"أعلم أن التعب استنزف قواك، أعلم أن التفكير أرهق عقلك، أعلم أنك تعبت، سئمت، ضاقت بك الحيل والسبل، أعلم أنك تبغي ساعة صفاء، لو لحظةً من زمن، أعلم أنك استنكرت نفسك، تغيّرت عليك أيامك، أصبحت تدور حول محور واحد، و في نطاق أضيق..
أعلم أنك تخليت عن كثير من متعك وخططك في سبيل هذا العطاء، ومسحت من خاطرك فكرة الاسترخاء واللا عمل!
أعلم أنك تتمنى النهاية، تترقب لحظة الختام، تريد أن ينتهي هذا كله، و تنتهي كل هذه المهام و التكاليف.
رويدك..
ما هكذا عهدتك، و لا لأجل ذلك أعددت نفسك، رويدك ما الحياة بصافية لغيرك، ولمن سبقوك، حتى تصفى لأجلك..
رويدك أنت النور و الضياء،
فمن يُعطي إن قصرت أنت؟
و من يرفع الراية إن كلّت يدك، وتهاوت عزيمتك؟!
من يغير هذا الجيل و يزرع فيه غرسًا طيّبًا إن شحّت غيومك!
كل هذا التعب سيزول قريبًا، و هذا النصب سيكون محض ذكرى، و أنت تسمو و ترتفع و تكتسب مهارة و علمًا وتبذل و تعطي و تغيّر و تترك أثرًا مورقًا لا يزول!
لا تسرقنّك الأيام من نفسك، لا تضع يا صاحبي في الزحام."