مشاركة رقم ( ٢٨ )
أمــــــيّ....!
منذو أن كان عمري أربعة أشهر، لم أراها إلا مرةً واحده في حياتي، ربما قبل تسعِ سنواتٍ من اليوم لم أعد اتذكر اليوم والتاريخ لم يكن مهمّاً لي حينها كما هو مهماً اليوم ،لدي أكثرُ من ١٢ أخٍ وأُخت لا أعرف صورهم البته ...!
لم أعش طفولتي كأي طفلٍ خُلِقَ على هذا الكوكب البائس،
ولم أحصُل على حنانِ الأم ولو لمرةٍ واحده، لقد عشتُ كـَطيرٍ مقطوع الأجنحة مسجونٌ في قفصٍ يُسمى " الطلاق والمشاكل العائلية "، لا أعلمُ ماهوَ ذنبي مالذي اقترفتُه لأعيش يتيماً بِلا اُمٍ في حياةٍ سوداء كهذه ...!
آهٍ كم أتمنى أن أصرخ مُنادياً اُماااه وأراها أمامي تستَقبِلُني بالأحضان وأشعُر بِدفء حُضنها، أن أشعُر بِحَنانِها بين احضانِها وقُبلها ولمسةُ أصابِعها ..!
إليكِ يَا أُمي أن كُنتِ تقراءين ما أكتُب، أعلمُ أنهُ لن يصّلكِ شيءٌ من هذا، رغم قرب المسافات التي بيننا إلا أن هُناك حواجِزٌ تمنَعُنا من الإلتقاء بِبعض، لكنني على يقينٍ بأن الله سـيَجْمَعُني بكِ في يومٍ من الآيام، هذا إذ بقيتُ على قيدِ الحياة، فالحياةُ دونَ اُمٍ جحيمٌ لا يوصفُ ولا يُطاق، فالشوقُ يَا اُمي ينهشُ أشلائي ويُمزق قلبي، أشعُر وكأنهُ رَجُلٌ يعيشُ بِداخِلي ويأكُل أعضائي،
والحنينُ يُداهِمُني كُل ليلة، والوحدةُ تسكنُ بِداخِلي ..!
لقد تعبتُ يَا اُمي تعبتُ من التفكير، تعبتُ من وخزات قلبي، تعبتُ من روحي، تعبتُ من الحياة...!
تعبتُ من نفسي، تعبتُ من كوني إنسان، تعبتُ من التمثيل أنني بخير، تعبتُ من اللامُبالاة، تعبتُ من كُل شيء،
لقد سئمتُ نفسي ونفسي سئمت مني، لقد سئمتُ من كوني يتيماً كوني بِلا أُم، أريد ولو لمرةٍ واحدة أن أعود إلى المنزل وأراكِ أمامي،
كأي إنسان لديه " اُم " أن اُقبل كلتا يداكِ ورأسكِ وقدماكِ،
أتمنى أن أشتم رائحة ملابسكِ، أن أشعُر بوجودكِ في المنزل ..!
لقد سئمتُ من المنزل وهوَ خالٍ منكِ،
لم أعد أراهُ منزلاً أنني أراهُ قبراً بل جحيماً أسود ..!
آه اللعنةُ يَا أمي لم يعُد بِإ مكاني التكمُلة، فالأحرُف تكادُ تخنُقني ..!
لقد اشتقتُ لكِ ياَ أمي قسماً اشتقت...!
#روبرت_الذماري
#الوهلة_العاشرة
أمــــــيّ....!
منذو أن كان عمري أربعة أشهر، لم أراها إلا مرةً واحده في حياتي، ربما قبل تسعِ سنواتٍ من اليوم لم أعد اتذكر اليوم والتاريخ لم يكن مهمّاً لي حينها كما هو مهماً اليوم ،لدي أكثرُ من ١٢ أخٍ وأُخت لا أعرف صورهم البته ...!
لم أعش طفولتي كأي طفلٍ خُلِقَ على هذا الكوكب البائس،
ولم أحصُل على حنانِ الأم ولو لمرةٍ واحده، لقد عشتُ كـَطيرٍ مقطوع الأجنحة مسجونٌ في قفصٍ يُسمى " الطلاق والمشاكل العائلية "، لا أعلمُ ماهوَ ذنبي مالذي اقترفتُه لأعيش يتيماً بِلا اُمٍ في حياةٍ سوداء كهذه ...!
آهٍ كم أتمنى أن أصرخ مُنادياً اُماااه وأراها أمامي تستَقبِلُني بالأحضان وأشعُر بِدفء حُضنها، أن أشعُر بِحَنانِها بين احضانِها وقُبلها ولمسةُ أصابِعها ..!
إليكِ يَا أُمي أن كُنتِ تقراءين ما أكتُب، أعلمُ أنهُ لن يصّلكِ شيءٌ من هذا، رغم قرب المسافات التي بيننا إلا أن هُناك حواجِزٌ تمنَعُنا من الإلتقاء بِبعض، لكنني على يقينٍ بأن الله سـيَجْمَعُني بكِ في يومٍ من الآيام، هذا إذ بقيتُ على قيدِ الحياة، فالحياةُ دونَ اُمٍ جحيمٌ لا يوصفُ ولا يُطاق، فالشوقُ يَا اُمي ينهشُ أشلائي ويُمزق قلبي، أشعُر وكأنهُ رَجُلٌ يعيشُ بِداخِلي ويأكُل أعضائي،
والحنينُ يُداهِمُني كُل ليلة، والوحدةُ تسكنُ بِداخِلي ..!
لقد تعبتُ يَا اُمي تعبتُ من التفكير، تعبتُ من وخزات قلبي، تعبتُ من روحي، تعبتُ من الحياة...!
تعبتُ من نفسي، تعبتُ من كوني إنسان، تعبتُ من التمثيل أنني بخير، تعبتُ من اللامُبالاة، تعبتُ من كُل شيء،
لقد سئمتُ نفسي ونفسي سئمت مني، لقد سئمتُ من كوني يتيماً كوني بِلا أُم، أريد ولو لمرةٍ واحدة أن أعود إلى المنزل وأراكِ أمامي،
كأي إنسان لديه " اُم " أن اُقبل كلتا يداكِ ورأسكِ وقدماكِ،
أتمنى أن أشتم رائحة ملابسكِ، أن أشعُر بوجودكِ في المنزل ..!
لقد سئمتُ من المنزل وهوَ خالٍ منكِ،
لم أعد أراهُ منزلاً أنني أراهُ قبراً بل جحيماً أسود ..!
آه اللعنةُ يَا أمي لم يعُد بِإ مكاني التكمُلة، فالأحرُف تكادُ تخنُقني ..!
لقد اشتقتُ لكِ ياَ أمي قسماً اشتقت...!
#روبرت_الذماري
#الوهلة_العاشرة