هذا استدلال: ضعيف، محتمل، سائغ، قطعي، منحرف ..
هذه الدرجات المتباينة قد تكون واضحة عند طلبة العلم الشرعي، نظراً لاعتيادهم على هذا النمط من التمييز في دقائق البحث الفقهي.
إنما هذا التمييز قد يخفى على من لم يتعود على نقد الاستدلالات، فيتعجب أحياناً من وصف بعض الاستدلالات بأنها "منحرفة" ، فيقول: ولماذا هذه بالذات تجعلها منحرفة؟ هل لأنها جاءت على خلاف هواك؟
نعم، قد يكون سبب الحكم بانحراف بعض الاستدلالات هو من جنس الهوى، لكن الظن بأن أي حكمٍ بانحراف استدلال هو بسبب أنه مخالف للهوى، سببه عدم إدراكٍ لكيفية الحكم على هذا الاستدلال، وهو شيء متوقع ممن لم يتعود على نقد الاستدلالات، فالحكم على استدلالٍ معين بأنه منحرف يتطلب معرفة بقية الاستدلالات الصحيحة والسائغة، حتى يحكم على غيرها بانه منحرف، ويتطلب منهجية علمية حاكمة لذلك.
وهنا، بسبب هذا الخفاء، أصبح هذا ثغرة يستغلها بعض الناس لتمرير الانحرافات الفاسدة بدعوى أنها فهم معتبر للنص، واجتهاد صحيح كغيره من الاجتهادات، بدليل انه يستدل ويناقش ويعترض؟!
ومن التقنيات الممتازة هنا للكشف عن نمط هذه الاستدلالات المنحرفة هو مقارنتها باستدلالات الخوارج، فيذكر للناس استدلال الخوارج الذين يعرفون ضلالهم، ثم يبين لهم أن استدلالهم له قوة مقارنة بمثل هذه الاستدلالات المنحرفة.
خذ مثلاً استدلال الخوارج بقوله تعالى (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)، وأن في هذا دليلاً على كفر القاتل، لانه متوعد بكل هذا العذاب الذي يختص به الكفار.
ستجد ان أكثر الناس لن يملكوا جواباً عن هذا الاستدلال، وهو متعلق باستدل بدعي لفرقة شديدة الانحراف، ومع ذلك فاستدلالهم أقوى بكثير من استدلالات بعض المعاصرين في تحريف كثير من أحكام الشريعة.
هذه الطريقة ستوضح نمط الاستدلالات المنحرفة، وأن المقصود بالانحراف فيها هو مخالفتها لقواطع الشريعة، وهذه المخالفة لا تعني أن صاحب الاستدلال ليس عنده أي حجة، ولا يملك أي اعتراض، وليس عنده اي كلام، كما ان الانحراف لا يعني انه واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار يستطيع كل أحد ان يرد عليه.
هذه الدرجات المتباينة قد تكون واضحة عند طلبة العلم الشرعي، نظراً لاعتيادهم على هذا النمط من التمييز في دقائق البحث الفقهي.
إنما هذا التمييز قد يخفى على من لم يتعود على نقد الاستدلالات، فيتعجب أحياناً من وصف بعض الاستدلالات بأنها "منحرفة" ، فيقول: ولماذا هذه بالذات تجعلها منحرفة؟ هل لأنها جاءت على خلاف هواك؟
نعم، قد يكون سبب الحكم بانحراف بعض الاستدلالات هو من جنس الهوى، لكن الظن بأن أي حكمٍ بانحراف استدلال هو بسبب أنه مخالف للهوى، سببه عدم إدراكٍ لكيفية الحكم على هذا الاستدلال، وهو شيء متوقع ممن لم يتعود على نقد الاستدلالات، فالحكم على استدلالٍ معين بأنه منحرف يتطلب معرفة بقية الاستدلالات الصحيحة والسائغة، حتى يحكم على غيرها بانه منحرف، ويتطلب منهجية علمية حاكمة لذلك.
وهنا، بسبب هذا الخفاء، أصبح هذا ثغرة يستغلها بعض الناس لتمرير الانحرافات الفاسدة بدعوى أنها فهم معتبر للنص، واجتهاد صحيح كغيره من الاجتهادات، بدليل انه يستدل ويناقش ويعترض؟!
ومن التقنيات الممتازة هنا للكشف عن نمط هذه الاستدلالات المنحرفة هو مقارنتها باستدلالات الخوارج، فيذكر للناس استدلال الخوارج الذين يعرفون ضلالهم، ثم يبين لهم أن استدلالهم له قوة مقارنة بمثل هذه الاستدلالات المنحرفة.
خذ مثلاً استدلال الخوارج بقوله تعالى (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً)، وأن في هذا دليلاً على كفر القاتل، لانه متوعد بكل هذا العذاب الذي يختص به الكفار.
ستجد ان أكثر الناس لن يملكوا جواباً عن هذا الاستدلال، وهو متعلق باستدل بدعي لفرقة شديدة الانحراف، ومع ذلك فاستدلالهم أقوى بكثير من استدلالات بعض المعاصرين في تحريف كثير من أحكام الشريعة.
هذه الطريقة ستوضح نمط الاستدلالات المنحرفة، وأن المقصود بالانحراف فيها هو مخالفتها لقواطع الشريعة، وهذه المخالفة لا تعني أن صاحب الاستدلال ليس عنده أي حجة، ولا يملك أي اعتراض، وليس عنده اي كلام، كما ان الانحراف لا يعني انه واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار يستطيع كل أحد ان يرد عليه.