عاد برايلين إلى الغرفة مرةً أخرى ثم ألقى إليه بالتفاحة التي غسلها كي تستقر بين راحتيه التي جمعهما في لحظة، نظر إليها ثم نظر إلى برايلين الحامل لعصير البرتقال و قال بتعجب : هذا غريب .. هل أنت متأكدٌ من أنهم لم يغسلوا دماغك؟ كل ما فعلته بالأمس و الآن هذا؟ هل تريد الذهاب معي إلى المستشفى لنقوم ببعض الفحوص؟
- اصمت أيها الوغد.
كان برايلين فارجًا ما بين ساقيه ثم أسند مرفقيه عليهما كي يرتكز جسده بأكلمه عليهما و ينظر إلى حيث كانت علبة العصير .. توردت وجنتاهُ بشكلٍ ضئيلٍ للغاية و هو يعاود التذكر بينما يلعن روبرت و أفكاره الخسيسة .. كيف يمكن له أن يراها مرةً أخرى دون أن يسيطر صمتٌ ثقيلٌ على الأجواء كما حصل البارحة؟
لم يرد أن يغادر المنزل .. إلا أنه أراد أن يرى ردة فعلها .. ما هذا التناقض؟ شتم نفسه للحظةٍ و تساءل عن ما يجب أن يفعله لبقية النهار .. لم تتخطَ الساعة الواحدة ظهرًا حتى.
لوهلةٍ سمع صوتها مرةً أخرى و هي تقول : منزلنا الجديد رائع، هذهِ ستكون غرفتي!
هل هذه الجملة التي قالتها عندما دخلا إلى هذا المنزل قبل عشر سنوات .. حسنًا .. اللعنة على هذه الذاكرة.
رفع رأسه قليلًا لينظر إلى وايت الذي كان يأكل التفاحة فجمد الآخر في مكانهِ متعجبًا من النظرة التي عجز عن تفسيرها و قد اعتلت وجه برايلين، همهم مستسلمًا : اخرِج ذلك المفتاح وايت و اتبعني!
___
- إن كان لديك شيءٌ آخر غير هذا الكلام الفارغ فتفضل بقوله، و إلا فأنا مضطرة لأطلب منك مغادرة المكان.
كانت لورين واقفةً بالقرب من طاولتها حيث استندت عليها أثناء قولها لكل ذلك، كيف له أن يتفوّه بكل تلك الترهات؟
نظر إليها و هو يمنع نفسها من الضحك بينما يقول بنبرةٍ لم تخلُ من الدناءة و الخبث : لمَ ترفضين عرضي؟ إن تزوجتني فلن أسمح لجرايدُن بلمسكِ مرةً اخرى كما أنكِ ستُعفين من دفع تلك الضرائب التي فرضتها، أليس ذلك عرضًا عادلًا لكلا الطرفين؟
ضيقت حدقتي عينيها كدلالةٍ على اشمئزازها من هذا القابع أمامها ثم خاطبته بلهجةٍ صارمة : أخبرتك بأنني أرفض عرضك، هل أحتاج إلى تكرار ذلك مرة أخرى؟
تغيرت ملامح وجهه ثم رمقها بنظرةٍ استحست فيها نوعًا من الشفقة بينما يهمس بنبرةِ أسى بدت مصطنعةً تمامًا : لا أستطيع قبول هذهِ الإجابة الفورية يا عزيزتي، لابد أن عقلكِ المسكين يعاني من صدمةٍ نفسية تجعلكِ ترفضين أي رجلٍ بعد كل ما فعله جرايدُن .. خذي وقتكِ في التفكير.
- صدقني سأكون مختلةً إن وافقت على عرضك في المقام الاول، أعتقد أنك تعرف أن يتواجد الباب أليس كذلك؟
من أين اكتسبت كل تلك الشجاعة للتفوه بكل ما نطقته قبل بضعة لحظات، جن جنون قلبها و انتفض عدة مراتٍ حتى ظنت أنه سيكسر أضلاعها بعد قليل .. المزيد من القوة .. قليلًا منها فقط إلى حين مغادرته و من ثم يمكن لكل شيءٍ فيها أم ينهار وحده كما يشاء.
