عندما تكون عاصمة بلدك مليئة بالمعمار والفن الإسلامي وتراث بلدك وثقافتها الشعبية إسلامية إلى حد كبير - رغم إحتوائها علي كثير علي جوانب مصرية قديمة وقبطية مسيحيه - ثم تريد تجاهل كل هذا لصالح شوفينية كيميتة فأنت مجرد حالم. لا ينكر عاقل أن مصر مهملة للغاية في اهتمامها بتاريخها بشكل عام وتاريخها السابق علي الإسلام بشكل خاص. لكن المطالبة بإدراج التراث المصري القديم في مكون الهوية المصرية يجب ألا تشمل العداء أو الكراهية للتاريخ الإسلامي. لربما نظر المصريون لكثير من الدول الإسلامية المتعاقبة علي أنها غير شرعية، لكن أيضاً هناك عصور إسلامية لم ينظر إليها المصريون على أنها احتلال أو اغتصاب، التاريخ يجب أن يُري بأعين من عاصروه وليس بمعاييرنا المعاصرة. كان للفاطميين والمماليك والأيوبيين وحتى العثمانيين أنفسهم رغم كل عيوبهم دور كبير جدًا في استمرار شعبنا وعدم استبداله بالمغول أو الأوروبيين. فقط المنسحق من ينكر فضل حكام مثل الظاهر بيبرس أو المنصور سيف الدين قلاوون أو محمد علي وغيرهم من عظماء التاريخ الإسلامي المصري. الأمر هنا لا يتعلق بكونك ملحد أو مسيحي أو مسلم، هؤلاء الرجال ساهموا في استمرار شعبنا وعدم استبداله بشعوب اجنبيه. حتي بعيداً عن الحملات الصليبية والغزوات المغولية التي نعرفها، كانت هناك مخططات ومؤامرات لاحتلال مصر لأهداف تبشيرية أو استعماريه ومنها محاولة أشار بها ليبتنز علي لويس الرابع عشر ملك الشمس في القرن ال17، ولولا وجود سيادة عثمانية وقتها لكان سيتم استبدالنا بشعوب آخري أجنبية.