أدنى للمُعرضين عن الكتاب، وما نُريهم من آيةٍ إلا وهي أكبر من أختها وهي آياتٌ متشابهاتٌ مختلفاتٌ في الفتك والإصابات أيّد الله بها كلّ نبيٍّ فأصاب أقوامهم من العذاب الأدنى، فقال لهم أنبياء الله لقد وقع عليكم رِجزٌ من عذاب ربّكم وهو من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّكم ترجِعون فتدعون الله وحده لا شريك له، فاستكبروا حتى اشتدّ عليهم الكَربُ في كُثرة الإصابات وما يشاء الله من الوفيّات ثم دَعَوا الله وحدهُ مُتضرّعين خاشعين من الذّلِّ فوعدوا ربّهم أن يتّبعوا داعيَ الحقِّ من ربّهم إن كشفَ عنهم عذاب ما أصابهم من الضرِّ، فأجابهم الله وكشفَ ما بهم من الضّرِّ فأمر جنوده المُقيمة عليهم في أرضهم بمغادرة أرضهم فشفاهم الله، ولكن للأسف.. فبعد أن تَعافَوا ممّا أصابهم قالوا إنّه إلا مجرّد وباءٍ قد أصاب آباءنا من قبل وشُفُوا منه من قبلنا، وقال الله تعالى: { وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا فِی قَرۡیَةٍ مِّن نَّبِیٍّ إِلَّاۤ أَخَذۡنَاۤ أَهۡلَهَا بِٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ لَعَلَّهُمۡ یَضَّرَّعُونَ ثُمَّ بَدَّلۡنَا مَكَانَ ٱلسَّیِّئَةِ ٱلۡحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوا۟ وَّقَالُوا۟ قَدۡ مَسَّ ءَابَاۤءَنَا ٱلضَّرَّاۤءُ وَٱلسَّرَّاۤءُ فَأَخَذۡنَـٰهُم بَغۡتَةً وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ }صدق الله العظيم[سورة الأعراف 94 - 95].
بل هو من العذاب الأدنى درجاتٍ، فلكلٍّ درجاتٍ ممّا عمِلوا ولكنّ أكثرَ النّاس لا يعلمون، وهل يُصيبهم الله بذلك إلا إنذاراً لهم حتى لا يُهلكهم الله بالعذاب الأكبر جميعاً وهم كافرون؟ ولكن للأسف.. فبعد أن تضرّعوا إلى ربّهم خاشعين يبكون رَحمَهم فكشفَ ما بِهم فإذا هم ينكثون وقست قلوبهم من بعد التضرّع والخُشوع! وقال الله تعالى: { وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَاۤ إِلَىٰۤ أُمَمٍ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَـٰهُم بِٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ لَعَلَّهُمۡ یَتَضَرَّعُونَ فَلَوۡلَاۤ إِذۡ جَاۤءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُوا۟ وَلَـٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَیۡهِمۡ أَبۡوَ ٰبَ كُلِّ شَیۡءٍ حَتَّىٰۤ إِذَا فَرِحُوا۟ بِمَاۤ أُوتُوۤا۟ أَخَذۡنَـٰهُم بَغۡتَةً فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ } صدق الله العظيم [سورة الأنعام 42 - 44].
