حين التقى بالقبر ضمّه ضمّةً
أنَسِيت يا أبتي وجيفَ فؤادي
بعد الغياب أتيتُ قبرك زائرا
الشوقُ أقدمني وطولُ بُعادي
أبتاه ضُمّني مثل ما عودتني
أجدُ الجفاف بصحوتي ورُقادي
أبتاهُ عُد حتى أراك للحظة
فالحزن يطفئُ شعلةَ الإيقادِ
أبتاه عُد عَلِّي أراك هنيهةً
لأشُمّ من عبق الأبوّة زادي
أنسيت يوم تصافحت أضلاعنا
وتعاهدت في غابر الآمادي
قدّمتَ روحَك للبلادِ فداءَها
وتركتَ روحي كنت أنت بلادي
فقدُ الأبوّة لاتُعوضُها الدُّنا
ففراغ مقعَدِها يذيبُ فؤادي
أنا (عابدٌ ) ..جئتُ آليك بلهفة
وأضُمُّ قبرَ شجاعةِ الآسادِ
أنا ما رأيت الشوقَ عندي زائرا
بل ساكناً بجوانح الأكبادِ
لولا بأنك متّ أنت مجاهدا
ومدافعا عن أمنِنا وبلادي
لجعلت من دمك الطهور قذائفا
تَفري الجبان وتقتلُ الاوغادِ
سأسير في درب الجهاد مدافعا.
عن ديننا وبلادنا ومنائر العُبّادِ
لا أستطيع وداع قبرك يا أبي
تغشاك رحمةُ جامعِ الأشهادِ
شوقيات السلمي..
https://t.me/shawkiat19/6/2020م