الاجتهاد: يستعرض كتاب ” السيد السيستاني ودوره السياسي في العراق” الدور القيادي للمرجع الديني آية الله السيد السيستاني “دام ظله ” ومواقفه المؤثرة في الازمات والقضايا المصيرية التي واجهها المجتمع العراقي والنظام السياسي الجديد لاسيما بعد سقوط نظام صدام 2003
عن مركز الهدى للدراسات الحوزوية صدر (2019) للدكتور صلاح عبد الرزاق كتاب بعنوان ( السيد السيستاني ودوره السياسي في العراق). وذلك ضمن سلسلة اصدارات المركز.
وقال المؤلف في مقدمة الكتاب (كان للسيد السيستاني “دام ظله “ دوره القيادي المؤثر في الازمات والقضايا المصيرية التي واجهها النظام السياسي الجديد. وكان بحنكته يوجه وينصح ويسدد ويقترح ما يعالج به تلك المشاكل التي لا يبدو لها حل في الافق او تدخل في نفق مغلق، ولما وجد نصائحه التي تضمنتها خطب جمعة كربلاء المقدسة لا تجد لها سمعا في اذان المسؤولين اعلن انه يمتنع عن تناول الشؤون السياسية.
مقدمة المؤلف الدكتور صلاح عبد الرزاق: ربما كان من قدر العراق أن يكون له مرجع منفتح على الحياة العامة وشؤون الناس أكثر من انكبابه على طلابه ودروسه الفقهية والأصولية، ومهتماً بطلاب حوزته وأمورهم ووكلائه وممثليه.
السيد علي السيستاني “دام ظله ” الإيراني المولد، العربي النسب يعيش في العراق منذ عام 1951 وعاصر خلال أكثر من ستة عقود كل الأنظمة السياسية التي تعاقبت على العراق من العهد الملكي إلى جمهورية قاسم، ثم جمهورية عارف، ثم حكومة حزب البعث في عهد البكر ثم فترة صدام التي دامت ۲4 عاماً.
وشاهد كل المآسي والكوارث والمظالم والمعاناة التي مرّ بها الشعب العراقي وتهجير وإعدام العلماء وطلاب الحوزة إضافة إلى مئات الآلاف من المعارضين لنظام صدام.
كما أن السيد السيستاني “دام ظله “نفسه تعرض للاعتقال في أعقاب الانتفاضة الشعبانية في آذار ۱۹۹۱ ومورست معه فنون التعذيب النفسي والجسدي.
وعندما استلم دفة زعامة المرجعية الدينية عام ۱۹۹۲ بعد وفاة أستاذه المرجع السيد أبو القاسم الخوئي (۱۸۹۹ – ۱۹۹۲) كانت المرجعية تعاني من آلام الحصار الأمني والاقتصادي الذي عاشه الشعب العراقي، فكان عليه إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مدارس الحوزة العلمية وفضلائها وطلابها ليبقى النجف الأشرف منارة للعلم والفقه، وقيادة تاريخية للمجتمع الشيعي الذي تواجه حكومات الظلم والطغيان على مر العصور.
وبعد سقوط النظام الصدامي أتيحت السيد للسيستاني”دام ظله ” فرصة للتعبير عن ضمير الأمة والمواقف الحقيقية للشعب العراقي، ويترجم طموحات وآمال العراقيين تجاه الأحداث المتغيرة والمتسارعة والتي تكون الحاجة فيها ماسة إلى قيادة محنكة تنظر إلى المستقبل بكل ثقة وعزم.
بعد سقوط النظام جاءت الإدارة الأمريكية بقواتها ومؤسساتها لتحكم العراق بالقوة وتفرض شروطها وقراراتها على سلطة عراقية وليدة بالكاد تنهض بالعراق من تحت أنقاض الحروب والتدمير والقتل والتهجير وكل صنوف العذاب التي مارسها صدام وأزلامه ضد العراقيين.
