بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ناصر المستضعفين، وقاهر الجبابرة الطغاة العتاة المستكبرين، والصلاة والسلام على إمام الموحدين، وقائد المجاهدين، وقامع الخائنين الغادرين، وبعد
قال الله تعالى في محكم التنزيل:"إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ" [الحج: 38]، وصحّ عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- قولُه:"لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان"رواه البخاري ومسلم،، وقولُه:"إنَّ بعدكم قومًا يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يفون"رواه البخاري ومسلم
وإنّ المتأمل لساحة الجهاد الشامي، ليقف على حقيقةٍ راسخةٍ لا تخطؤها عين بصيرٍ خبيرٍ، وهي تكالب الشرق والغرب على هذا الجهاد المبارك ومحاولات وأده في مهده لما يمثله من نموذجٍ ملهمٍ للأمة الإسلامية بأسرها، فالأمة ترى في الجهاد الشامي جهادَها لعدوها الأكبر، ومصدرَ إحياء نفوس أبنائها، وشعلة انطلاقتها أحياءً لفريضة الجهاد، وإنه مما لاشك فيه أنّها ساحة حرب الغرب المفتوحة يستخدم فيها كل الوسائل وأقذرها تحقيقاً لمآربه ومقاصده.
وإنّ من أقذر هذه الوسائل وأحقرها استخدامَه لأحذيته في الساحات من مرقعي كفره، ومطبلي سياساته، من شيوخ الإرجاء، ومداخلة النفاق، وحفاترة الخسة، ونفطويي الخليج -أدوات الأجهزة المخابراتية العميلة في المنطقة.
ولست ببالغٍ العنت في تلمّس ذلك والوقوف على حقيقته فجرائم القوم في كل ساحات الجهاد والعمل الإسلامي من قتل العلماء والمجاهدين، وتشويه المخلصين، وتتبع العلماء العاملين، والركون لجوقة الظلمة الطغاة، وشرعنة خيانتهم وعمالتهم باديةٌ لا تغطيها سُتُر، ولا تحجبها ترقيعات مسخة.
وما جريمة قتل الإخوة الأسرى من #هيئة_تحرير_الشام في سجون #جيش_الإسلام إلا امتداداً لهذه السياسات الخائنة.
فقد استفاق أهل الشام والمسلمون في كل المعمورة على جريمةٍ نكراءَ غادرةٍ خائنة، لا تقبل عليها إلا نفوس فرعونية أُشربت حبَّ الطاغوت وسبحت بحمده ودارت في فلكه، بإقدام زعران ما يسمى بجيش الإسلام في الغوطة على قتل ما يزيد على 45 أسيراً من #الهيئة في سجونهم على الهوية والإنتماء، نكايةً في الجهاد وأهله، ومسارعةً في الطاغوت وتيسيراً لمهمته.
وإنّه وبإزاء هذه الجريمة -التي لا تقرها شريعة الرحمن، وتأباها النفوس المؤمنة- كان لابد من كلمةٍ في نقاط:
1- نتقدم بخالص التعازي والمواساة لأهالي الشهداء- نحسبهم والله حسيبهم- ونسأله تعالى لهم الفردوس الأعلى وثبات الأجر قال الله تعالى:"وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا"[النساء : 100]
2- على الإخوة المهاجرين الذين قدموا ولا يزالون على طريق الجهاد ونصرة أهل الشام ألا تفتّ في عضدهم هذه الخيانات والمؤامرات، وأن يكونوا سداً دون تمريرها ونفاذها
3- خيانات #جيش_كعكة المتكررة وتعطيلهم للجبهات، ورضاؤهم بأن يكونوا في جوقة الظلمة ودفتر أجنداتهم لتشويه الجهاد الشامي، يجب أن تكون عامل انطلاقة واعية مدروسة في خطةٍ معدٍ لها تأتي على بنيانهم مرةً واحدةً وللأبد.
4- يجب على المجاهدين في الشام أن يكونوا سداً دون العبث في الساحة الجهادية بالأخذ على يد الفاسدين فجهاد المبتدعة من يهود القبلة -مرجئة الطغاة- أولى من محاربة الفاسقين العتاة فاعزموا عزماتكم وشدوا المأزر فهذا ميدان جهاد
قال شيخ الإسلام-رحمه الله-"المبتدع الذى خرج عن بعض شريعة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وسنته واستحل دماء المسلمين المتمسكين بسنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وشريعته وأموالهم هو أولى بالمحاربة من الفاسق وإن اتخذ ذلك ديناً يتقرب به إلى الله كما أن اليهود والنصارى تتخذ محاربة المسلمين ديناً تتقرب به الى الله.
ولهذا إتفق أئمة الإسلام على أن هذه البدع المغلظة شر من الذنوب التي يعتقد أصحابها أنها ذنوب، وبذلك مضت سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"الفتاوى(28/470)
5- نذكر إخواننا المجاهدين في الشام -ناصحين- بوجوب الاجتماع والوحدة على طاعة الله وتوحيده وجهاد عدوه فهما سبيل النصر ومحطُّ رضا الله تعالى وهما من آكد الواجبات لبلوغ المراد وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
6- ندعو إخواننا المجاهدين لتوقير العلماء ولزوم غرزهم ورد المُشكل من القضايا إليهم والصدور عنهم، كما وندعو اخواننا المجاهدين للعودة لثغور الرباط والمداومة عليها وعدم التذرع بأي حجة كانت فقيامهم على واجب الرباط هو أساس نجاحات مبادرة العلماء والطلبة، فالعلماء لهم دورٌ يحفظونه ويؤدونه على أكمل وجهٍ، وليس من لوازمه ترك الرباط والجهاد، فما شرعت المبادرة إلا حفاظاً على الجهاد والرباط فانتهوا يرحمْكم الله، وكونوا عباداً لله وقّافين عند حدوده.
والله من وراء القصد
وكتبه احتساباً/ أبو محمود نائل بن غازي
https://justpaste.it/1eq63