ومنهم من يُعذّبهم بعاصفِ إعصارٍ بحريٍّ وهم في البحر فيأتيهم الموج من كلِّ مكانٍ من الجهات الأربع فظنّوا أنّه أُحيط بِهم وأنّهم مُغرَقُون لا شكّ ولا ريب، فتذكّروا دعوة نبيّهم أن يَدْعوا اللهَ وحدَه لا شريك له فدَعَوا الله وحده لا شريك له لئِن أنجيتنا من هذا لنكونَنّ من الشاكرين التابعين لداعيَ الله، كون منهم من يُعذّبهم بفزع الغرق في البحر في السفر فتبلغ القلوب الحناجر أثناء بعثِ نبيٍّ لهم، وقال الله تعالى: { وَإِذَاۤ أَذَقۡنَا ٱلنَّاسَ رَحۡمَةً مِّنۢ بَعۡدِ ضَرَّاۤءَ مَسَّتۡهُمۡ إِذَا لَهُم مَّكۡرٌ فِیۤ ءَایَاتِنَاۚ قُلِ ٱللَّهُ أَسۡرَعُ مَكۡرًاۚ إِنَّ رُسُلَنَا یَكۡتُبُونَ مَا تَمۡكُرُونَ هُوَ ٱلَّذِی یُسَیِّرُكُمۡ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ حَتَّىٰۤ إِذَا كُنتُمۡ فِی ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَیۡنَ بِهِم بِرِیحٍ طَیِّبَةٍ وَفَرِحُوا۟ بِهَا جَاۤءَتۡهَا رِیحٌ عَاصِفٌ وَجَاۤءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوۤا۟ أَنَّهُمۡ أُحِیطَ بِهِمۡ دَعَوُا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ لَىِٕنۡ أَنجَیۡتَنَا مِنۡ هَـٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِینَ فَلَمَّاۤ أَنجَىٰهُمۡ إِذَا هُمۡ یَبۡغُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّۗ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغۡیُكُمۡ عَلَىٰۤ أَنفُسِكُمۖ مَّتَـٰعَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ ثُمَّ إِلَیۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ }[سورة يونس 21 - 23].
والسؤال الذي يطرح نفسه: فمَن الذي أرسلَ عليهم ريحاً طيبة بادئ الأمر ثم رفع درجتها إلى عاصف الإعصار؟ ومَن الذي أعاد الإعصار إلى ريحٍ طيّبة بعد أن دعَوا الله أن يُنجيهم؟ فعاد الإعصار إلى ريحٍ طيّبةً لتجري بسفنهم الشراعيّة؟ فلو يشاء الله لأسكن الريح فضلَلْنَ سفنُهم رواكدَ وسط البحر زمناً طويلاً فيموتون جوعاً، وقال الله تعالى: { وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِ ٱلۡجَوَارِ فِی ٱلۡبَحۡرِ كَٱلۡأَعۡلَـٰمِ إِن یَشَأۡ یُسۡكِنِ ٱلرِّیحَ فَیَظۡلَلۡنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهۡرِهِۦۤۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ أَوۡ یُوبِقۡهُنَّ بِمَا كَسَبُوا۟ وَیَعۡفُ عَن كَثِیرٍ وَیَعۡلَمَ ٱلَّذِینَ یُجَـٰدِلُونَ فِیۤ ءَایَـٰتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِیصٍ }[سورة الشورى 32 - 35].
وربَما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد اليمانيّ، ولكنّنا أمّة نصنع سفناً كُبرى ولا تحتاج إلى رياحٍ تجري بها في البحر بل تجري بمُحرّكات وقود نفطيّة، وبما أنّك تقول إنّ في هذا القرآن خبرنا وخبر من كان قبلنا فهل أخبر الله بسفن البشر المصنوعة اليوم؟ كونها ليست شراعيّة تعتمد ع
بل هو من العذاب الأدنى درجاتٍ، فلكلٍّ درجاتٍ ممّا عمِلوا ولكنّ أكثرَ النّاس لا يعلمون، وهل يُصيبهم الله بذلك إلا إنذاراً لهم حتى لا يُهلكهم الله بالعذاب الأكبر جميعاً وهم كافرون؟ ولكن للأسف.. فبعد أن تضرّعوا إلى ربّهم خاشعين يبكون رَحمَهم فكشفَ ما بِهم فإذا هم ينكثون وقست قلوبهم من بعد التضرّع والخُشوع! وقال الله تعالى: { وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَاۤ إِلَىٰۤ أُمَمٍ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَـٰهُم بِٱلۡبَأۡسَاۤءِ وَٱلضَّرَّاۤءِ لَعَلَّهُمۡ یَتَضَرَّعُونَ فَلَوۡلَاۤ إِذۡ جَاۤءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُوا۟ وَلَـٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ فَلَمَّا نَسُوا۟ مَا ذُكِّرُوا۟ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَیۡهِمۡ أَبۡوَ ٰبَ كُلِّ شَیۡءٍ حَتَّىٰۤ إِذَا فَرِحُوا۟ بِمَاۤ أُوتُوۤا۟ أَخَذۡنَـٰهُم بَغۡتَةً فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ } صدق الله العظيم [سورة الأنعام 42 - 44].
