📘الدروس العلمية 📘
شرح ثلاثة الأصول للعلامة عبدالعزيز ابن باز رحمه الله، الرسالة رقم (18)
➖〰➖〰➖〰➖〰
🍂 قال المؤلف رحمه الله،
اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻉ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻭﺣﺪ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﻣﻮاﻻﺓ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﻗﺮﻳﺐ. ﻭاﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻻ ﺗﺠﺪ ﻗﻮﻣﺎ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻴﻮﻡ اﻵﺧﺮ ﻳﻮاﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﺁﺑﺎءﻫﻢ ﺃﻭ ﺃﺑﻨﺎءﻫﻢ ﺃﻭ ﺇﺧﻮاﻧﻬﻢ ﺃﻭ ﻋﺸﻴﺮﺗﻬﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ
ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ اﻷﻳﻤﺎﻥ ﻭﺃﻳﺪﻫﻢ ﺑﺮﻭﺡ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﺪﺧﻠﻬﻢ ﺟﻨﺎﺕ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎﺭ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺭﺿﻮا ﻋﻨﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺣﺰﺏ اﻟﻠﻪ ﺃﻻ ﺇﻥ ﺣﺰﺏ اﻟﻠﻪ ﻫﻢ اﻟﻤﻔﻠﺤﻮﻥ}
______________
🌷 - قال الشيخ ابن باز رحمه الله،
🖋 .ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ اﻟﻮاﺟﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺴﻠﻤﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻮاﻟﻲ اﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺃﻭ ﻳﺤﺒﻬﻢ. ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻉ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻭﺣﺪ اﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺩﻱ اﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﻳﺒﻐﻀﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻠﻪ, ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﻣﻮاﻻﺗﻬﻢ ﻭﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻻ ﺗﺠﺪ ﻗﻮﻣﺎ}
1. ﺃﻱ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﻮﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺻﺎﺩﻕ ﻳﻮاﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻻ ﺗﺘﺨﺬﻭا اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻭﻟﻴﺎء ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎء ﺑﻌﺾ ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻮﻟﻬﻢ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻬﺪﻱ اﻟﻘﻮﻡ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ}
2. ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﻢ ﺃﺳﻮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ ﺇﺫ ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻘﻮﻣﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﺑﺮﺁء ﻣﻨﻜﻢ ﻭﻣﻤﺎ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ اﻟﻠﻪ ﻛﻔﺮﻧﺎ ﺑﻜﻢ ﻭﺑﺪا ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ اﻟﻌﺪاﻭﺓ ﻭاﻟﺒﻐﻀﺎء ﺃﺑﺪا ﺣﺘﻰ ﺗﺆﻣﻨﻮا ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ}
3. ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻐﻀﺎء ﻭاﻟﻌﺪاﻭﺓ ﻷﻋﺪاء اﻟﻠﻪ. ﻭﻣﻮﺩﺓ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻣﺤﺒﺘﻬﻢ, ﻭﻫﻜﺬا اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﺤﺐ ﺃﻭﻟﻴﺎء اﻟﻠﻪ, ﻭﻳﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﺮ, ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺃﻋﺪاء اﻟﻠﻪ ﻭﻳﺒﻐﻀﻬﻢ ﻭﻳﻌﺎﺩﻳﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻠﻪ.
ﻭﺇﻥ ﺩﻋﺎﻫﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ. ﻭﺇﻥ ﺃﻗﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻩ ﻭﺃﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺠﺰﻳﺔ ﻛﻮﻟﻲ اﻷﻣﺮ ﻷﻥ اﻟﺮﺳﻮﻝ ـ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺃﺧﺬ اﻟﺠﺰﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭاﻟﻤﺠﻮﺱ
1 ﻭﺃﺧﺬ اﻟﺠﺰﻳﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻋﻮﻥ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻻﻣﺤﺒﺔ ﻟﻬﻢ.
ﻭﺗﺆﺧﺬ اﻟﺠﺰﻳﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﺫا ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻭﻻ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺑﻞ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﻣﻊ ﺑﻐﻀﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻠﻪ, ﻭﻋﺪﻡ ﻣﻮاﻻﺗﻬﻢ.
ﻓﺈﻥ ﺃﺑﻮا اﻹﺳﻼﻡ ﻭاﻟﺠﺰﻳﺔ ﻗﻮﺗﻠﻮا ﻣﻊ اﻟﻘﺪﺭﺓ. ﻭﻫﺬا ﺧﺎﺹ ﺑﺄﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭاﻟﻤﺠﻮﺱ.
