#الـصــحــابــة
"يا رسول اللَّه. . . واللَّه لا نقول لك مثل ما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون!
( المقداد بن عمرو )
ليس غريبًا أن يظهر عظيم من العظماء في أمة من أمم الأرض، فقد ظهر (جنكيز خان) في أمة المغول، وظهر (الإسكندر الأكبر) في الإغريق، و (بسمارك) في الألمان، و (غاريبالدي) في إيطاليا، وظهر غيرهم الكثير من القادة والمفكرين الذين غيروا من حال شعوبهم، فتحولوا إلى عظماء في التاريخ، حتى ولو كانت عظمتهم في عيون شعوبهم فقط! ولكن أن يظهر جيل كامل من العظماء في نفس الأمة، وفي وقت واحد، دفعةً واحدة، لا ليغيروا من حال أمتهم فحسب، بل ليغير اللَّه بهم حال الأرض بمن عليها إلى يوم القيامة، إننا لا نتحدث عن عظيم واحد فقط، إننا نتحدث عن جيل فريد من نوعه، جيل لم ولن تعرف الإنسانية بعظمته ما بقي الدهر، إننا نتحدث عن أصحاب محمد بن عبد اللَّه، إننا نتحدث عن جيل الصحابة! والصحابي: هو كل من لقي الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- مسلمًا ومات على ذلك. هؤلاء العظماء وصفهم اللَّه العظيم بوصف قمة في الروعة، في آية قرآنية عجيبة هي غاية في العجب، وسبب العجب في تلك الآية أنها الآية الوحيدة في كتاب اللَّه الكريم التي تجمع في كلماتها حروف اللغة العربية مجتمعة!! فما من حرف من حروف لغة الضاد إلى وقد ورد في تلك الآية، أما عن سر تنوع الحروف في هذه الآية فسنحاول التعرف عليه بعد ذكر هذه الآية الجميلة التي وردت في سورة الفتح: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [الفتح: 29]. ولكي يتسنى لك الاستمتاع بمعنى هذه الآية الجميلة في وصف الصحابة الكرام ينبغي عليك أن تتخيل هذا التصوير الرباني الجميل، تخيل أن هناك نبتة صغيرة أخرجت من حولها نباتات مساندة أحاطت بالنبتة الأصلية من كل جانب، فشدت من صلابتها وساندتها وآزرتها، وبمعونة هذه النباتات المساندة أصبحت تلك النبتة الصغيرة قوية متينة فاستوت وارتفعت عاليًا في السماء، لتتحد تلك النبتة الأصلية بتلك النباتات الفرعية، ليتكون بذلك بنيان جديد قوي ثابت، قلبه تلك النبتة الأصلية، وجدرانه تلك النباتات الفرعية التي انبثقت منها، فارتفع ذلك البنيان عاليًا بكل ثقة، لدرجة أن المزارعين إذا مرّوا به أعجبوا به أيما إعجاب، أمّا إذا مرَّ به كافر فإنه ينظر إليه بغيظ من شدة صلابته وقوته وثباته، وواللَّه ليس هناك وصف في أي لغة من لغات الأرض يصف الصحابة رضوان اللَّه عليهم أكثر من هذا الوصف الإلهي الرائع، فمحمد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو تلك النبتة الأصلية التي انبثق منها الصحابة الكرام، فأحاطو به من كل جانب ليآزروه ويساندوه، فاستغلظ بهم واستوى على سوقه وهم محيطون به، فتكون هذا البنيان الثابت الذي قلبه هو محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وجدرانه الصلبة هم صحابته الكرام، أمّا الزراع الذين يريدون الزراعة الحقيقية فعلًا (وهم المؤمنون الحقيقيون)، فإنهم يتأملون في ذلك الزرع الثابت ليتعلموا منه أساس الزراعة الصحيحة (وهذا دليلٌ على وجوب اتباع نهج الصحابة!)، أما الكفار فإنهم يغتاظون من روعته وقوته، فإذا ما علمت أن فلانًا كان صحابيًا من صحابة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان في قلبك مثقال ذرة من غيظ على أحد منهم، فاعلم جيدًا أنك في خطر كبير، لأنك ممن ينطبق عليهم قول رب العالمين: {ليغيظ بهم الكفار}! والآن أصبح واضحًا للعيان لماذا تشن الحملات الإعلامية على صحابة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فالصحابة هم الجدار المتين الذي يحيط بالقلب الأصلي -رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فإذا تمكن هؤلاء الغزاة من تدمير الجدار المنيع لهذا البنيان القوي، سيصبح المجال مفتوحًا لمهاجمة القلب، وللتوضيح أكثر ينبغي القول أنه لو تركنا المستشرقين ومن معهم من المنافقين يهاجمون ويشككون بالصحابة، فإن الهجوم لن يلبث أن يصل إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. فالهدف الأول لهؤلاء الغزاة هو قلب ذلك البنيان، ألا وهو محمد رسول اللَّه! فالطعن بأي صحابي مهما كان اسمه، يعرض الإسلام للخطر، فهؤلاء النفر هم الذين نقلوا القرآن والسنة، أي أن الصحابة هم الذين نقلوا الدين الإسلامي لنا! فإذا شككنا بالناقل، شككنا إذًا بالمنقول! وإذا ما قبلنا بالطعن بهؤلاء العظام فإن ما نقلوه إلينا من قرآن وسنة ليس صحيحًا، إذًا فهذا الإسلام الذي بين أ
"يا رسول اللَّه. . . واللَّه لا نقول لك مثل ما قالت بنو إسرائيل لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون!