مريضة؟ نفسية؟ هل خلّف فيها جرايدُن هذا؟ بالطبع كلا .. حاولت أن تآمن بذلك .. هي تعاني من اضطرابٍ في ذاتها من قبله لكنه ضاعف من ذلك .. لكنها الآن أوشكت على التخلص من كل شيء .. ستهرب من تلك الشباك مهما كلف الأمر!
- إذًا .. لا تعتمدي على الشهر الذي قدمته لكِ عزيزتي .. تعلمين أنني أستطيع الدخول إلى المكان و الاستيلاء عليه و عليكِ دفعةً واحدة.
نطق بعدما نهض و هو يوجه إليها نظرات محشوةً بالخبث و الشر، اتجه إلى الباب مغادرًا إلا أنه نطق قبل أن يقفل الباب من خلفه : بالمناسبة .. لديكِ ابنةٌ جيدة .. من المؤسف أنها بلا فائدة، ثم غادر تاركًا إياها و هي تكز على أسنانها غضبًا.
لعنته في سرها آلاف المرات و تناست الخوف الذي تلبسها قبل لحظات، كيف يجرؤ على إهانة صغيرتها الوحيدة؟ تمنت لو أن سيلًا من الرصاص يستقر في جسده هو و ذلك اللعين.
انتبهت إلى نفسها للحظةٍ ثم خطت هطوةً إلى الوراء و استندت بيدها إلى المرمر الذي تعمل عليه بعد أن غطت بعضًا من وجهها بيدها الأخرى، ما الذي يحصل الآن؟ هل سيقوم ذلك المجنون بشيءٍ آخر؟
ما الذي عناهُ بكلامه عن كيلي؟ هل عرف بما فعله جرايدُن؟ هل ينوي أن يفعل الشيء ذاته؟ باتت محتارةً أكثر و عاود الخوف التسلل إلى قلبها مرةً أخرى .. ألن يُكتَب لها الشعور بالأمان و لو لفترةٍ قصيرة تليق بصبر هذهِ البائسة؟
_____
لقراءة المزيد على قناتتا في التلجرام
https://t.me/stories_Encyclopedia
⭐موسوعة قصص وروايات منوعة⭐
- اصمت أيها الوغد.
كان برايلين فارجًا ما بين ساقيه ثم أسند مرفقيه عليهما كي يرتكز جسده بأكلمه عليهما و ينظر إلى حيث كانت علبة العصير .. توردت وجنتاهُ بشكلٍ ضئيلٍ للغاية و هو يعاود التذكر بينما يلعن روبرت و أفكاره الخسيسة .. كيف يمكن له أن يراها مرةً أخرى دون أن يسيطر صمتٌ ثقيلٌ على الأجواء كما حصل البارحة؟
لم يرد أن يغادر المنزل .. إلا أنه أراد أن يرى ردة فعلها .. ما هذا التناقض؟ شتم نفسه للحظةٍ و تساءل عن ما يجب أن يفعله لبقية النهار .. لم تتخطَ الساعة الواحدة ظهرًا حتى.
لوهلةٍ سمع صوتها مرةً أخرى و هي تقول : منزلنا الجديد رائع، هذهِ ستكون غرفتي!
هل هذه الجملة التي قالتها عندما دخلا إلى هذا المنزل قبل عشر سنوات .. حسنًا .. اللعنة على هذه الذاكرة.
رفع رأسه قليلًا لينظر إلى وايت الذي كان يأكل التفاحة فجمد الآخر في مكانهِ متعجبًا من النظرة التي عجز عن تفسيرها و قد اعتلت وجه برايلين، همهم مستسلمًا : اخرِج ذلك المفتاح وايت و اتبعني!
___
- إن كان لديك شيءٌ آخر غير هذا الكلام الفارغ فتفضل بقوله، و إلا فأنا مضطرة لأطلب منك مغادرة المكان.