ﺃﻣﺎ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺠﺰﻳﺔ, ﺑﻞ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻟﻮﺛﻨﻴﻴﻦ ﻭاﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﻨﺎﻑ اﻟﻜﻔﺮﺓ ﻣﻊ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ, ﻟﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﻭﻗﺎﺗﻠﻮﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ اﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ ﻟﻠﻪ}
2. ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {اﻧﻔﺮﻭا ﺧﻔﺎﻓﺎ ﻭﺛﻘﺎﻻ ﻭﺟﺎﻫﺪﻭا ﺑﺄﻣﻮاﻟﻜﻢ ﻭﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ ﺫﻟﻜﻢ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ}
3. ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﻓﺈﺫا اﻧﺴﻠﺦ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺤﺮﻡ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮا اﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻭﺟﺪﺗﻤﻮﻫﻢ ﻭﺧﺬﻭﻫﻢ ﻭاﺣﺼﺮﻭﻫﻢ ﻭاﻗﻌﺪﻭا ﻟﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺮﺻﺪ
ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺑﻮا ﻭﺃﻗﺎﻣﻮا اﻟﺼﻼﺓ ﻭﺁﺗﻮا اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﺨﻠﻮا ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ}
1 ﻭاﻵﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻛﺜﻴﺮﺓ. ﻭﻣﺮاﺩﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻊ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻻ ﻳﻜﻠﻒ اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﺎ ﺇﻻ ﻭﺳﻌﻬﺎ}
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﻓﺎﺗﻘﻮا اﻟﻠﻪ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ}
3 اﻵﻳﺔ. ﻭﻷﻧﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﺎﺗﻞ اﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻗﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﺧﺮ اﻵﻳﺔ: {ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ اﻷﻳﻤﺎﻥ ﻭﺃﻳﺪﻫﻢ ﺑﺮﻭﺡ ﻣﻨﻪ}
4. ﺃﻱ ﻗﻮاﻫﻢ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻨﻪ.
📚 المصدر : شرح ثلاثة الأصول ص 35
══════ ❁✿❁ ═════
🌷ساهــمُوا بنشْر هَذهِ الرِسَالة فِي
وسائل التواصل فنشَرُ العِلمِ من أَعْظَمِ القُرُبَات
شرح ثلاثة الأصول للعلامة عبدالعزيز ابن باز رحمه الله، الرسالة رقم (18)
➖〰➖〰➖〰➖〰
🍂 قال المؤلف رحمه الله،
اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻉ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻭﺣﺪ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﻣﻮاﻻﺓ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﻗﺮﻳﺐ. ﻭاﻟﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻻ ﺗﺠﺪ ﻗﻮﻣﺎ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻴﻮﻡ اﻵﺧﺮ ﻳﻮاﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﺁﺑﺎءﻫﻢ ﺃﻭ ﺃﺑﻨﺎءﻫﻢ ﺃﻭ ﺇﺧﻮاﻧﻬﻢ ﺃﻭ ﻋﺸﻴﺮﺗﻬﻢ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ
ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ اﻷﻳﻤﺎﻥ ﻭﺃﻳﺪﻫﻢ ﺑﺮﻭﺡ ﻣﻨﻪ ﻭﻳﺪﺧﻠﻬﻢ ﺟﻨﺎﺕ ﺗﺠﺮﻱ ﻣﻦ ﺗﺤﺘﻬﺎ اﻷﻧﻬﺎﺭ ﺧﺎﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺭﺿﻮا ﻋﻨﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺣﺰﺏ اﻟﻠﻪ ﺃﻻ ﺇﻥ ﺣﺰﺏ اﻟﻠﻪ ﻫﻢ اﻟﻤﻔﻠﺤﻮﻥ}
______________
🌷 - قال الشيخ ابن باز رحمه الله،
🖋 .ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ اﻟﻮاﺟﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻣﺴﻠﻤﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻮاﻟﻲ اﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺃﻭ ﻳﺤﺒﻬﻢ. ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺃﻃﺎﻉ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻭﺣﺪ اﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻳﻠﺰﻣﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﺩﻱ اﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﻳﺒﻐﻀﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻠﻪ, ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻪ ﻣﻮاﻻﺗﻬﻢ ﻭﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻻ ﺗﺠﺪ ﻗﻮﻣﺎ}
1. ﺃﻱ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻗﻮﻣﺎ ﺃﻫﻞ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺻﺎﺩﻕ ﻳﻮاﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﺩ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﻻ ﺗﺘﺨﺬﻭا اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﺃﻭﻟﻴﺎء ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺃﻭﻟﻴﺎء ﺑﻌﺾ ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻮﻟﻬﻢ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻬﺪﻱ اﻟﻘﻮﻡ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ}
2. ﻭﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﻢ ﺃﺳﻮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻪ ﺇﺫ ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻘﻮﻣﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﺑﺮﺁء ﻣﻨﻜﻢ ﻭﻣﻤﺎ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ اﻟﻠﻪ ﻛﻔﺮﻧﺎ ﺑﻜﻢ ﻭﺑﺪا ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻜﻢ اﻟﻌﺪاﻭﺓ ﻭاﻟﺒﻐﻀﺎء ﺃﺑﺪا ﺣﺘﻰ ﺗﺆﻣﻨﻮا ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ}
3. ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻐﻀﺎء ﻭاﻟﻌﺪاﻭﺓ ﻷﻋﺪاء اﻟﻠﻪ. ﻭﻣﻮﺩﺓ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻣﺤﺒﺘﻬﻢ, ﻭﻫﻜﺬا اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﺤﺐ ﺃﻭﻟﻴﺎء اﻟﻠﻪ, ﻭﻳﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻴﺮ, ﻭﻳﻜﺮﻩ ﺃﻋﺪاء اﻟﻠﻪ ﻭﻳﺒﻐﻀﻬﻢ ﻭﻳﻌﺎﺩﻳﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻠﻪ.
