ون بهن مقبلات ومدبرات، فلما قدموا المدينة، تزوجوا من الأنصار، فذهبوا ليفعلوا ذلك، فأنكرنه، وانتهى الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت هذه الآية.
رواه مجاهد عن ابن عباس.
والثالث:
أن عمر بن الخطاب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
هلكت، حولت رحلي الليلة، فنزلت هذه الآية.
رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، والحرث:
المزدرع، وكنى به هاهنا عن الجماع،.
فسماهن حرثاً، لأنهن مزدرع الأولاد، كالأرض للزرع، فان قيل:
النساء جمع، فلم لم يقل:
حروث؟ فعنه ثلاثة أجوبة، ذكرها ابن القاسم الأنباري النحوي.
أحدها:
أن يكون الحرث مصدراً في موضع الجمع، فلزمه التوحيد، كما تقول العرب:
إخوتك صوم، وأولادك فطر، يريدون:
صائمين ومفطرين، فيؤدي المصدر بتوحيده عن اللفظ المجموع.
والثاني:
أن يكون أراد:
حروث لكم، فاكتفى بالواحد من الجمع، كما قال الشاعر:
كلوا في نصف بطنكُم تعيشوا
***
أي:
في أنصاف بطونكم.
والثالث:
أنه إنما وحَّد الحرث، لأن النساء شبهن به، ولسن من جنسه، والمعنى:
نساؤكم مثل حروث لكم.
قوله تعالى:
{أنى شئتم} فيه ثلاثة أقوال.
أحدها:
أنه بمعنى:
كيف شئتم، ثم فيه قولان.
أحدهما:
أن المعنى:
كيف شئتم، مقبلة أو مدبرة، وعلى كل حال، إذا كان الإتيان في الفرج.
وهذا قول ابن عباس، ومجاهد، وعطية، والسدي، وابن قتيبة في آخرين.
والثاني:
أنها نزلت في العزل.
قاله سعيد بن المسيب، فيكون المعنى:
إن شئتم فاعزلوا، وإن شئتم فلا تعزلوا.
والقول الثاني:
أنه بمعنى إن شئتم، ومتى شئتم، وهو قول ابن الحنفية والضحاك، وروي عن ابن عباس أيضاً.
والثالث:
أنه بمعنى:
حيث شئتم، وهذا محكي عن ابن عمر ومالك بن أنس، وهو فاسِد من وجوه، أحدها:
أن سالم بن عبد الله لما بلغه أن نافعاً تحدث بذلك عن ابن عمر، قال:
كذب العبد، إنما قال عبد الله:
يؤتون في فروجهن من أدبارهن.
وأما أصحاب مالك، فانهم ينكرون صحته عن مالك، والثاني:
أن أبا هريرة روى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
«ملعون من أتى النساء في أدبارهن» فدل على أن الآية لا يراد بها هذا.
والثالث:
أن الآية نبهت على أنه محل الولد بقوله:
{فأتوا حرثكم} وموضع الزرع:
هو مكان الولد، قال ابن الأنباري:
لما نصَّ الله على ذكر الحرث، والحرث به يكون النبات، والولد مشبَّه بالنبات؛ لم يجز أن يقع الوطء في محل لا يكون منه ولد.
والرابع:
أن تحريم إتيان الحائض كان لعلة الأذى، والأذى ملازم لهذا المحل لا يفارقه.
قوله تعالى:
{وقدّموا لأنفسكم} فيه أربعة أقوال.
أحدها:
أن معناه:
وقدموا لأنفسكم من العمل الصالح، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني:
وقدموا التسمية عند الجماع، رواه عطاء عن ابن عباس.
والثالث:
وقدموا لأنفسكم في طلب الولد، قاله مقاتل.
والرابع:
وقدّموا طاعة الله واتباع أمره، قاله الزجاج
{وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 224}
قوله تعالى:
{ولا تجعلوا الله عُرضة لأيْمانكم} في سبب نزولها أربعة أقوال.
أحدها:
أنها نزلت في عبد الله بن رواحة، كان بينه وبين ختنه شيء، فحلف عبد الله أن لا يدخل عليه ولا يكلمه، وجعل يقول:
قد حلفت بالله، فلا يحل لي، إلا أن تبرّ يميني، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس.
والثاني:
أن الرجل كان يحلف بالله أن لا يصل رحمه، ولا يصلح بين الناس، فنزلت هذه الآية، قاله الربيع بن أنس.
والثالث:
أنها نزلت في أبي بكر حين حلف، لا ينفق على مسطح، قاله ابن جريج.
والرابع:
نزلت في أبي بكر، حلف أن لا يصل ابنه عبد الرحمن حتى يسلم، قاله المقاتلان:
ابن حيان، وابن سليمان.
قال الفراء:
والمعنى:
ولا تجعلوا الله مُعترضاً لأيمانكم.
وقال أبو عبيد:
نصباً لأيمانكم، كأنه يعني:
أنكم تعترضونه في كل شيء، فتحلفون به.
وفي معنى الآية ثلاثة أقوال.
أحدها:
أن معناها:
لا تحلفوا بالله أن لا تبرّوا ولا تتقوا ولا تصلحوا بين الناس، هذا قول ابن عباس، ومجاهد، وعطاء، وابن جبير، وإبراهيم، والضحاك، وقتادة، والسدي، ومقاتل، والفراء، وابن قتيبة، والزجاج في آخرين.
والثاني:
أن معناها:
لا تحلفوا بالله كاذبين لتتقوا المخلوقين وتبرّوهم، وتصلحوا بينهم بالكذب، روى هذا المعنى عطية عن ابن عباس.
والثالث:
أن معناها:
لا تكثروا الحلف بالله، وإن كنتم بارّين مصلحين، فان كثرة الحلف بالله ضرب من الجرأة عليه.
