الحديث العاشر
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله عليه وسلم:
*( إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا ، وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بما أمرَ بِه المرسلينَ فقال تعالى:{َ يَا أيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وقالَ تعالى:{ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم}ثم ذَكرَ الرَّجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك)*
رواه مسلم💙✨
🔹شرح الحديث🔹
والمقصودُ من قوله:
*"إنَّ اللهَ طيِّب"*
🔹 أي: مُنَزَّهٌ عن النَّقائِصِ والعُيوبِ، ومُتَّصِفٌ بالكَمالاتِ من النُّعوتِ،
*"لا يَقبَلُ إلَّا طيِّبًا"*
🔹أي: لا يَقبَلُ مِن الصَّدقاتِ ونحوِها من الأعمالِ إلَّا ما كان مُنَزَّهًا عن العُيوبِ الشَّرعيَّةِ والأغراضِ الفاسدةِ في النِّيَّةِ.
وقولُه
*"وإنَّ اللهَ أمَرَ المؤمنين بما أمَر به المرسَلين"*
🔹 المرادُ به: أنه أمَرَهم بأكْلِ الحلالِ، وعمل الصَّالحاتِ، فقال اللهُ في قُرآنِه مُبَيِّنًا ما أمَرَ به المُرسَلِينَ: *{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}* [المؤمنون: 51]،
🔹وهذا النِّداء خِطابٌ لجميعِ الأنبياءِ لا على أنَّهم خُوطِبوا بذلك دَفعةً واحدةً؛ لأنَّهم أُرسِلوا في أَزمِنَةٍ مختلفةٍ، بل على أنَّ كلًّا منهم خُوطِب به في زمانِه، وفيه تنبيهٌ على أنَّ إباحةَ الطَّيِّباتِ شَرْعٌ قديمٌ
وقال اللهُ تعالى مُبيِّنًا ما أمَرَ به المؤمنِينَ: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}* [البقرة: 172]،
🔹أي: يا أيُّها الَّذِينَ آمنوا كلُوا مِن حَلالاتِه أو مُستَلَذَّاتِه.
*"ثُمَّ ذَكَر"*
🔹أي: ذَكَرَ الرَّسُولُ صلَّى الله عليه وسلَّم
*"الرَّجُلَ يُطِيل السَّفَرَ"*
🔹 أي: يُطِيلُ زَمانَ السَّفَرِ ويُكثِر مُباشَرَةَ الرِّحلةَ مُسافِرًا في العباداتِ، كالحَجِّ والعُمْرَةِ والجِهادِ وتَعلُّمِ العِلم، وسائِرِ وُجوه الخَيْرَاتِ
*"أَشْعَثَ، أَغْبَرَ"*
🔹 أي: مِن كثرةِ السَّفرِ وشدَّةِ عَنائِه يَشْعَثُ شَعَرُه ويَتفرَّق؛ لعدمِ تَهذيبِه أو تَمشيطِه، ويَغْبَرُّ لونُه مِن أثَرِ التُّرابِ والغُبارِ، ومع الشَّعَثِ والغُبْرَةِ والتَّعَبِ والنَّصَبِ
*"يَمُدُّ يدَيْه إلى السَّماءِ"*
🔹 أي: يَرفَعُ يدَيْه بالدُّعاء إلى السَّماءِ، ومَدُّ اليدَيْن إلى السَّماءِ مِن أسبابِ إجابة الدُّعاءِ، قائلًا مُكرِّرًا:
*"يا رَبِّ! يا رَبِّ!"*
🔹 وفيه إشارةٌ إلى أنَّ الدُّعاءَ بلفظِ الرَّبِّ مُؤثِّرٌ في الإجابةِ،
*"ومَطْعَمُه حَرَامٌ، ومَشْرَبُه حرامٌ، ومَلبسُه حرامٌ، وغُذِيَ بالحرامِ"*
🔹أي: طعامُه وشرابُه وملابِسُه من كَسْبٍ حرامٍ، وغُذِيَ مِن صِغَرِه إلى كِبَرِه بالحرامِ.
وكلُّ هذه الحالاتِ مِن ذِكْر مَطعَمِه ومَشرَبِه وملبسِه الحرامِ، حالاتٌ دالَّةٌ على استِحقاقِ الدَّاعِي عدمَ الإجابةِ، كما قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: *"فأَنَّى"*
🔹 أي: فكيف؟! أو: فمِن أين؟! والاستِفهامُ للاستِبعادِ مِن أن
*"يُستَجاب لذلك"*
🔹 أي: لذلك الرَّجُلِ، أو: لِأَجْلِ ما ذُكِرَ مِن حالِه.
