(دردشة حول العمل للإسلام)
قبل ثلاثة أيام بعد صلاة الفجر اتصل علي أحد الأصحاب طالباً المقابلة التي دامت ساعة تقريبا ، فكان مما قاله لي شرايك ما الأعمال التي من الممكن للشخص أن يعملها؟
و هذا السؤال من أهم الأسئلة التي ينبغي معرفة جوابها خاصة أن الجواب على مثل هذه الأسئلة يختلف باختلاف الزمان و المكان و القدرات…لذلك بودي ذكر بعض النقاط المتعلقة بهذا السؤال على عجل ، و لعل الله ييسر كتابة رسالة صغيرة في ذلك ، لأني لاحظت من خلال خلطتي للكثير أن بعضهم لم يجد نفسه في العمل ، فلا يدري ما الطريق لنصر الأمة ، و ما الواجب عليه؟
-و أدى ذلك لكثير منهم للفتور أو سلوك غير الطريق الصحيح أو و العياذ بالله للإحباط و اليأس و الإستسلام-
فتعجبت من ردود فعل الكثير من الشباب حتى من بعض طلبة العلم في حصرهم النصرة في باب فإذا أغلق فيكون تم إغلاق باب النصرة و العمل ، مع وجود غيره من الأبواب المفتوحة التي قد تكون أعظم منه!!
فأقول :
أولاً : ينبغي أن يعلم أن العمل للإسلام وظيفة جميع المسلمين و هو شرف من الله سبحانه و تعالى يختص به من يشاء من خلقه ، و ليس لأحد منّة على الله في العمل ، فالله غنيٌ عنا و نحن فقراء إليه ، فإذا علم العبد ذلك و تيقنه أوجب ذلك طلب الإعانة و التوفيق من الله ليشرف العبد باللحاق بركب العاملين للإسلام جعلنا الله و إياكم منهم 🤲
ثانيا : كيفية العمل؟
حتى تعلم العمل الذي تصلح له لابد من النظر لجهتين :
الأولى: حاجة الأمة ، أي ما العمل التي تعاني الأمة من نقص فيه و تحتاج لمن يسده؟
الثانية : مراعاة قدرات المرء ، فينظر الشخص إلى الأشياء التي يستطيع فعلها فيستعين بالله في تطبيقها.
*فيتحصل من ذلك معرفة العمل الذي يصلح لأن يسده و يعمل فيه ، فقد يكون الشخص لديه ميول لعمل ما و لكن الأمة لا تحتاجه فيضيع عمره فيه مع عدم أو قلة نفعه للإسلام ، و العكس كذلك فقد تكون الأمة تحتاج لعمل و لكن لا يملك الشخص سده فيكون ضرره في دخوله أكثر من نفعه.
ثالثاً : ما المجالات التي من الممكن العمل بها؟
المجالات كثيرة جداً و الثغور مفتوحة على الآخر و الساحة خالية للجميع ، و سأذكر بعض التخصصات و الوظائف الشرعية التي من الممكن أن يلتحق بها طالب العمل.
الأول : طلب العلم و هذا أكثر تخصص يعاني من نقص في المنتسبين إليه فمن يرى الأهلية عنده في طلبه فلا يدخر جهداً في ذلك.
الثاني : الجانب التربوي المتضمن إنشاء حلقات و الاهتمام بالجيل الصاعد ، و تربيته تربية إيمانية علمية ، فطلاب الحلقات هم خزان الأمة و وقودها و منهم يتخرج العاملون للإسلام ، فمن يرى لديه ميول تربية فليستعن بالله على سد شيء من هذا الثغر العظيم.
الثالث : الجانب الإعلامي ، فجزء كبير من حرب اليوم إعلامية و نحتاج إلى من يسد هذا الثغر فكثير من الأعمال التي من الممكن إيصالها لعامة الناس تكون حبيسة فئة معينة بسبب ضعف الجانب الإعلامي ، فمن الممكن إنشاء قنوات عديدة في التعريف بالإسلام و سير الصحابة و الصالحين و الدروس الإيمانية…الخ و لا أبالغ إذا قلت أن هذه القنوات حلّت محل كثير من الدعاة في إيصال رسالة الإسلام للعامة.
الرابع : الجانب الدعوي و هذا أوسع الأبواب على الإطلاق و يصعب حصره في جانب معين ، فيدخل فيه دعوة غير المسلمين للإسلام ، و دعوة الناس في المساجد بإلقاء الكلمات و المحاضرات و دعوة الشباب في المجالس العامة و طلاب المدارس و كذا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بشتى طرقه و وسائله و غير ذلك.
و أختم : بأن هذه مجرد اقتراحات و الأصل أن يدمن العبد سؤال الله التوفيق ، و ليكن من دعائه : اللهم اهدني و وفقني و اختر لي العمل الذي أنصر به ديني 🤲