شرح الحديث :🍃
في هذا الحديثِ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَخلَ على أُمِّ السَّائِبِ، أو أُمِّ الْمُسِّيبِ فَسألَها: ما لكِ تُزَفْزِفِينَ؟ أي: تَرتَعدِينَ مِنَ البَرْدِ؟ فَأجابَتْه: الحُمَّى، أي: السُّخونةُ وهي نوعٌ مِنَ الأمراضِ، وهي أنواعٌ مُتعدِّدةٌ، ولكنَّها تكونُ بِقدَرِ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فهو الَّذي يُقدِّرُها وقوعًا ويَرفعُها سبحانه وتعالى؛ لا بارَكَ اللهُ فيها؛ فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تَسُبِّي الحُمَّى، أي: بِجميعِ أقسامِها؛ فإنَّها تُذْهِبُ، أي: تَمحو وتُكفِّرُ وتُزيلُ، خَطايا بني آدمَ، أي: ممَّا يَقبلُ التَّكفيرَ، كما يُذهِبُ الكِيرُ خَبثَ الحديدِ، أي: وَسخَهُ. وكِيرُ الحدَّادِ، جِهازٌ يَستخدمُه الحدَّادُ لِلنفخِ في النَّارِ لِإذكائِها؛ فإنَّ الحديدَ إذا صُهِرَ على النَّارِ ذَهبَ خبَثُه وبَقِي صافيًا كذلك الحمَّى تفعلُ في الإنسانِ كذلكَ.
في الحديثِ: النَّهيُ عَنْ سبِّ الحمَّى؛ لِمَا فيه مِنَ التَّبَرُّمِ والتَّضَجُّرِ مِن قدَرِ الله تعالى، مع ما فيها مِن تكفيرِ السِّيَّئاتِ، وإثباتِ الحسناتِ.
وفيه: الرِّضا بِقضاءِ اللهِ وقدَرِه.
المرض تطهير وتكفير ورفع للدرجات 🌷