كانت لورين واقفةً بالقرب من طاولتها حيث استندت عليها أثناء قولها لكل ذلك، كيف له أن يتفوّه بكل تلك الترهات؟
نظر إليها و هو يمنع نفسها من الضحك بينما يقول بنبرةٍ لم تخلُ من الدناءة و الخبث : لمَ ترفضين عرضي؟ إن تزوجتني فلن أسمح لجرايدُن بلمسكِ مرةً اخرى كما أنكِ ستُعفين من دفع تلك الضرائب التي فرضتها، أليس ذلك عرضًا عادلًا لكلا الطرفين؟
ضيقت حدقتي عينيها كدلالةٍ على اشمئزازها من هذا القابع أمامها ثم خاطبته بلهجةٍ صارمة : أخبرتك بأنني أرفض عرضك، هل أحتاج إلى تكرار ذلك مرة أخرى؟
تغيرت ملامح وجهه ثم رمقها بنظرةٍ استحست فيها نوعًا من الشفقة بينما يهمس بنبرةِ أسى بدت مصطنعةً تمامًا : لا أستطيع قبول هذهِ الإجابة الفورية يا عزيزتي، لابد أن عقلكِ المسكين يعاني من صدمةٍ نفسية تجعلكِ ترفضين أي رجلٍ بعد كل ما فعله جرايدُن .. خذي وقتكِ في التفكير.
- صدقني سأكون مختلةً إن وافقت على عرضك في المقام الاول، أعتقد أنك تعرف أن يتواجد الباب أليس كذلك؟
من أين اكتسبت كل تلك الشجاعة للتفوه بكل ما نطقته قبل بضعة لحظات، جن جنون قلبها و انتفض عدة مراتٍ حتى ظنت أنه سيكسر أضلاعها بعد قليل .. المزيد من القوة .. قليلًا منها فقط إلى حين مغادرته و من ثم يمكن لكل شيءٍ فيها أم ينهار وحده كما يشاء.
مريضة؟ نفسية؟ هل خلّف فيها جرايدُن هذا؟ بالطبع كلا .. حاولت أن تآمن بذلك .. هي تعاني من اضطرابٍ في ذاتها من قبله لكنه ضاعف من ذلك .. لكنها الآن أوشكت على التخلص من كل شيء .. ستهرب من تلك الشباك مهما كلف الأمر!
- إذًا .. لا تعتمدي على الشهر الذي قدمته لكِ عزيزتي .. تعلمين أنني أستطيع الدخول إلى المكان و الاستيلاء عليه و عليكِ دفعةً واحدة.
نطق بعدما نهض و هو يوجه إليها نظرات محشوةً بالخبث و الشر، اتجه إلى الباب مغادرًا إلا أنه نطق قبل أن يقفل الباب من خلفه : بالمناسبة .. لديكِ ابنةٌ جيدة .. من المؤسف أنها بلا فائدة، ثم غادر تاركًا إياها و هي تكز على أسنانها غضبًا.
لعنته في سرها آلاف المرات و تناست الخوف الذي تلبسها قبل لحظات، كيف يجرؤ على إهانة صغيرتها الوحيدة؟ تمنت لو أن سيلًا من الرصاص يستقر في جسده هو و ذلك اللعين.
انتبهت إلى نفسها للحظةٍ ثم خطت هطوةً إلى الوراء و استندت بيدها إلى المرمر الذي تعمل عليه بعد أن غطت بعضًا من وجهها بيدها الأخرى، ما الذي يحصل الآن؟ هل سيقوم ذلك المجنون بشيءٍ آخر؟
ما الذي عناهُ بكلامه عن كيلي؟ هل عرف بما فعله جرايدُن؟ هل ينوي أن يفعل الشيء ذاته؟ باتت محتارةً أكثر و عاود الخوف التسلل إلى قلبها مرةً أخرى .. ألن يُكتَب لها الشعور بالأمان و لو لفترةٍ قصيرة تليق بصبر هذهِ البائسة؟
_____
لقراءة المزيد على قناتتا في التلجرام
https://t.me/stories_Encyclopedia
⭐موسوعة قصص وروايات منوعة⭐