@keondaieeya
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله عليه وسلم:
*( إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا ، وإنَّ اللَّهَ أمرَ المؤمنينَ بما أمرَ بِه المرسلينَ فقال تعالى:{َ يَا أيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} وقالَ تعالى:{ يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم}ثم ذَكرَ الرَّجلَ يُطيلُ السَّفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يدَه إلى السَّماءِ يا ربِّ يا ربِّ ومطعمُه حرامٌ ومشربُه حرامٌ وملبسُه حرامٌ وغذِّيَ بالحرامِ فأنَّى يستجابُ لذلِك)*
رواه مسلم💙✨
🔹شرح الحديث🔹
والمقصودُ من قوله:
*"إنَّ اللهَ طيِّب"*
🔹 أي: مُنَزَّهٌ عن النَّقائِصِ والعُيوبِ، ومُتَّصِفٌ بالكَمالاتِ من النُّعوتِ،
*"لا يَقبَلُ إلَّا طيِّبًا"*
🔹أي: لا يَقبَلُ مِن الصَّدقاتِ ونحوِها من الأعمالِ إلَّا ما كان مُنَزَّهًا عن العُيوبِ الشَّرعيَّةِ والأغراضِ الفاسدةِ في النِّيَّةِ.
وقولُه
*"وإنَّ اللهَ أمَرَ المؤمنين بما أمَر به المرسَلين"*
🔹 المرادُ به: أنه أمَرَهم بأكْلِ الحلالِ، وعمل الصَّالحاتِ، فقال اللهُ في قُرآنِه مُبَيِّنًا ما أمَرَ به المُرسَلِينَ: *{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}* [المؤمنون: 51]،
🔹وهذا النِّداء خِطابٌ لجميعِ الأنبياءِ لا على أنَّهم خُوطِبوا بذلك دَفعةً واحدةً؛ لأنَّهم أُرسِلوا في أَزمِنَةٍ مختلفةٍ، بل على أنَّ كلًّا منهم خُوطِب به في زمانِه، وفيه تنبيهٌ على أنَّ إباحةَ الطَّيِّباتِ شَرْعٌ قديمٌ
وقال اللهُ تعالى مُبيِّنًا ما أمَرَ به المؤمنِينَ: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}* [البقرة: 172]،
🔹أي: يا أيُّها الَّذِينَ آمنوا كلُوا مِن حَلالاتِه أو مُستَلَذَّاتِه.
*"ثُمَّ ذَكَر"*
🔹أي: ذَكَرَ الرَّسُولُ صلَّى الله عليه وسلَّم
*"الرَّجُلَ يُطِيل السَّفَرَ"*
🔹 أي: يُطِيلُ زَمانَ السَّفَرِ ويُكثِر مُباشَرَةَ الرِّحلةَ مُسافِرًا في العباداتِ، كالحَجِّ والعُمْرَةِ والجِهادِ وتَعلُّمِ العِلم، وسائِرِ وُجوه الخَيْرَاتِ
*"أَشْعَثَ، أَغْبَرَ"*
🔹 أي: مِن كثرةِ السَّفرِ وشدَّةِ عَنائِه يَشْعَثُ شَعَرُه ويَتفرَّق؛ لعدمِ تَهذيبِه أو تَمشيطِه، ويَغْبَرُّ لونُه مِن أثَرِ التُّرابِ والغُبارِ، ومع الشَّعَثِ والغُبْرَةِ والتَّعَبِ والنَّصَبِ
*"يَمُدُّ يدَيْه إلى السَّماءِ"*
🔹 أي: يَرفَعُ يدَيْه بالدُّعاء إلى السَّماءِ، ومَدُّ اليدَيْن إلى السَّماءِ مِن أسبابِ إجابة الدُّعاءِ، قائلًا مُكرِّرًا:
*"يا رَبِّ! يا رَبِّ!"*
🔹 وفيه إشارةٌ إلى أنَّ الدُّعاءَ بلفظِ الرَّبِّ مُؤثِّرٌ في الإجابةِ،
*"ومَطْعَمُه حَرَامٌ، ومَشْرَبُه حرامٌ، ومَلبسُه حرامٌ، وغُذِيَ بالحرامِ"*
🔹أي: طعامُه وشرابُه وملابِسُه من كَسْبٍ حرامٍ، وغُذِيَ مِن صِغَرِه إلى كِبَرِه بالحرامِ.
وكلُّ هذه الحالاتِ مِن ذِكْر مَطعَمِه ومَشرَبِه وملبسِه الحرامِ، حالاتٌ دالَّةٌ على استِحقاقِ الدَّاعِي عدمَ الإجابةِ، كما قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: *"فأَنَّى"*
🔹 أي: فكيف؟! أو: فمِن أين؟! والاستِفهامُ للاستِبعادِ مِن أن
*"يُستَجاب لذلك"*
🔹 أي: لذلك الرَّجُلِ، أو: لِأَجْلِ ما ذُكِرَ مِن حالِه.
@keondaieeya