كل يعرف الله بطريقته:
🔹خلق اللهُ عزَّ وجلَّ كلَّ الكونِ دالًّا عليهِ، معرِّفًا به، والإنسانُ أيًّا كانت ديانتُهُ يستطيعُ أن يرى ذلك، سَواءٌ كان يعيشُ في مدينةٍ، أو في قريةٍ، أو حتى في غابة، وسواءٌ كان يتعيَّشُ من زرعٍ، أو من بحرٍ، أو من صيدٍ،
أيًّا كان مقامُه، ومعاشُه، يكفيهِ أن يكونَ عاقلًا لترى عيناهُ ما يدلُّهُ على الله!
سَلْ أهلَ البحارِ الباحثينَ عن أسماكِها ولآلئِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ الجبالِ الباحثينَ عن ألوانِها ومعادنِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ الأدغالِ الباحثينَ عن صيدِها وعجائبِ وحوشِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ السهولِ، والقطعِ المتجاوراتِ، والزرعِ والنخيلِ والأعنابِ؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ الفضاءِ الصاعدينَ بأبصارِهم إلى ملكوتِ السماءِ يرصدونَ كواكبَها ونجومَها وسائرَ عجائبِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ الأحياءِ الناظرينَ إلى الإنسانِ وطريقةِ خلقِ الإنسانِ من نطفةٍ إلى مضغةٍ إلى جسدٍ أبهرَ العالمينَ بدقائقِ صُنعِه، وروحٍ توّاقةٍ للمعرفةِ أعْجَزَتِ العالمينَ عن إدراكِ كُنْهِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
بثَّ اللهُ آياتِهِ الدالَّةَ عليهِ في كلِّ شبرٍ من أنحاءِ الكونِ لأجلِ أن تَصِلَ أيُّها الإنسانُ إلى معرفةِ عظمةِ وجلالِ الرحمن،
فكيف يظنُّ ظانٌّ بعدَ كلِّ هذا أنَّ اللهَ خلقَ الخلْقَ وتركَهُم بلا هدايةٍ إليهِ ولا استدلال؟!
كلُّ نفوسِ العالمينَ فيها الفطرةُ السويَّةُ التي تطلبُ لكلِّ فعلٍ فاعلًا، ولكلِّ خَلْقٍ خالقًا، وكلُّهم حولَهُم مخلوقاتٌ باهراتٌ في صنعِها؛ فما هو إلّا أن يتأمَّلوا ويَصْدُقُوا حتى توصِلَهُم هذه الثنائيَّةُ (الفطرةُ السويَّةُ معَ الآيات الكونيَّةِ) إلى أنّ هذه المخلوقاتِ لا بدَّ لها من خالقٍ عظيم!
لا بدَّ لها من ربٍّ حكيم!
لا بدَّ لها من ربٍّ برٍّ رحيم !
هذه المحسوساتُ الصادقةُ التي يرَونها شهادةً تقودُهم قَوْدًا إلى الإيمانِ بالغيبيات؛ فَلَإنْ كان ربُّ العالمينَ غَيبًا لا تُدرِكُهُ الأبصارُ؛ فإنَّ الأدلَّةَ على وجودِهِ وعلى كمالِهِ كلَّها شهادةٌ !
لكنْ يا حسرةً على العباد! أشغلَهُمُ الانتفاعُ الحسِّيُّ بالمخلوقاتِ عنِ الاستدلالِ بها على ربِّهم، رغمَ ما زوَّدَهُمُ اللهُ من قدرةٍ تمكِّنُهم منَ الجمعِ بينَ الأمرين!
ألا فَلْيُعْلَمْ أنَّ ربَّ العالمينَ لا يرضى منّا هذا، ولا يرضى لنا هذا؛ بل يريدُ سبحانَهُ بالإضافةِ لانتفاعِنا بكلِّ ما خلق لنا أن نستدلَّ بهِ عليه؛
•• يريدُ منا أن نرى كيف تكونُ حبّة ميّتة، فيحييها اللهُ ويفلقُها؛ فنستدلَّ بها عليه!
