفيه توجيه للآباء والأمهات وحثٌ لهم على العناية بتربية أبنائهم والاهتمام بهم خاصة في هذا الشهر الكريم وتعهدهم ومراقبتهم في عبادتهم وشدة المحافظة عليهم ، وتشجيعهم على المسابقة لفعل الطاعات واجتناب المنهيات ، والاستعانة بوسائل الترغيب والترهيب.

قال ابن حجر: ((وَفِي الْحَدِيث الْحِرْص عَلَى مُدَاوَمَة الْقِيَام فِي الْعَشْر الْأَخِير إِشَارَة إِلَى الْحَثّ عَلَى تَجْوِيد الْخَاتِمَة ، خَتَمَ اللَّهُ لَنَا بِخَيْرٍ آمِينَ ))(3).

ومما تميزت به هذه العشر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف فيها ، واعتكف أصحابه من بعده ؛ والاعتكاف : لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله ، وهو من السنن الثابتة بالكتاب والسنة ، قال تعالى: { وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } [البقرة:187] ، وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كَانَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ))(4).

وقد أوضح بعض أحكام الاعتكاف العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في مجالسه المشهورة المختصة بشهر رمضان التي نفع الله بها كثيراً - فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً ، وتغمده بواسع رحمته ، وكتب له في هذا الشهر المبارك مثل أجور كل من استفاد من هذا الكتاب وانتفع به وغيره من كتبه - ومما جاء فيه :

قوله : " والمقصود بالاعتكاف : انقطاع الإنسان عن الناس ليتفرغ لطاعة الله في مسجد من مساجده طلبا لفضله وثوابه وإدراك ليلة القدر ، ولذلك ينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر والقراءة والصلاة والعبادة ، وأن يتجنب ما لا يَعنيه من حديث الدنيا ، ولا بأس أن يتحدث قليلاً بحديثٍ مباحٍ مع أهله أو غيرهم لمصلحة ، لحديث صفية أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : « كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ لِأَنْقَلِبَ - أي : لأنصرف إلى بيتي - فَقَامَ - النبي صلى الله عليه وسلم – مَعِيَ... » الحديث(5) .

ويحرم على المعتكف الجماع ومقدماته من التقبيل واللمس لشهوة لقوله تعالى : { وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } ، وأما خروجه من المسجد فإن كان ببعض بدنه فلا بأس به لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ مِنْ الْمَسْجِدِ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ))(6)، وفي رواية: ((كَانَتْ تُرَجِّلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ

Показано 20 последних публикаций.

434

подписчиков
Статистика канала