الدكتور أيمن خليل البلوي

قادر على كل شيء...وقد يجعل استجابته لك على شكل أجر يوم القيامة أو يصرف عنك سوء في الدنيا.
وتذكر أن الدعاء فيه أجر لك دائما لأنه عبادة سواء أكان عندك قدرة على الأسباب أم لم يكن.

مهم وعميق!
سؤال مهم جاءني من أخ فاضل في الكويت مفاده:
هل ينفع الدعاء من غير أسباب؟ هل تنفع الأسباب من غير دعاء؟ هل هناك علاقة تكاملية بينهما؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..أما بعد:
الإجابة ستكون من خلال (سؤال وجواب) من خلالها نبين المبادئ العقدية والشرعية بإذن الله:
1)هل قدرة الله تحمها الأسباب وتسيطرعليها؟
قدرة الله في الكون حاكمة على الأسباب فإن شاء جعل لها عملا وإن شاء أمسك عملها، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
2)وهل عطاء الله تحدده الأسباب المادية دائما وتقرره؟
عطاء الله لا تحدده الأسباب المادية دائما ولكنه يكون وفق معطيات عدة:
-فقد يكون بوجود الأسباب كمن تعالج فشفي بإذن الله، وهذا أمر غالبا ما يحصل وليس دائما ولا لازما ولكن وفق سنة الله في الكون، ويكون مع المسلم والكافر.قال تعالى في سورة هود :" مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15)"-سورة هود- وللشيخ الشعراوي رحمه الله كلام طيب عند تفسيره لهذه الآية فيرجع إليه للأهمية.
وربط الأسباب بمسبباتها هو من أمر الله وله حكم منها: امتحان واختبار في هذه الحياة الدنيا ليختبر الناس في مدى قيامهم بما أمر الله به من أسباب ولامتحان تعلقهم برب الأسباب.
-وقد تكون عند عدم وجود الأسباب، كما حصل مع الثلاثة الذين أغلقت الصخرةُ الكهفَ عليهم وانزاحت بعدما سألوا الله بصالح أعمالهم، وكما حصل مع الدكتور لورانس براون يوم يئس الطب من علاج ابنته فلجأ إلى خالق الكون فشفاها.
وقصته هذه يرويها بنفس وموجودة في اليوتيوب.
-وقد تكون بعكس الأسباب كما حصل مع نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما ألقي في النار فصارت النار عليه "بردا وسلاما"!
3)هل نستطيع القول أن الدعاء له حكم مستقل عن بقية الأحكام الشرعية والمبادئ العقدية العامة؟
لا..الدعاء ليس مستقلا عن الأحكام التي وضعها الله للكون والناس وسنها لهم، والتي تحدد علاقته بالناس والكون، فمثلا:
لو قال المعلم لطلابه: من يدرس ينجح..فقام طالب بالدراسة كما أمر المعلم لكنه لم يداوم وتغيب عن المدرسة بلا عذر1...أتراه يرسب أم ينجح؟ بالتأكيد يرسب،وهل نقول وقتها: لقد أخلف المعلم وعده أم أن الطالب أخذ وعد المعلم منفصلا عن بقية القوانين واللوائح المدرسية؟ بالتأكيد الطالب هو الملام فوعد المعلم ضمن منظومة تعليمية متكاملة..
ولله المثل الأعلى..فالله عندما يأمر بالدعاء فإن أمره بالدعاء ليس معناه أنك معفي من الأخذ بالأسباب، لأنه قد أمرك بالأخذ بالأسباب كما امرك بالأخذ بالدعاء، فلو لم تأخذ بالأسباب ولم يجب دعاءك فأنت الملام لا هو سبحانه وتعالى..
4)حسنا..لماذا لا آخذ إذا بالأسباب وحدها دون دعاء؟
الجواب من عدة أوجه:
-الدعاء عبادة بحد ذاته وفيها عبودية خضوع لله عز وجل،وفي الحديث الصحيح"الدعاء هو العبادة"،وصاحبه مأجور بإذن الله تعالى.
-الأسباب تزيد من فرص تحقيقك لمرادك..لكنها لا تجعل تحقيق مرادك أمر حتميا 100% فيكون الدعاء حاسما في زيادة فرص تحقيق مرادك.
-قد نظن أننا اخذنا بالأسباب المادية كلها..لكن في الحقيقة هذه الأسباب التي أخذنا بها قد لا تكون كل الأسباب!! ربما هناك أسباب مادية لا نعرفها فلم نأخذ بها لجهلنا بها.وبالتالي الدعاء يكمل نقصنا المادي .. "وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا !
-الدعاء يفتح لنا صورا أخرى لاستجابة الدعاء كما في الحديث الصحيح، فقد لا يستجاب دعاؤنا في الدنيا لكنه يدخر لنا كأجر يوم القيامة،وقد لا يستجاب لنا ما طلبناه لكن يدفع عنا بسبب دعائنا مصائب وكوارث، فالدعاء مع وجود الأسباب أو عدمها دائما ينفع بإذن الله.
5)وماذا يحصل لو اكتفيت بالدعاء دون الأخذ بالأسباب كسلا أو إهمالا؟
عدة أمور تحصل:
-قد تأخذ إثما لأن هناك أسباب يجب شرعا الأخذ بها، فمن جلس في بيته ولم يسع لكسب الرزق ليطعم عياله فهو آثم عند الله
-عدم أخذك للأسباب فيه توكل ناقص على الله.. كيف؟
عندما توكل شخصا تثق به بعمل أمر ما فإنك تستجيب لتوجيهاته وإلا فإن ثقتك به ناقصة..مثلا:
مريض يثق بطبيب مختص ثقة تامة..قال له الطبيب: كل كذا وامتنع عن أكل كذا وستشفى بإذن الله..المريض لم يأخذ بتوجيهات الطبيب!.. هل نستطيع أن نقول أن توكيل المريض لهذا الطبيب توكيل تام أم ناقص؟ بالتأكيد توكيل ناقص..ولله المثل الأعلى..فعدم أخذك بالأسباب وقد أمرك الله بها دليل على توكل ناقص لك على الله عز وجل
6)معنى هذا الكلام لو لم يكن لدي أسباب مادية بسبب ضعفي وعدم قدرتي فلا داعي أن أدعو الله ولا مبرر لأن أتوكل عليه..صحيح؟
غير صحيح أبدا..تذكر النقطتين 1 و 2،وتذكر أن الأسباب التي يأمرك الله بها هي الأسباب التي تسطيع الحصول عليها،فإن كنت لا تستطيع الحصول على الأسباب المادية فتوكلك على الله وقتها كامل إن كان قلبك معتمدا عليه سبحانه ..فتوكل عليه وادعه دائما..سواء أقدرت على الأسباب المادية أو لم تقدر..وقتها قد يجيب دعاءك لو بغير أسباب مادية فهو ال