ومنهم من يُعذّبهم بعاصفِ إعصارٍ بحريٍّ وهم في البحر فيأتيهم الموج من كلِّ مكانٍ من الجهات الأربع فظنّوا أنّه أُحيط بِهم وأنّهم مُغرَقُون لا شكّ ولا ريب، فتذكّروا دعوة نبيّهم أن يَدْعوا اللهَ وحدَه لا شريك له فدَعَوا الله وحده لا شريك له لئِن أنجيتنا من هذا لنكونَنّ من الشاكرين التابعين لداعيَ الله، كون منهم من يُعذّبهم بفزع الغرق في البحر في السفر فتبلغ القلوب الحناجر أثناء بعثِ نبيٍّ لهم، وقال الله تعالى: { وَإِذَاۤ أَذَقۡنَا ٱلنَّاسَ رَحۡمَةً مِّنۢ بَعۡدِ ضَرَّاۤءَ مَسَّتۡهُمۡ إِذَا لَهُم مَّكۡرٌ فِیۤ ءَایَاتِنَاۚ قُلِ ٱللَّهُ أَسۡرَعُ مَكۡرًاۚ إِنَّ رُسُلَنَا یَكۡتُبُونَ مَا تَمۡكُرُونَ هُوَ ٱلَّذِی یُسَیِّرُكُمۡ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِۖ حَتَّىٰۤ إِذَا كُنتُمۡ فِی ٱلۡفُلۡكِ وَجَرَیۡنَ بِهِم بِرِیحٍ طَیِّبَةٍ وَفَرِحُوا۟ بِهَا جَاۤءَتۡهَا رِیحٌ عَاصِفٌ وَجَاۤءَهُمُ ٱلۡمَوۡجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوۤا۟ أَنَّهُمۡ أُحِیطَ بِهِمۡ دَعَوُا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ لَىِٕنۡ أَنجَیۡتَنَا مِنۡ هَـٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّـٰكِرِینَ فَلَمَّاۤ أَنجَىٰهُمۡ إِذَا هُمۡ یَبۡغُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّۗ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَا بَغۡیُكُمۡ عَلَىٰۤ أَنفُسِكُمۖ مَّتَـٰعَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ ثُمَّ إِلَیۡنَا مَرۡجِعُكُمۡ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ }[سورة يونس 21 - 23].
والسؤال الذي يطرح نفسه: فمَن الذي أرسلَ عليهم ريحاً طيبة بادئ الأمر ثم رفع درجتها إلى عاصف الإعصار؟ ومَن الذي أعاد الإعصار إلى ريحٍ طيّبة بعد أن دعَوا الله أن يُنجيهم؟ فعاد الإعصار إلى ريحٍ طيّبةً لتجري بسفنهم الشراعيّة؟ فلو يشاء الله لأسكن الريح فضلَلْنَ سفنُهم رواكدَ وسط البحر زمناً طويلاً فيموتون جوعاً، وقال الله تعالى: { وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِ ٱلۡجَوَارِ فِی ٱلۡبَحۡرِ كَٱلۡأَعۡلَـٰمِ إِن یَشَأۡ یُسۡكِنِ ٱلرِّیحَ فَیَظۡلَلۡنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهۡرِهِۦۤۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ أَوۡ یُوبِقۡهُنَّ بِمَا كَسَبُوا۟ وَیَعۡفُ عَن كَثِیرٍ وَیَعۡلَمَ ٱلَّذِینَ یُجَـٰدِلُونَ فِیۤ ءَایَـٰتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِیصٍ }[سورة الشورى 32 - 35].
وربَما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد اليمانيّ، ولكنّنا أمّة نصنع سفناً كُبرى ولا تحتاج إلى رياحٍ تجري بها في البحر بل تجري بمُحرّكات وقود نفطيّة، وبما أنّك تقول إنّ في هذا القرآن خبرنا وخبر من كان قبلنا فهل أخبر الله بسفن البشر المصنوعة اليوم؟ كونها ليست شراعيّة تعتمد ع