أعاني رهاب الأماكن الضّيّقة، أصبت مرّة بنوبة هلع وأنا أدخل أداة الرّنين المغناطيسيّ لإجراء صورة للرّأس.
أنظر كلّ يوم إلى السّقف البعيد فوق رأسي وأتخيّله بكلّ ثقله يهبط عليّ دفعةً واحدة. أشعر بالاختناق عندما أفكّر في هذا.
ثمّ أعانق طفلي الذي بتّ أخاف أن أبتعد عنه لدقائق مخافة أن يلمّ بنا شيء دون أن يكون بين ذراعيّ.
أضمّه كلّ ليلة، ثمّ أنظر إلى وجهه، وأتمنّى لو كان بمقدوري أن أعيده إلى داخلي أيضًا. علّني أحظى بلحظة واحدة من الطّمأنينة بعد كلّ هذا القلق الّذي يلتهمنا.
على صغر سنّه، أردته أن يكبر وهو يحقد ويكره هذا العدوّ، فهو يعلم اليوم أنّ العدوّ يحول بينه وبين عودته إلى بيته ورؤية من يحب. يعبر كلّ يوم عن بشاعة ما يفعلون، وعن انتظاره لرحيلهم كي يعود..
وأفكّر دومًا، ماذا لو عدنا ولم نجد بيتنا؟ ولم نجد كلّ الّذين نحبّهم.
تأكل رأسي الأسئلة الثّكلى بإجاباتها.
أنا أيضًا يا أمّي أريد أن أسألك كطفلٍ صغير كلّ هذه الأسئلة، أريد أن أستريح من ثقل الأمومة وقلقها. أتذكرين؟ عندما أنجبته وتركته في الحضّانة وعدت ببطن فارغ وقلبٍ فارغ إلى البيت كم بكيت؟ وكم قلت لكِ هل الأمومة تعني كلّ هذا القلق؟
حينها، فهمت دفعةً واحدة خوفك وخوف أبي علينا طيلة تلك السّنين.
أريد يا أمّي أن أستريح من ثقل هذا الشّعور ليلة واحدةً فقط. أن يأكلني الخوف من أن أموت وحدي، أو أبقى تحت الرّكام وحدي.
أعدّ هذا الغياب عن بيتي بعدد ساعات هذا الخوف الّتي تمضي على قلبي وهي تحزّه بأطرافها.
يا الله، على الرّغم من صغر أحلامنا وربّما تفاهة ما نخشاه وصغر ما نريد أن نعيشه لكنّنا لا نملك قلوبنا، وقد وضعنا كلّ ما نحبّ قربانًا لما نؤمن به.
يا الله، هذا العدوّ سرق أحلامنا، وغدنا، وغد أطفالنا، سرق تفاصيل يومنا الّتي نحبّ، لكنّنا يا ربّ لا نريد سوى أن تبقى هذه الرّاية هي العليا، مهما كلّفنا هذا المسير..
هوّن علينا ما نزل بنا أنّه بعينك. لكنّها يا الله الأمومة، معجزتك العظيمة، مفردة أخرى للفظة "القلق"..
أنظر كلّ يوم إلى السّقف البعيد فوق رأسي وأتخيّله بكلّ ثقله يهبط عليّ دفعةً واحدة. أشعر بالاختناق عندما أفكّر في هذا.
ثمّ أعانق طفلي الذي بتّ أخاف أن أبتعد عنه لدقائق مخافة أن يلمّ بنا شيء دون أن يكون بين ذراعيّ.
أضمّه كلّ ليلة، ثمّ أنظر إلى وجهه، وأتمنّى لو كان بمقدوري أن أعيده إلى داخلي أيضًا. علّني أحظى بلحظة واحدة من الطّمأنينة بعد كلّ هذا القلق الّذي يلتهمنا.
على صغر سنّه، أردته أن يكبر وهو يحقد ويكره هذا العدوّ، فهو يعلم اليوم أنّ العدوّ يحول بينه وبين عودته إلى بيته ورؤية من يحب. يعبر كلّ يوم عن بشاعة ما يفعلون، وعن انتظاره لرحيلهم كي يعود..
وأفكّر دومًا، ماذا لو عدنا ولم نجد بيتنا؟ ولم نجد كلّ الّذين نحبّهم.
تأكل رأسي الأسئلة الثّكلى بإجاباتها.
أنا أيضًا يا أمّي أريد أن أسألك كطفلٍ صغير كلّ هذه الأسئلة، أريد أن أستريح من ثقل الأمومة وقلقها. أتذكرين؟ عندما أنجبته وتركته في الحضّانة وعدت ببطن فارغ وقلبٍ فارغ إلى البيت كم بكيت؟ وكم قلت لكِ هل الأمومة تعني كلّ هذا القلق؟
حينها، فهمت دفعةً واحدة خوفك وخوف أبي علينا طيلة تلك السّنين.
أريد يا أمّي أن أستريح من ثقل هذا الشّعور ليلة واحدةً فقط. أن يأكلني الخوف من أن أموت وحدي، أو أبقى تحت الرّكام وحدي.
أعدّ هذا الغياب عن بيتي بعدد ساعات هذا الخوف الّتي تمضي على قلبي وهي تحزّه بأطرافها.
يا الله، على الرّغم من صغر أحلامنا وربّما تفاهة ما نخشاه وصغر ما نريد أن نعيشه لكنّنا لا نملك قلوبنا، وقد وضعنا كلّ ما نحبّ قربانًا لما نؤمن به.
يا الله، هذا العدوّ سرق أحلامنا، وغدنا، وغد أطفالنا، سرق تفاصيل يومنا الّتي نحبّ، لكنّنا يا ربّ لا نريد سوى أن تبقى هذه الرّاية هي العليا، مهما كلّفنا هذا المسير..
هوّن علينا ما نزل بنا أنّه بعينك. لكنّها يا الله الأمومة، معجزتك العظيمة، مفردة أخرى للفظة "القلق"..