أفخر من أي ماركة عالمية!
مكفولة طول العمر شرط الاستخدام المستمر!
بمجرد أن تلبس تلك النظارة ترى العجائب:
ترى المحتاج الذي تعطيه المال "سيارة إطفاء" تطفئ غضب الرب!
ترى الفقير "بنكا" للإيداع كتب على بابه" وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)" !
ترى العلم الذي تنشره والصدقات الجارية التي تؤديها "راتبا تقاعديا" بعد الممات!
ترى المصيبة التي تحل بك عطية وهدية على شكل أجور وكفارات ودرجات!
ترى نفسك وقت الشدة في نعمة مقارنة مع من أهو أشد منك كربة!
ترى المناظر الخلابة والقصور الأخاذة صورة مبسطة مصغرة لنعيم الجنة!
ترى المشاهد المخيفة صورة محسنة ملطفة لعذاب الجحيم!
ترى التبرج لعبة شيطانية وضحكة إبليسية!
ترى ضياع وقتك ذوبان جزء من جسمك!
ترى الشهادة في سبيل الله طريقا مختصرا للنعيم!
ترى النظرة المحرمة سهما شيطانيا ونقطة سوداء في قلبك!
ترى الصلاة "مصعدا" إلى السماء ومناجاة لرب السماء!
ترى الشباب فرصة استثمارية لا تعوض!
ترى الوضوء في اليوم البارد رباطا وتطهيرا!
ترى الدنيا قاعة امتحان قد ينتهي في أي لحظة !
ترى أنك مراقب من عليم خبير لا تراه لكنه منك قريب يسمعك!
أخيرا...ترى الآخرة شراب والدنيا سراب!
إليكم أعزائي "نظارة البصيرة" المصنوعة من نور القرآن وهدي النبي العدنان-عليه الصلاة والسلام-.
ارتديها... وأبشر يا طيب الدكتور أيمن خليل البلوي