بقي السيد السيستاني “دام ظله ” ثابتاً كالطود الشامخ، لا تهزّه التهديدات ولا الأزمات، بل كان يتعامل معها بحنكة وصبر ووضوح. ولم يهتم بالظروف الآنية الشديدة وتحديات النظام الجديد والاضطرابات المناطقية وبدايات الفتن ومشاعر الانتقام من أزلام النظام البائد.
إضافة إلى تصديه لمخططات الأمريكان وفرض سياستهم على العراق. فكان يستنجد بالأمم المتحدة لمواجهة الضغط الأمريكي، وقد نجحت سياسته عندما صار للأمم المتحدة دور مؤثر. وكان سماحته يؤكد على دور الأمم المتحدة ومیثاقها، ويستقبل ممثلي السكرتير العام للأمم المتحدة في العراق.
ويبعث الرسائل إلى الأمين العام كوفي عنان. كما أنه أصدر بياناً يعزي كوفي عنان بمقتل ممثله في العراق سيرجيو دي ميللو (۱۹4۸ – ۲۰۰۳)(۱) حيث أكد فيها على أمله بأن (تتولى الأمم المتحدة دوراً مركزياً في إقامة الأمن والاستقرار في العراق خلال المرحلة الانتقالية، وتقوم بالإشراف على الخطوات اللازمة لتمكين العراقيين من أن يحكموا بلدهم بأنفسهم وتعود إليهم السيادة عليه).(2)
هذا في الوقت الذي لم يلتق فيه السيد السيستاني “دام ظله ” بأي مسؤول أمريكي أو بريطاني أو غربي عدا المسؤولين في المنظمات الدولية كالصليب الأحمر وغيرها.
كان للسيد السيستاني “دام ظله ” دوره في القيادي المؤثر في الأزمات والقضايا المصيرية التي واجهها النظام السياسي الجديد. وكان بحنکته يوجه وينصح ويسدد ويقترح ما يعالج به تلك المشاكل التي لا يبدو لها حل في الأفق أو تدخل في نفق مغلق.
فلم يتردد في دعم النظام الجديد وتشكيل المؤسسات الدستورية ويدعم الانتخابات واختيار المرشحين الصالحين. وكما كان يفتح بابه وصدره للسياسيين لمساندتهم في إدارة الدولة لكن كان يغضب عليهم، ويترجم غضبه بإغلاق بابه على السياسيين العراقيين بدءً من عام ۲۰۱۰.
عن مركز الهدى للدراسات الحوزوية صدر (2019) للدكتور صلاح عبد الرزاق كتاب بعنوان ( السيد السيستاني ودوره السياسي في العراق). وذلك ضمن سلسلة اصدارات المركز.
وقال المؤلف في مقدمة الكتاب (كان للسيد السيستاني “دام ظله “ دوره القيادي المؤثر في الازمات والقضايا المصيرية التي واجهها النظام السياسي الجديد. وكان بحنكته يوجه وينصح ويسدد ويقترح ما يعالج به تلك المشاكل التي لا يبدو لها حل في الافق او تدخل في نفق مغلق، ولما وجد نصائحه التي تضمنتها خطب جمعة كربلاء المقدسة لا تجد لها سمعا في اذان المسؤولين اعلن انه يمتنع عن تناول الشؤون السياسية.
مقدمة المؤلف الدكتور صلاح عبد الرزاق: ربما كان من قدر العراق أن يكون له مرجع منفتح على الحياة العامة وشؤون الناس أكثر من انكبابه على طلابه ودروسه الفقهية والأصولية، ومهتماً بطلاب حوزته وأمورهم ووكلائه وممثليه.
السيد علي السيستاني “دام ظله ” الإيراني المولد، العربي النسب يعيش في العراق منذ عام 1951 وعاصر خلال أكثر من ستة عقود كل الأنظمة السياسية التي تعاقبت على العراق من العهد الملكي إلى جمهورية قاسم، ثم جمهورية عارف، ثم حكومة حزب البعث في عهد البكر ثم فترة صدام التي دامت ۲4 عاماً.
وشاهد كل المآسي والكوارث والمظالم والمعاناة التي مرّ بها الشعب العراقي وتهجير وإعدام العلماء وطلاب الحوزة إضافة إلى مئات الآلاف من المعارضين لنظام صدام.
