أياً كانت الطريقة التي تنظرُ بها إلى نفسك مستعظماً أو مستصغر؛ صدقني لن تدرك يوماً حجم تأثيرك، وستبقى قيمتُك الحقيقية غائبة عن وعيك ما حييت.
طريقتنا الوحيدة - في العادة - لقياس تأثير ما نقوم به؛ هي أن نرصد ردود فعل حركاتنا، فنعرفُ أن نكتتنا طريفة بمقدار ضحكة من سمع، وأن تصرفنا سليم بعدد كلمات المديح والشكر لك، وأن جمال عرضي مطرداً بصدى صوت تصفيق الحضور.
لكن الحقيقة؛ أنه ليس دائماً ما يكون رد الفعل هذا قابلٌ لأن يُرى أو يُسمع أو يُقاس.
في الغالب لا يلتزم الجميع بإخبارنا عما فعلنا فيهم؛ لن يقفز من الطوالة المجاورة لكم ذلك الغريب، ويخبرك أنه استرق السمع لحديثكم، وجملتك الناصحة كانت له في التوقيت الأمثل، ولن يوقفك ذلك الشاب في الشارع ليخبرك أنك ألهمتيه لقصيدةٍ سيشارك بها في مسابقة الوطني العربي للشعر ويفوز، ولن تعلم أنت شيئاً عن ابن اخت صديق صديقك، الذي حدثه صديقك هذا بحكمة قلتها له منذ سنوات الدراسة، فألهمت الصبي لفكرة؛ ودعى لك ليلتها، وربما قد لا نعرف أن خلف قانون الجاذبية واسم نيوتن؛ بستانيٌ بسيط، زرع شجرة التفاح تلك وربما سافر، ولم يعلم بما حدث بعده.
صدق أو لا تصدق؛ ربما أنت الآن عظة وعبرة تروى على ألسنة البعض ... وقد تكون كلمة كتبتها على حسابك الشخصي؛ هي فيصلُ حياة شخصٍ آخر لم يتكبد عناء ضغط زر الإعجاب حتى ... وبينما أنتِ تندبين حظك السيء وضئالة نورك؛ من المحتمل وبشدة أن تكوني بطلة رواية مكتوبةٍ لم ترى النور، باح صاحبها للورق وأمسك عنك.
لن يُصفق كل من أُعجب، ولن يشكر كل من أحسنت إليه، ولن يصارح كل من يحب، ولن يُبارح كل من يكره، لن يأتي كل من اشتاق، ولن يهجر كل من مل؛ ردات أفعال ما نقوم به لا تدركُ دائماً؛ وعدم الإدراك لا ينفي الوجود💙.
___
#محمد_عبدالرحمن