نفحات عرفانية
إن الإنسان بفطرته يحب الكمال المطلق، فهو يبحث في الكمالات الناقصة عن الكمال الذي ليس ناقصاً. فالفطرة تكره ذلك والحجب النورانية والمظلمة هي التي توقع الإنسان في الخطأ، فالشعراء المادحون يظنون بأنهم يمدحون الأمير القوي الفلاني، أو الفقيه العالم الفلاني، إنهم يمدحون القدرة والعلم لا بشكلهما المحدود وإن ظنوا بأن ما يريدونه محدود. فلن تتغير هذه الفطرة (لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم). وما دام الإنسان في حجابه مشغولًا بنفسه ولم يخرق الحجب النورية فإنّ فطرته محجوبة، وإن الخروج من هذا المنزل يتطلب إضافة إلى الترويض والمجاهدة، هداية الحق تعالى، فأنت تقرئين في المناجاة الشعبانية المباركة (إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعزّ قدسك، إلهي واجعلني ممن ناديته فأجابك ولاحظته فصعق لجلالك فناجيته سراً). إن كمال الانقطاع هذا هو الخروج عن منزل النفس والأنا والجميع والالتحاق به، والانقطاع عن الجميع وهي هبة تمنح للأولياء المخلصين بعد أن صعقوا بملاحظة الجلال التي هي بمثابة غمزة منه في تعبير (لاحظته) ... الخ. ما لم تشرق أبصار القلوب بضياء نظرته فلا تخرق حجب النور، وما دامت هذه الحجب باقية فلا يوجد طريق إلى معدن عظمته ولن تدرك الأرواح التعلق بعزّ قدسه فلا تحصل مرتبة التدلّي (ثم دنى فتدلّى)] والأدنى من ذلك هو الفناء المطلق والوصول المطلق. (أيها الصوفي لابد من التنعم بالحب والوفاء بالعهد الذي عاهدته، ومادمت (أنت) فانك لن تبلغ وصل المحبوب فلابد من التفاني في طريق المحبوب)
إن الإنسان بفطرته يحب الكمال المطلق، فهو يبحث في الكمالات الناقصة عن الكمال الذي ليس ناقصاً. فالفطرة تكره ذلك والحجب النورانية والمظلمة هي التي توقع الإنسان في الخطأ، فالشعراء المادحون يظنون بأنهم يمدحون الأمير القوي الفلاني، أو الفقيه العالم الفلاني، إنهم يمدحون القدرة والعلم لا بشكلهما المحدود وإن ظنوا بأن ما يريدونه محدود. فلن تتغير هذه الفطرة (لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم). وما دام الإنسان في حجابه مشغولًا بنفسه ولم يخرق الحجب النورية فإنّ فطرته محجوبة، وإن الخروج من هذا المنزل يتطلب إضافة إلى الترويض والمجاهدة، هداية الحق تعالى، فأنت تقرئين في المناجاة الشعبانية المباركة (إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعزّ قدسك، إلهي واجعلني ممن ناديته فأجابك ولاحظته فصعق لجلالك فناجيته سراً). إن كمال الانقطاع هذا هو الخروج عن منزل النفس والأنا والجميع والالتحاق به، والانقطاع عن الجميع وهي هبة تمنح للأولياء المخلصين بعد أن صعقوا بملاحظة الجلال التي هي بمثابة غمزة منه في تعبير (لاحظته) ... الخ. ما لم تشرق أبصار القلوب بضياء نظرته فلا تخرق حجب النور، وما دامت هذه الحجب باقية فلا يوجد طريق إلى معدن عظمته ولن تدرك الأرواح التعلق بعزّ قدسه فلا تحصل مرتبة التدلّي (ثم دنى فتدلّى)] والأدنى من ذلك هو الفناء المطلق والوصول المطلق. (أيها الصوفي لابد من التنعم بالحب والوفاء بالعهد الذي عاهدته، ومادمت (أنت) فانك لن تبلغ وصل المحبوب فلابد من التفاني في طريق المحبوب)