كما أن السيد السيستاني “دام ظله “نفسه تعرض للاعتقال في أعقاب الانتفاضة الشعبانية في آذار ۱۹۹۱ ومورست معه فنون التعذيب النفسي والجسدي.
وعندما استلم دفة زعامة المرجعية الدينية عام ۱۹۹۲ بعد وفاة أستاذه المرجع السيد أبو القاسم الخوئي (۱۸۹۹ – ۱۹۹۲) كانت المرجعية تعاني من آلام الحصار الأمني والاقتصادي الذي عاشه الشعب العراقي، فكان عليه إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مدارس الحوزة العلمية وفضلائها وطلابها ليبقى النجف الأشرف منارة للعلم والفقه، وقيادة تاريخية للمجتمع الشيعي الذي تواجه حكومات الظلم والطغيان على مر العصور.
وبعد سقوط النظام الصدامي أتيحت السيد للسيستاني”دام ظله ” فرصة للتعبير عن ضمير الأمة والمواقف الحقيقية للشعب العراقي، ويترجم طموحات وآمال العراقيين تجاه الأحداث المتغيرة والمتسارعة والتي تكون الحاجة فيها ماسة إلى قيادة محنكة تنظر إلى المستقبل بكل ثقة وعزم.
بعد سقوط النظام جاءت الإدارة الأمريكية بقواتها ومؤسساتها لتحكم العراق بالقوة وتفرض شروطها وقراراتها على سلطة عراقية وليدة بالكاد تنهض بالعراق من تحت أنقاض الحروب والتدمير والقتل والتهجير وكل صنوف العذاب التي مارسها صدام وأزلامه ضد العراقيين.
بقي السيد السيستاني “دام ظله ” ثابتاً كالطود الشامخ، لا تهزّه التهديدات ولا الأزمات، بل كان يتعامل معها بحنكة وصبر ووضوح. ولم يهتم بالظروف الآنية الشديدة وتحديات النظام الجديد والاضطرابات المناطقية وبدايات الفتن ومشاعر الانتقام من أزلام النظام البائد.
إضافة إلى تصديه لمخططات الأمريكان وفرض سياستهم على العراق. فكان يستنجد بالأمم المتحدة لمواجهة الضغط الأمريكي، وقد نجحت سياسته عندما صار للأمم المتحدة دور مؤثر. وكان سماحته يؤكد على دور الأمم المتحدة ومیثاقها، ويستقبل ممثلي السكرتير العام للأمم المتحدة في العراق.
ويبعث الرسائل إلى الأمين العام كوفي عنان. كما أنه أصدر بياناً يعزي كوفي عنان بمقتل ممثله في العراق سيرجيو دي ميللو (۱۹4۸ – ۲۰۰۳)(۱) حيث أكد فيها على أمله بأن (تتولى الأمم المتحدة دوراً مركزياً في إقامة الأمن والاستقرار في العراق خلال المرحلة الانتقالية، وتقوم بالإشراف على الخطوات اللازمة لتمكين العراقيين من أن يحكموا بلدهم بأنفسهم وتعود إليهم السيادة عليه).(2)
هذا في الوقت الذي لم يلتق فيه السيد السيستاني “دام ظله ” بأي مسؤول أمريكي أو بريطاني أو غربي عدا المسؤولين في المنظمات الدولية كالصليب الأحمر وغيرها.
كان للسيد السيستاني “دام ظله ” دوره في القيادي المؤثر في الأزمات والقضايا المصيرية التي واجهها النظام السياسي الجديد. وكان بحنکته يوجه وينصح ويسدد ويقترح ما يعالج به تلك المشاكل التي لا يبدو لها حل في الأفق أو تدخل في نفق مغلق.
فلم يتردد في دعم النظام الجديد وتشكيل المؤسسات الدستورية ويدعم الانتخابات واختيار المرشحين الصالحين. وكما كان يفتح بابه وصدره للسياسيين لمساندتهم في إدارة الدولة لكن كان يغضب عليهم، ويترجم غضبه بإغلاق بابه على السياسيين العراقيين بدءً من عام ۲۰۱۰.