( المقداد بن عمرو )
ليس غريبًا أن يظهر عظيم من العظماء في أمة من أمم الأرض، فقد ظهر (جنكيز خان) في أمة المغول، وظهر (الإسكندر الأكبر) في الإغريق، و (بسمارك) في الألمان، و (غاريبالدي) في إيطاليا، وظهر غيرهم الكثير من القادة والمفكرين الذين غيروا من حال شعوبهم، فتحولوا إلى عظماء في التاريخ، حتى ولو كانت عظمتهم في عيون شعوبهم فقط! ولكن أن يظهر جيل كامل من العظماء في نفس الأمة، وفي وقت واحد، دفعةً واحدة، لا ليغيروا من حال أمتهم فحسب، بل ليغير اللَّه بهم حال الأرض بمن عليها إلى يوم القيامة، إننا لا نتحدث عن عظيم واحد فقط، إننا نتحدث عن جيل فريد من نوعه، جيل لم ولن تعرف الإنسانية بعظمته ما بقي الدهر، إننا نتحدث عن أصحاب محمد بن عبد اللَّه، إننا نتحدث عن جيل الصحابة! والصحابي: هو كل من لقي الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- مسلمًا ومات على ذلك. هؤلاء العظماء وصفهم اللَّه العظيم بوصف قمة في الروعة، في آية قرآنية عجيبة هي غاية في العجب، وسبب العجب في تلك الآية أنها الآية الوحيدة في كتاب اللَّه الكريم التي تجمع في كلماتها حروف اللغة العربية مجتمعة!! فما من حرف من حروف لغة الضاد إلى وقد ورد في تلك الآية، أما عن سر تنوع الحروف في هذه الآية فسنحاول التعرف عليه بعد ذكر هذه الآية الجميلة التي وردت في سورة الفتح: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [الفتح: 29]. ولكي يتسنى لك الاستمتاع بمعنى هذه الآية الجميلة في وصف الصحابة الكرام ينبغي عليك أن تتخيل هذا التصوير الرباني الجميل، تخيل أن هناك نبتة صغيرة أخرجت من حولها نباتات مساندة أحاطت بالنبتة الأصلية من كل جانب، فشدت من صلابتها وساندتها وآزرتها، وبمعونة هذه النباتات المساندة أصبحت تلك النبتة الصغيرة قوية متينة فاستوت وارتفعت عاليًا في السماء، لتتحد تلك النبتة الأصلية بتلك النباتات الفرعية، ليتكون بذلك بنيان جديد قوي ثابت، قلبه تلك النبتة الأصلية، وجدرانه تلك النباتات الفرعية التي انبثقت منها، فارتفع ذلك البنيان عاليًا بكل ثقة، لدرجة أن المزارعين إذا مرّوا به أعجبوا به أيما إعجاب، أمّا إذا مرَّ به كافر فإنه ينظر إليه بغيظ من شدة صلابته وقوته وثباته، وواللَّه ليس هناك وصف في أي لغة من لغات الأرض يصف الصحابة رضوان اللَّه عليهم أكثر من هذا الوصف الإلهي الرائع، فمحمد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو تلك النبتة الأصلية التي انبثق منها الصحابة الكرام، فأحاطو به من كل جانب ليآزروه ويساندوه، فاستغلظ بهم واستوى على سوقه وهم محيطون به، فتكون هذا البنيان الثابت الذي قلبه هو محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وجدرانه الصلبة هم صحابته الكرام، أمّا الزراع الذين يريدون الزراعة الحقيقية فعلًا (وهم المؤمنون الحقيقيون)، فإنهم يتأملون في ذلك الزرع الثابت ليتعلموا منه أساس الزراعة الصحيحة (وهذا دليلٌ على وجوب اتباع نهج الصحابة!)، أما الكفار فإنهم يغتاظون من روعته وقوته، فإذا ما علمت أن فلانًا كان صحابيًا من صحابة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان في قلبك مثقال ذرة من غيظ على أحد منهم، فاعلم جيدًا أنك في خطر كبير، لأنك ممن ينطبق عليهم قول رب العالمين: {ليغيظ بهم الكفار}! والآن أصبح واضحًا للعيان لماذا تشن الحملات الإعلامية على صحابة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فالصحابة هم الجدار المتين الذي يحيط بالقلب الأصلي -رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فإذا تمكن هؤلاء الغزاة من تدمير الجدار المنيع لهذا البنيان القوي، سيصبح المجال مفتوحًا لمهاجمة القلب، وللتوضيح أكثر ينبغي القول أنه لو تركنا المستشرقين ومن معهم من المنافقين يهاجمون ويشككون بالصحابة، فإن الهجوم لن يلبث أن يصل إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. فالهدف الأول لهؤلاء الغزاة هو قلب ذلك البنيان، ألا وهو محمد رسول اللَّه! فالطعن بأي صحابي مهما كان اسمه، يعرض الإسلام للخطر، فهؤلاء النفر هم الذين نقلوا القرآن والسنة، أي أن الصحابة هم الذين نقلوا الدين الإسلامي لنا! فإذا شككنا بالناقل، شككنا إذًا بالمنقول! وإذا ما قبلنا بالطعن بهؤلاء العظام فإن ما نقلوه إلينا من قرآن وسنة ليس صحيحًا، إذًا فهذا الإسلام الذي بين أ