{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ}؟!
•• يريدُ منا أن نرى كيف جعل هذا الماءَ الذي نشربُهُ حُلوًا سائغًا، ولو شاء لجعله ملحًا أُجاجًا؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{لوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ}!
وكيف جعله مَعِينًا ولو شاء لجعله غَورًا؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{قلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ}؟!
- وكيف حفظه لنا وما كنا له بخازنين؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ}!
•• يريدُ منّا أن ننظرَ إلى الطيرِ صافّاتٍ ويقبِضْنَ ما يمسكهنَّ إلا الرحمن؛ فنستدلَّ بها عليه:
{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ}!
•• يريدُ منّا أن ننظرَ إلى السماءِ كيف رُفِعتْ بلا عمدٍ نراها؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا}،
- وكيف حُبِكَتْ فلا تفاوُتَ ولا فطور؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ}!
•• يريدُ منّا أن ننظرَ إلى الأرضِ كيف ثبتتْ تحتَ أقدامِنا، ولو شاء لجعلها تميدُ بنا اضطرابًا؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{وألْقى في الأرْضِ رَواسِيَ أنْ تَمِيدَ بِكم}!
- وكيف جعل بين جبالِها فِجاجًا سُبُلًا لتنقُّلاتِنا؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{وَجَعَلۡنَا فِیهَا فِجَاجࣰا سُبُلࣰا لَّعَلَّهُمۡ يهتدون}!
ألا أيُّها الناظرون!
خسِرتُم لوِ اكتفيتُمْ بالنظر!
خسِرتُم لو أشغلَكُمُ الانتفاعُ بالمخلوقاتِ عن معرفةِ قدرةِ خالقِها ومبدعِها، وعن معرفةِ عظمتِه، وعن معرفةِ حكمتِه، وعن معرفةِ رحمتِه، وعن معرفةِ سائرِ كمالاتِه!
🔹خلق اللهُ عزَّ وجلَّ كلَّ الكونِ دالًّا عليهِ، معرِّفًا به، والإنسانُ أيًّا كانت ديانتُهُ يستطيعُ أن يرى ذلك، سَواءٌ كان يعيشُ في مدينةٍ، أو في قريةٍ، أو حتى في غابة، وسواءٌ كان يتعيَّشُ من زرعٍ، أو من بحرٍ، أو من صيدٍ،
أيًّا كان مقامُه، ومعاشُه، يكفيهِ أن يكونَ عاقلًا لترى عيناهُ ما يدلُّهُ على الله!
سَلْ أهلَ البحارِ الباحثينَ عن أسماكِها ولآلئِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ الجبالِ الباحثينَ عن ألوانِها ومعادنِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ الأدغالِ الباحثينَ عن صيدِها وعجائبِ وحوشِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ السهولِ، والقطعِ المتجاوراتِ، والزرعِ والنخيلِ والأعنابِ؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ الفضاءِ الصاعدينَ بأبصارِهم إلى ملكوتِ السماءِ يرصدونَ كواكبَها ونجومَها وسائرَ عجائبِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
سَلْ أهلَ الأحياءِ الناظرينَ إلى الإنسانِ وطريقةِ خلقِ الإنسانِ من نطفةٍ إلى مضغةٍ إلى جسدٍ أبهرَ العالمينَ بدقائقِ صُنعِه، وروحٍ توّاقةٍ للمعرفةِ أعْجَزَتِ العالمينَ عن إدراكِ كُنْهِها؛ يأتوكَ بآياتٍ بيّناتٍ تدلُّ على الله!
بثَّ اللهُ آياتِهِ الدالَّةَ عليهِ في كلِّ شبرٍ من أنحاءِ الكونِ لأجلِ أن تَصِلَ أيُّها الإنسانُ إلى معرفةِ عظمةِ وجلالِ الرحمن،
فكيف يظنُّ ظانٌّ بعدَ كلِّ هذا أنَّ اللهَ خلقَ الخلْقَ وتركَهُم بلا هدايةٍ إليهِ ولا استدلال؟!
