في الحادية عشر من كانون الثاني، كنت ذاهبة مع صديقتي إلى الكلية، كانت الطريق مزدحمة إلى حد ما مع وجود شاحنات تشل حركة السير قليلا. واذ بي اقطع الطريق فجأة،لا أدري ما أصابني لربما ألمّ الدوار رأسي،حينها أتت تلك الشاحنة من العدم مسرعة، فصدمتني، الدماء تسيل، لم أستطع رأيت شيء، صديقتي ظلت تنظر إليّ لِثواني معدودة، ومن ثم تركتني، وكأنها قد. تبرأت مني، أجتمع حشدٌ كبير عليّ، نسيت إصابتي، وتذكرتُ خدلان صديقتي،بعد مرور ثلاثة أشهر من الحادث، والتحقيق لازال مستمر،أتىٰ المحقق، واخبرني بذلك الخبر الشنيع، كانت صدمتي لا يمكن وصفها، فقد علِمواْ أن تلك الشاحنة هي لأخ صديقتي، هي من أخبرت بأن يأتي ويصتدم بي، لم أصدق ذلك، صديقة عمري، مرت سبعة عشرة عاما على صداقتنا. فعلت بي هذا، لا أصدق.
الظلام يعمني من الداخل،يستوطن بي،إنه ملاذي ووطني، لم أعلم كيف سأحارب ذاتي،جعلت نفسي هكذا، عظامي تهششت،إني ظعيفة جدا،في كل ليلة يحدث ذلك الصراع الأبدي، بين ذاتي وظلام،وليس ذاتي ونفسي،لقد تعبت،أشعر أنني أحارب شيطاناً وليس ظلام،إنه ثقبٌ أسود،السواد الحالك،الصراعات لا تنتهي،صهيد صدري تسمعه،لقد تعبت ولكن لم أجد أحد يخرجني من ذلك السواد،فقد نفسي التي لا تعلم من أكون،رفقاً بذاتي.
نسيم ناصر الشائبي