ﻭﺇﻥ ﺩﻋﺎﻫﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ. ﻭﺇﻥ ﺃﻗﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻩ ﻭﺃﺧﺬ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺠﺰﻳﺔ ﻛﻮﻟﻲ اﻷﻣﺮ ﻷﻥ اﻟﺮﺳﻮﻝ ـ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﺃﺧﺬ اﻟﺠﺰﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭاﻟﻤﺠﻮﺱ
1 ﻭﺃﺧﺬ اﻟﺠﺰﻳﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻋﻮﻥ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻻﻣﺤﺒﺔ ﻟﻬﻢ.
ﻭﺗﺆﺧﺬ اﻟﺠﺰﻳﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﺫا ﻟﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻭﻻ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺑﻞ ﻳﻘﺮﻭﻥ ﻣﻊ ﺑﻐﻀﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻠﻪ, ﻭﻋﺪﻡ ﻣﻮاﻻﺗﻬﻢ.
ﻓﺈﻥ ﺃﺑﻮا اﻹﺳﻼﻡ ﻭاﻟﺠﺰﻳﺔ ﻗﻮﺗﻠﻮا ﻣﻊ اﻟﻘﺪﺭﺓ. ﻭﻫﺬا ﺧﺎﺹ ﺑﺄﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭاﻟﻤﺠﻮﺱ.
ﺃﻣﺎ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻼ ﺗﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺠﺰﻳﺔ, ﺑﻞ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺧﻠﻮا ﻓﻲ اﻹﺳﻼﻡ ﻛﺎﻟﻮﺛﻨﻴﻴﻦ ﻭاﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺻﻨﺎﻑ اﻟﻜﻔﺮﺓ ﻣﻊ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ, ﻟﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﻭﻗﺎﺗﻠﻮﻫﻢ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺘﻨﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ اﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ ﻟﻠﻪ}
2. ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {اﻧﻔﺮﻭا ﺧﻔﺎﻓﺎ ﻭﺛﻘﺎﻻ ﻭﺟﺎﻫﺪﻭا ﺑﺄﻣﻮاﻟﻜﻢ ﻭﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ ﺫﻟﻜﻢ ﺧﻴﺮ ﻟﻜﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ}
3. ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﻓﺈﺫا اﻧﺴﻠﺦ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺤﺮﻡ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮا اﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻭﺟﺪﺗﻤﻮﻫﻢ ﻭﺧﺬﻭﻫﻢ ﻭاﺣﺼﺮﻭﻫﻢ ﻭاﻗﻌﺪﻭا ﻟﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺮﺻﺪ
ﻓﺈﻥ ﺗﺎﺑﻮا ﻭﺃﻗﺎﻣﻮا اﻟﺼﻼﺓ ﻭﺁﺗﻮا اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻓﺨﻠﻮا ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ}
1 ﻭاﻵﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻛﺜﻴﺮﺓ. ﻭﻣﺮاﺩﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻣﻊ اﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ؛ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻻ ﻳﻜﻠﻒ اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﺎ ﺇﻻ ﻭﺳﻌﻬﺎ}
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: {ﻓﺎﺗﻘﻮا اﻟﻠﻪ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ}
3 اﻵﻳﺔ. ﻭﻷﻧﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﺎﺗﻞ اﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻗﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺃﺧﺮ اﻵﻳﺔ: {ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ اﻷﻳﻤﺎﻥ ﻭﺃﻳﺪﻫﻢ ﺑﺮﻭﺡ ﻣﻨﻪ}
4. ﺃﻱ ﻗﻮاﻫﻢ ﺑﻘﻮﺓ ﻣﻨﻪ.
📚 المصدر : شرح ثلاثة الأصول ص 35
══════ ❁✿❁ ═════
🌷ساهــمُوا بنشْر هَذهِ الرِسَالة فِي
وسائل التواصل فنشَرُ العِلمِ من أَعْظَمِ القُرُبَات