كلُّ نفوسِ العالمينَ فيها الفطرةُ السويَّةُ التي تطلبُ لكلِّ فعلٍ فاعلًا، ولكلِّ خَلْقٍ خالقًا، وكلُّهم حولَهُم مخلوقاتٌ باهراتٌ في صنعِها؛ فما هو إلّا أن يتأمَّلوا ويَصْدُقُوا حتى توصِلَهُم هذه الثنائيَّةُ (الفطرةُ السويَّةُ معَ الآيات الكونيَّةِ) إلى أنّ هذه المخلوقاتِ لا بدَّ لها من خالقٍ عظيم!
لا بدَّ لها من ربٍّ حكيم!
لا بدَّ لها من ربٍّ برٍّ رحيم !
هذه المحسوساتُ الصادقةُ التي يرَونها شهادةً تقودُهم قَوْدًا إلى الإيمانِ بالغيبيات؛ فَلَإنْ كان ربُّ العالمينَ غَيبًا لا تُدرِكُهُ الأبصارُ؛ فإنَّ الأدلَّةَ على وجودِهِ وعلى كمالِهِ كلَّها شهادةٌ !
لكنْ يا حسرةً على العباد! أشغلَهُمُ الانتفاعُ الحسِّيُّ بالمخلوقاتِ عنِ الاستدلالِ بها على ربِّهم، رغمَ ما زوَّدَهُمُ اللهُ من قدرةٍ تمكِّنُهم منَ الجمعِ بينَ الأمرين!
ألا فَلْيُعْلَمْ أنَّ ربَّ العالمينَ لا يرضى منّا هذا، ولا يرضى لنا هذا؛ بل يريدُ سبحانَهُ بالإضافةِ لانتفاعِنا بكلِّ ما خلق لنا أن نستدلَّ بهِ عليه؛
•• يريدُ منا أن نرى كيف تكونُ حبّة ميّتة، فيحييها اللهُ ويفلقُها؛ فنستدلَّ بها عليه!
{إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ}؟!
•• يريدُ منا أن نرى كيف جعل هذا الماءَ الذي نشربُهُ حُلوًا سائغًا، ولو شاء لجعله ملحًا أُجاجًا؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{لوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ}!
وكيف جعله مَعِينًا ولو شاء لجعله غَورًا؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{قلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ}؟!
- وكيف حفظه لنا وما كنا له بخازنين؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ}!
•• يريدُ منّا أن ننظرَ إلى الطيرِ صافّاتٍ ويقبِضْنَ ما يمسكهنَّ إلا الرحمن؛ فنستدلَّ بها عليه:
{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ}!
•• يريدُ منّا أن ننظرَ إلى السماءِ كيف رُفِعتْ بلا عمدٍ نراها؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا}،
- وكيف حُبِكَتْ فلا تفاوُتَ ولا فطور؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ}!
•• يريدُ منّا أن ننظرَ إلى الأرضِ كيف ثبتتْ تحتَ أقدامِنا، ولو شاء لجعلها تميدُ بنا اضطرابًا؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{وألْقى في الأرْضِ رَواسِيَ أنْ تَمِيدَ بِكم}!
- وكيف جعل بين جبالِها فِجاجًا سُبُلًا لتنقُّلاتِنا؛ فنستدلَّ بهذا عليه:
{وَجَعَلۡنَا فِیهَا فِجَاجࣰا سُبُلࣰا لَّعَلَّهُمۡ يهتدون}!
ألا أيُّها الناظرون!
خسِرتُم لوِ اكتفيتُمْ بالنظر!
خسِرتُم لو أشغلَكُمُ الانتفاعُ بالمخلوقاتِ عن معرفةِ قدرةِ خالقِها ومبدعِها، وعن معرفةِ عظمتِه، وعن معرفةِ حكمتِه، وعن معرفةِ رحمتِه، وعن معرفةِ سائرِ كمالاتِه!