5/ تصفيته من الوصول إلى السعادات العقليّة: واللذّات الروحانيّة الدائمة الأزليّة الأبديّة، والانسلاك في سلك الكروبيّين (المقرّبين إلى اللّه من الملائكة)، والانخراط في زمرة العقول القادسة والملائكة المقرّبين، وفي مقابلها العمل لهذا المقصد. وهذه الدرجة، وإن كانت درجة عظيمة وهدفاً عالياً ومهمّاً، والحكماء والمحقّقون يهتمّون بهذه المرتبة من السعادة اهتماماً كثيراً ويرون لها قيمة، ولكن في مسلك أهل الله، هذه المرتبة هي من نقصان السلوك أيضاً، وسالكها يُعدّ كاسباً ومن الأُجَرَاء أيضاً، وإن كان بفروق مع سائر الناس في المتجر والمكسب. 6- تصفيته من خوف الحرمان من اللذّات المعنويّة: وهي بإزاء هذه المرتبة السابعة؛ وهي تصفية العمل من خوف عدم الوصول إلى اللذّات والحرمان من هذه السعادات، وفي مقابلها العمل لهذه المرتبة من الخوف، وهذه وإن كانت مرتبة عالية وخارجة عن حدّ اشتهاء أمثال هذا الكاتب، ولكنّها في نظر أهل اللّه عبادة العبيد أيضاً، وهي عبادة عليلة. 7- تصفيته من الوصول إلى لذّات جمال الله: والوصول إلى بهجات أنوار السبحات غير المتناهية، وهي جنّة اللقاء. وهذه المرتبة؛ أي جنّة اللقاء، هي من مهمّات مقاصد أهل المعرفة وأصحاب القلوب وأيدي آمال النوع عنها قاصرة، والأوحديّ من أهل المعرفة يتشرّف بشرف هذه السعادة، وهم أهل الحبّ والجذبة من كُمّل أهل الله وأصفيائه تعالى. ولكن هذه المرتبة ليست هي كمال مرتبة الكُمّل من أهل الله، بل هي من مقاماتهم العاديّة، وما في الأدعية كالمناجاة الشعبانيّة من أنّ أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين عليهم السلام استدعوا هذه المرتبة من اللّه أو أشاروا بكونهم متحقّقين بها، فليس من جهة أنّ مقاماتهم منحصرة بهذه المرتبة. 8- تصفيته من خوف الفراق: كما أنّ المرتبة الثامنة في إزاء المرتبة السابقة، وهي عبارة عن تصفية العمل من خوف الفراق، وهي أيضاً ليست من كمال مقامات الكُمّل، وما قاله أمير المؤمنين عليه السلام: "فكيف أصبر على فراقك.."، فمن مقاماته العادية ومقامات أمثاله كذلك. وبالجملة، إنّ تصفية العمل في هاتين المرتبتين أيضاً لازمة عند أهل الله، والعمل معهما عليل، وليس خارجاً عن الحظوظ النفسانيّة. والتصفية منهما كمال الخلوص. (*) من كتاب: الآداب المعنويّة للصلاة، الإمام الخمينيّ قدس سره، الباب الثالث، في سرّ النيّة وآدابها، فصل الإخلاص. 1-إقبال الأعمال، ابن طاووس، ج2، ص708
تمت
تمت