هذا قول ابن زيد
••
رواه مجاهد عن ابن عباس.
والثالث:
أن عمر بن الخطاب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
هلكت، حولت رحلي الليلة، فنزلت هذه الآية.
رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، والحرث:
المزدرع، وكنى به هاهنا عن الجماع،.
فسماهن حرثاً، لأنهن مزدرع الأولاد، كالأرض للزرع، فان قيل:
النساء جمع، فلم لم يقل:
حروث؟ فعنه ثلاثة أجوبة، ذكرها ابن القاسم الأنباري النحوي.
أحدها:
أن يكون الحرث مصدراً في موضع الجمع، فلزمه التوحيد، كما تقول العرب:
إخوتك صوم، وأولادك فطر، يريدون:
صائمين ومفطرين، فيؤدي المصدر بتوحيده عن اللفظ المجموع.
والثاني:
أن يكون أراد:
حروث لكم، فاكتفى بالواحد من الجمع، كما قال الشاعر:
كلوا في نصف بطنكُم تعيشوا
***
أي:
في أنصاف بطونكم.
والثالث:
أنه إنما وحَّد الحرث، لأن النساء شبهن به، ولسن من جنسه، والمعنى:
نساؤكم مثل حروث لكم.
قوله تعالى:
{أنى شئتم} فيه ثلاثة أقوال.
أحدها:
أنه بمعنى:
كيف شئتم، ثم فيه قولان.
أحدهما:
أن المعنى:
كيف شئتم، مقبلة أو مدبرة، وعلى كل حال، إذا كان الإتيان في الفرج.
وهذا قول ابن عباس، ومجاهد، وعطية، والسدي، وابن قتيبة في آخرين.
والثاني:
أنها نزلت في العزل.
قاله سعيد بن المسيب، فيكون المعنى:
إن شئتم فاعزلوا، وإن شئتم فلا تعزلوا.
والقول الثاني:
أنه بمعنى إن شئتم، ومتى شئتم، وهو قول ابن الحنفية والضحاك، وروي عن ابن عباس أيضاً.
والثالث:
أنه بمعنى:
حيث شئتم، وهذا محكي عن ابن عمر ومالك بن أنس، وهو فاسِد من وجوه، أحدها:
أن سالم بن عبد الله لما بلغه أن نافعاً تحدث بذلك عن ابن عمر، قال:
كذب العبد، إنما قال عبد الله:
يؤتون في فروجهن من أدبارهن.
وأما أصحاب مالك، فانهم ينكرون صحته عن مالك، والثاني:
أن أبا هريرة روى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
«ملعون من أتى النساء في أدبارهن» فدل على أن الآية لا يراد بها هذا.
والثالث:
أن الآية نبهت على أنه محل الولد بقوله:
{فأتوا حرثكم} وموضع الزرع:
هو مكان الولد، قال ابن الأنباري:
لما نصَّ الله على ذكر الحرث، والحرث به يكون النبات، والولد مشبَّه بالنبات؛ لم يجز أن يقع الوطء في محل لا يكون منه ولد.
والرابع:
أن تحريم إتيان الحائض كان لعلة الأذى، والأذى ملازم لهذا المحل لا يفارقه.
قوله تعالى:
{وقدّموا لأنفسكم} فيه أربعة أقوال.
أحدها:
أن معناه:
وقدموا لأنفسكم من العمل الصالح، رواه أبو صالح عن ابن عباس.
والثاني:
وقدموا التسمية عند الجماع، رواه عطاء عن ابن عباس.
والثالث:
وقدموا لأنفسكم في طلب الولد، قاله مقاتل.
والرابع:
وقدّموا طاعة الله واتباع أمره، قاله الزجاج
{وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 224}
قوله تعالى:
{ولا تجعلوا الله عُرضة لأيْمانكم} في سبب نزولها أربعة أقوال.
أحدها:
أنها نزلت في عبد الله بن رواحة، كان بينه وبين ختنه شيء، فحلف عبد الله أن لا يدخل عليه ولا يكلمه، وجعل يقول:
قد حلفت بالله، فلا يحل لي، إلا أن تبرّ يميني، فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس.
والثاني:
أن الرجل كان يحلف بالله أن لا يصل رحمه، ولا يصلح بين الناس، فنزلت هذه الآية، قاله الربيع بن أنس.
والثالث:
أنها نزلت في أبي بكر حين حلف، لا ينفق على مسطح، قاله ابن جريج.
والرابع:
نزلت في أبي بكر، حلف أن لا يصل ابنه عبد الرحمن حتى يسلم، قاله المقاتلان:
ابن حيان، وابن سليمان.
قال الفراء:
والمعنى:
ولا تجعلوا الله مُعترضاً لأيمانكم.
وقال أبو عبيد:
نصباً لأيمانكم، كأنه يعني:
أنكم تعترضونه في كل شيء، فتحلفون به.
وفي معنى الآية ثلاثة أقوال.
أحدها:
أن معناها:
لا تحلفوا بالله أن لا تبرّوا ولا تتقوا ولا تصلحوا بين الناس، هذا قول ابن عباس، ومجاهد، وعطاء، وابن جبير، وإبراهيم، والضحاك، وقتادة، والسدي، ومقاتل، والفراء، وابن قتيبة، والزجاج في آخرين.
والثاني:
أن معناها:
لا تحلفوا بالله كاذبين لتتقوا المخلوقين وتبرّوهم، وتصلحوا بينهم بالكذب، روى هذا المعنى عطية عن ابن عباس.
والثالث:
أن معناها:
لا تكثروا الحلف بالله، وإن كنتم بارّين مصلحين، فان كثرة الحلف بالله ضرب من الجرأة عليه.
هذا قول ابن زيد
••