✔️ لن تُخطئ العينُ المنكرات الكثيرة الموجودة في المجتمع.. ولن تُخطئ كذلكَ الخير الكثير الذي بدأ يطفو على السطح في هذه المدة اليسيرة؛ بعد أن خالطَ أهل الالتزامُ أهليهم ممن أحدثَ فيهم النصيرية فسادًا.. فمخالطة يسيرة صنعت هذا الأثر؛ فكيف لو عظمت هذه المخالطة؟ لا شك أن هذا سيغير المجتمع المسلم كلَّه بحول الله، ويكون الصلاح فيه غالبًا لا مغلوبًا..
وهذا هو المعنى الذي جعلَ الزهري يقول في تبيين معنى أنًّ صلح الحديبية كان فتحًا؛ فقد قال رضي الله عنه: "
لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك أن المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم فتمكن الإسلام في قلوبهم، أسلم في ثلاث سنين خلق كثير، وكثر بهم سواد الإسلام".
والعاقل هو الذي ينظرُ للأمرِ بشقيه: فيعرفُ الفساد الكبير الذي زرعه النصيرية والرافضة وأحلافهم في البلد.. ثمَّ يعرف أين يضع قدمَه ليبدأ بالإصلاح، ولا يبقى في موضعِ النقد وانتظار فرصةٍ -قد لاتأتي- يغلبُ فيها الخيرُ الشرَّ بدون جهدٍ من أهل الصلاح..
📌
ويمكن أن نسعى لتعميم هذا الإصلاح الذي يُحبه الله تعالى، بسلوك خطواتٍ عدة:1- الدخول في المؤسسات الرسمية للبلد المسلم: واستثمار هذه السلطة في الإصلاح؛ فإنَّ المرء يُصلح بالسلطة ما لا يُصلحه آلاف الدعاة إلى الله تعالى بألسنتهم.
2- لزوم طريق الدعوة إلى الله تعالى: التي تعتني بالوعظ، سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي؛ في المساجد والمقاهي والملاعب والأماكن العامة، بالكلمة أو توزيع المطويات والملصقات، أو نشر الحجاب والدعوة إلى العفة والطُّهر، والتحذير من المنكرات اكبيرة كالشرك والسحر وموالاة الكافرين من دون المؤمنين.. وهذه الدعوة تصلح للرجال والنساء؛ كل مع أبناء جنسه، فإنَّ في الموعظة من إصلاح القلوب ما لا يعلمُ به إلا علم الغيوب.
3- التعليم: وهو ثمرةٌ عظيمة الثبات.. بطيئةُ النبات؛ فلا يصبرُ على سلوكه إلا الخلَّص القلائل، ويحتاج -بحسب التجربة- إلى مؤسسة ترعاه، فتُنشأ المعاهد، وتؤسس المدارس القرآنية، وتُقام الحلق العلمية.. وإنَّ للعلم في المدن الشامية: وحشةٌ؛ فطلابه متوزعون في المساجد.. والشباب متوثبون لسلوك مساره..
4- النموذج الحسن في الأعمال الدنيوية: فلا شكَّ أن من إخواننا أهل الالتزام والصلاح؛ التاجر والصانع والإداري والمهني.. الخ، فلو أنَّ الرجلَ احتسبَ أنه سيكون في مهنته التي سيُنشئها في بلده: نموذجًا أخلاقيًّا حسنًا في الدعوةِ إلى الله، القائم على القدوة في سلوكه وأخلاقه وأقواله وأحواله.. فلعل الله يُغير به ما لا يغيره بكلام الدعاة وأقوالهم.
ومن أراد العمل؛ فلن تُعوزَه الأساليب، ولا الوسائل، والشيطان مثبطٌ عن الطريق؛ فلا يُقعدنَّك..
🔗 [الرابط الدائم
لقناة أبي عبد الرحمن الزبير]