-
إلى الصّديق الذي كان بمثابةِ القشّةِ الأخيرة التي حاولتُ التّعلق بها على أملِ النّجاةِ من طوفانِ الحزن إلا أنّه لم يعصِمني .. يعزّ عليّ كثيرًا أن أبدَّل الآن لهجة الرسائل التي لم أُجِد شيئًا في ما مضى غير توجيهها إليك , وأن أستبدِل حروفها الورديّةَ المضيئة بأخرى حالكة السّوادِ والألَم .. وأنّ كل الدّفءِ الذي كنتُ بهِ أطوّقك قد استحالَ جبالًا جليديّة لا شيءَ يكفي ممّا تبقّى في قلبَيْنا من حبٍّ لإذابتها ..
قد استُلَّتْ كل قدرات التغاضي مني , بلِ الأحرى أنني استنفذتُ جميعها في محاولاتِ الغفرانِ المستمرّةِ خشيةَ فقدانك ..
ولكنّي تعبتُ , ولا أعتذِر .. قد جمَّدَ برودك أوصالَ النّبضِ فيّ وسدَّ كما دومًا .. كافّةَ الطّرقِ التي خِلْنا أنّا إنْ سلكناها سنرجعُ سويًّا أدراجَ الودّ والوصال ..
كنتُ في كلّ غيابٍ تمارسهُ نحوي أشرعُ أُناجي المولى سائلةً إيّاهُ سقيا رحمةٍ من لقاءٍ يُعيدُنا , لا سُقيا عذابِ البعدِ والمسافة ..
لكنّ سحُبَ الحديث التي لطالَما أهطلَتْ غيثك غدَتْ رماديّةً وأمطارها أقرب يا صاحبي للحمضيّة والعواصف .. وإنّ أراضيّ لِفرطِ إهمالك -الذي عاتبتك عليه حتّى تعبتُ- ما عاد فيها أيّ غصنٍ أخضَر !
اعذر لي كل هذي القسوة االتي تدّعي أنّي صرتُ عليها .. إذ أنّ الاغتراب يصنعُ بالمرءِ ما هو أشدّ وأكبر .. ذلك أنك كنتَ في ما مضى وطني وملاذي ..
ولولا أنّ قلبك أخرجَني من كلّ حجراتهِ , ما كنتُ واللهِ يا صاحبي خرَجتْ ! ()
#ملاك
إلى الصّديق الذي كان بمثابةِ القشّةِ الأخيرة التي حاولتُ التّعلق بها على أملِ النّجاةِ من طوفانِ الحزن إلا أنّه لم يعصِمني .. يعزّ عليّ كثيرًا أن أبدَّل الآن لهجة الرسائل التي لم أُجِد شيئًا في ما مضى غير توجيهها إليك , وأن أستبدِل حروفها الورديّةَ المضيئة بأخرى حالكة السّوادِ والألَم .. وأنّ كل الدّفءِ الذي كنتُ بهِ أطوّقك قد استحالَ جبالًا جليديّة لا شيءَ يكفي ممّا تبقّى في قلبَيْنا من حبٍّ لإذابتها ..
قد استُلَّتْ كل قدرات التغاضي مني , بلِ الأحرى أنني استنفذتُ جميعها في محاولاتِ الغفرانِ المستمرّةِ خشيةَ فقدانك ..
ولكنّي تعبتُ , ولا أعتذِر .. قد جمَّدَ برودك أوصالَ النّبضِ فيّ وسدَّ كما دومًا .. كافّةَ الطّرقِ التي خِلْنا أنّا إنْ سلكناها سنرجعُ سويًّا أدراجَ الودّ والوصال ..
كنتُ في كلّ غيابٍ تمارسهُ نحوي أشرعُ أُناجي المولى سائلةً إيّاهُ سقيا رحمةٍ من لقاءٍ يُعيدُنا , لا سُقيا عذابِ البعدِ والمسافة ..
لكنّ سحُبَ الحديث التي لطالَما أهطلَتْ غيثك غدَتْ رماديّةً وأمطارها أقرب يا صاحبي للحمضيّة والعواصف .. وإنّ أراضيّ لِفرطِ إهمالك -الذي عاتبتك عليه حتّى تعبتُ- ما عاد فيها أيّ غصنٍ أخضَر !
اعذر لي كل هذي القسوة االتي تدّعي أنّي صرتُ عليها .. إذ أنّ الاغتراب يصنعُ بالمرءِ ما هو أشدّ وأكبر .. ذلك أنك كنتَ في ما مضى وطني وملاذي ..
ولولا أنّ قلبك أخرجَني من كلّ حجراتهِ , ما كنتُ واللهِ يا صاحبي خرَجتْ ! ()
#ملاك