( معيار الدُّوَار )
عندما كتب الشاعر الشامي مرة : ( لا بحرٌ من غير دوارِ ) كان يرمي إلى معنى أن للأشياء آثارها إذا لم تتحقق تلك الآثار ويشعر بها الإنسان فلابد من أن يراجع حساباته ويعيد النظر فيها .. لقد كان يتكلم عن الحب الذي يحمل نزق الثوار، عن الحب الذي يضرب مثل الإعصار، ويقول إنه ليس لمن لم يشعر بدوار الحب أن يدعي أنه يحب - بحسب تعريف الشاعر للحب طبعاً - ..
نعرف جميعاً ذلك الشعور عندما يسير الإنسان في سهول المعرفة الهوينى، يشدو منها أطرافاً في لُحيظات الفراغ، بعد ما ينتهي من جميع احتياجاته في دنيا الناس، وبعد أن يفرغ من مجالسه، وبعد أن يقبل على هاتفه ويفحص ما استجد وما استحدث، يقلب هنا وهناك، ثم إذا مل وفرغ من كل ذلك.. تناول على حاشية وقته الكتاب الذي ربما وضعه بين يديه تسكيناً للضمير، فقرأ بضع صفحات ثم سرى إليه الملال وكاد أن يُضرب بينه وبين الكتاب بسور من النعاس له باب ..
بشعور من يمشي رويداً ويود أن يجي في الأولِ .. بعد سنتين أو ثلاث أو ما شاء الله من مُدد يضع يديه على جبهته وينكت في الأرض متسائلاً لماذا لم يُحصِّل تحصيلاً يستطيع أن يتكئ عليه ؟! لِمَ تطلع الشمس وتغرب الشمس، ويأتي الشتاء ويذهب الشتاء، ويمر الصيف ويولي الصيف وليس في يده من المعارف إلا ما يمسكه من يحاول أن يمسك بالماء ؟!
"لا بحرٌ من غير دُوارِ" يجيبه الشامي .. إنه ( معيار الدُّوار ) الذي يلخصه : إذا لم تشعر بالدوار فلم تخُضِ البحر بعد، وحينئذ تستقر الحقيقة التي يثقل علينا سماعها أحياناً : من طلب علماً بلا تعب آض بتعب بلا علم .. أو كما يحب الشاعر أن يعبر : من طلب علماً بلا دُوار رجع بدُوار بلا علم !
عندما كتب الشاعر الشامي مرة : ( لا بحرٌ من غير دوارِ ) كان يرمي إلى معنى أن للأشياء آثارها إذا لم تتحقق تلك الآثار ويشعر بها الإنسان فلابد من أن يراجع حساباته ويعيد النظر فيها .. لقد كان يتكلم عن الحب الذي يحمل نزق الثوار، عن الحب الذي يضرب مثل الإعصار، ويقول إنه ليس لمن لم يشعر بدوار الحب أن يدعي أنه يحب - بحسب تعريف الشاعر للحب طبعاً - ..
نعرف جميعاً ذلك الشعور عندما يسير الإنسان في سهول المعرفة الهوينى، يشدو منها أطرافاً في لُحيظات الفراغ، بعد ما ينتهي من جميع احتياجاته في دنيا الناس، وبعد أن يفرغ من مجالسه، وبعد أن يقبل على هاتفه ويفحص ما استجد وما استحدث، يقلب هنا وهناك، ثم إذا مل وفرغ من كل ذلك.. تناول على حاشية وقته الكتاب الذي ربما وضعه بين يديه تسكيناً للضمير، فقرأ بضع صفحات ثم سرى إليه الملال وكاد أن يُضرب بينه وبين الكتاب بسور من النعاس له باب ..
بشعور من يمشي رويداً ويود أن يجي في الأولِ .. بعد سنتين أو ثلاث أو ما شاء الله من مُدد يضع يديه على جبهته وينكت في الأرض متسائلاً لماذا لم يُحصِّل تحصيلاً يستطيع أن يتكئ عليه ؟! لِمَ تطلع الشمس وتغرب الشمس، ويأتي الشتاء ويذهب الشتاء، ويمر الصيف ويولي الصيف وليس في يده من المعارف إلا ما يمسكه من يحاول أن يمسك بالماء ؟!
"لا بحرٌ من غير دُوارِ" يجيبه الشامي .. إنه ( معيار الدُّوار ) الذي يلخصه : إذا لم تشعر بالدوار فلم تخُضِ البحر بعد، وحينئذ تستقر الحقيقة التي يثقل علينا سماعها أحياناً : من طلب علماً بلا تعب آض بتعب بلا علم .. أو كما يحب الشاعر أن يعبر : من طلب علماً بلا دُوار رجع بدُوار بلا علم !