اليوم، في طريقي إلى البيت، ومن بين قائمة طويلة اخترت سورة البقرة، بشكلٍ شبه تلقائيّ، بتلاوة تُسمَّى الحِدر، سرعة التلاوة فيها أعلى غيرها.
في الحافلة، وبجوار النافذة، كنتُ أسمع الآيات بقلبٍ كأنه يسمعها للمرة الأولى منذ خُلق، واستشعرت المعنى الحقيقي في أن هذهِ الكلمات والوصايا والمواساة والسلوى التي نسمعها وتُقال لنا يوميًا بصور مختلفة كانت هذه المرّة من الله مباشرةً، وهي منه مختلفة يقينًا عن كل ما عداه.
وصلنا إلى نفق، مظلم، وطويل، تزامن دخولنا فيه مع وصول القارئ إلى آية:
"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البرَّ من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنَّبيِّين
وآتى المال على حُبِّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسَّائلين وفي الرقاب
وأقام الصلاة
وآتى الزكاة
والموفون بعهدهم إذا عاهدوا
والصابرين في البأساء والضّرّاء وحين البأس.."
كل هذه الصفات المذكورة، والتي تحتاج إلى قوة نفسيّة كبيرة ومجاهدة حقيقيّة لا ينكرها أحد، ذُكرت داخل النفق، في رمزيّة -تخيلتها- على الصعوبة والمشقة والجهد المبذول فيها، نفسيًا، وجسديًا.
وعندما وصلنا إلى نهاية النفق، إلى النور، كان الله يخبرنا حينها عن ما يستحقه هؤلاء من مسمّى يليق بجهادهم، فقال جلّ وعزّ واصفًا إياهم:
"أُولئك الَّذين صَدقوا وَأُولئكَ هُمُ المتَّقُونَ"
أولئك الذين صدقوا البرّ ونالوه؛ من تغلّب على ميل نفسه وعارك وجاهد هواه الكامل للدنيا، التمرد، البُخل، التذّمر، الشكوى، الكسل، الهلع، الجزع، الطمع.
أولئك الذين صدقوا البرّ ونالوه؛ لأنه تأتّى لهم بعد مخاضٍ عاشوه، لا يقدر عليه أي لاهٍ، منافق كذّاب أو متكاسل.
وفي معنى البرّ قيل: من اتسع في الإحسان إلى الله ولم يكتفِ بمجرد طاعته، أي لم يكتفِ بأن يولي وجهه قبل المشرق والمغرب = إشارة إلى الصلاة وإن كانت الصلاة خير معين على كل ما ذُكر.
لا يمكن وصف حجم وكثافة ما شعرت به في أقل من دقيقة.
شعور يُعاش ولا يحكى، الجملة المعتادة في وصف كل صعب.
لكنه على الأقل يستحق المحاولة.
في الحافلة، وبجوار النافذة، كنتُ أسمع الآيات بقلبٍ كأنه يسمعها للمرة الأولى منذ خُلق، واستشعرت المعنى الحقيقي في أن هذهِ الكلمات والوصايا والمواساة والسلوى التي نسمعها وتُقال لنا يوميًا بصور مختلفة كانت هذه المرّة من الله مباشرةً، وهي منه مختلفة يقينًا عن كل ما عداه.
وصلنا إلى نفق، مظلم، وطويل، تزامن دخولنا فيه مع وصول القارئ إلى آية:
"ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البرَّ من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنَّبيِّين
وآتى المال على حُبِّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسَّائلين وفي الرقاب
وأقام الصلاة
وآتى الزكاة
والموفون بعهدهم إذا عاهدوا
والصابرين في البأساء والضّرّاء وحين البأس.."
كل هذه الصفات المذكورة، والتي تحتاج إلى قوة نفسيّة كبيرة ومجاهدة حقيقيّة لا ينكرها أحد، ذُكرت داخل النفق، في رمزيّة -تخيلتها- على الصعوبة والمشقة والجهد المبذول فيها، نفسيًا، وجسديًا.
وعندما وصلنا إلى نهاية النفق، إلى النور، كان الله يخبرنا حينها عن ما يستحقه هؤلاء من مسمّى يليق بجهادهم، فقال جلّ وعزّ واصفًا إياهم:
"أُولئك الَّذين صَدقوا وَأُولئكَ هُمُ المتَّقُونَ"
أولئك الذين صدقوا البرّ ونالوه؛ من تغلّب على ميل نفسه وعارك وجاهد هواه الكامل للدنيا، التمرد، البُخل، التذّمر، الشكوى، الكسل، الهلع، الجزع، الطمع.
أولئك الذين صدقوا البرّ ونالوه؛ لأنه تأتّى لهم بعد مخاضٍ عاشوه، لا يقدر عليه أي لاهٍ، منافق كذّاب أو متكاسل.
وفي معنى البرّ قيل: من اتسع في الإحسان إلى الله ولم يكتفِ بمجرد طاعته، أي لم يكتفِ بأن يولي وجهه قبل المشرق والمغرب = إشارة إلى الصلاة وإن كانت الصلاة خير معين على كل ما ذُكر.
لا يمكن وصف حجم وكثافة ما شعرت به في أقل من دقيقة.
شعور يُعاش ولا يحكى، الجملة المعتادة في وصف كل صعب.
لكنه على الأقل يستحق المحاولة.