يا زهرةَ النسرينِ لا تذبُلي
وابتسمي للقادِمِ الأجملِ
هذا نميرُ الحُبِّ ما فاضَ مِن
حُروفِنا إلا لكي تَنهلي
لا تسألي عن نائباتِ الأسى
وعن بقايا حُلْمِنا فاسألي
ضُوعي شَذا واقتبسي شُعلةً
مِن أنجُمِ الليلِ ومِن مِشْعلي
أَتَذْكُرِينَ الهَمْسَ في أَمْسِنا
وبعضَ ما قلتُ وما قلتِ لي؟
لَمّا تلاقَيْنا أضاءَ المَدَى
وأَوْحَتِ اللُّقْيَا إلى البُلْبُلِ
في ذِمَّةِ الليلِ لنا نَغْمَةٌ
نُشْجِي بها الظُّلْمَةَ كي تنجلي
وفي حنايانا بَرِيقُ المُنَى
وقِصَّةٌ للحُبِّ لَمْ تَكْمُلِ
أنا وأنتِ اقتادَنا خَطْوُنا
لِغَايَةٍ قَدَّرَها المُبْتَلي
فما ظَمِئْنا في الهَوَى لَحْظَةً
وإنما كُنّا على جَدْوَلِ
نَرْتَشِفُ المُرَّ وفي زَعْمِنا
أَنّا ارتَشَفْنَا أعْذَبَ السَّلْسَلِ!
لِلصدْقِ في شَرْعِ الهوى قُدرَةٌ
تَعْتَصِرُ الشَّهْدَ مِن الحَنْظَلِ
أَعمارُنا شاخَتْ وعُمْرُ الهوَى
ما زالَ في رَيْعَانِهِ المُقْبِلِ
ضُمِّي إلى كَفِّكِ كَفِّي ولا
تَرْتَعِشي، فالدِّفْءُ في أَنْمُلي