الحمد لله وحده.
سؤال آخر من الأسك، تبعا للسابق:
يقول: (أنا كافر بالعلم مؤمن أنها مسطحة).
الجواب:
الحمد لله وحده.
أتفهَّم أن قصدك هنا هو: أنك كافر بالعلم إذا عارض الوحي، وأنا مثلك أخي الكريم،بشرط أن يكون التعارض حقيقيا، وليس بالتجني على الوحي، ولا الخطأ في العلم.
فإن طرق المعرفة والتعلم ثلاثة: الوحي، والعقل، والحس.
والقاعدة التي يقول بها كل من آمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلَّم، وصدَّق بكتابه، هي:
أن نصوص الوحي (الصريحة الصحيحة)، ليس بينها وبين (المعقولات اليقينة) تعارض حقيقي، ولا بينها وبين (المحسوسات السليمة) تعارض حقيقي.
لكن بعض علماء الشريعة قد يجتهد في فهم معنى الوحي، فيخطئ، فيظن أن بينها وبين العقل أو الحس تعارضًا، وعلماء الشريعة لا يجمعون على خطإ مثل هذا أبدا.
وكذلك بعض علماء الطبيعة قد يخطئ، فيظنّ بسبب خطئه أنَّ هناك تعارضا بين العلم والدين، ولا يكون هذا صحيحا، بل هو المخطئ.
فالمقصود أنني مثلك أخي الكريم، لو ثبت أن العلم قد عارض الوحي الصريح الصحيح، فأنا مثلك، كافر بهذه النتيجة العلمية، ويقيني أنها نتيجة خطأ، وأنَّ الإنسان لا بدَّ أن يغير هذا المعلوم، فيعرف أنَّ الوحي صادق في خبره، والعلم متغيِّر في نتائجه.
لكن هذا كله لا يمنع أن أقول لك:
ليس في الوحي شيء يدل على أنَّ الأرض مسطَّحة، بمعنى أنها على شكل (البساط) وليست (كروية).
فمن أين جئت بهذه الفكرة الغريبة؟
يظنُّ بعض الإخوة أن قول الله تعالى {وإلى الأرض كيف سطحت}، يدلُّ على أن الأرض ليست كروية، بل هي مسطحة مثل البساط.
وهذا تجرؤ على كتاب الله، ويجب عليك التنبه إلى أمور:
الأول: أن السَّطحَ في اللغة ليس معناه إلا: البسط، وهو بمعنى المدَّ، وهذا ما ستجده في كلام المفسرين، {كيف سُطِحت}: كيف بسطت وكيف مُدَّت.
فالله تعالى مدَّ الأرض، والله بسطَ الأرض، والله سطَحَ الأرض.
كل هذا بمعنى واحد، وهو المعنى الذي شرحته لك في السؤال السابق، وأضف إليه أنَّ الله يمنُّ علينا بأن جعل الأرض مبسوطة ممدودة ليسهل التنقل عليها.
الثاني: أنه لا بد أن يجمع كلام الله بعضه إلى بعض، ويستعان بلغة العرب لفهم معنى كلامه تعالى، وليس مجرد فكرتك عن معنى كلمة {سطحت}.
فافهم معنى {سطحت} في لغة العرب، وانظر كلام المفسرين المسلمين الذين فسَّروا كتاب الله، تفسيرا دينيا، وليس علميا (فلا تقلق).
ومع ذلك: فيجب عليك أن تفهم كلام الله بشرح كلام الله، فإن خير ما يفسر لك كلام الله هو كلام الله، كما يفعل المسلمون الصادقون عبر التاريخ كله، فافهم {سطحت} مع {مدت}.
الثالث: افهم {سطحت} و{مدَّت} أيضًا مع قوله تعالى {والأرض بعد ذلك دحاها}.
قال الطبري: (الدَّحو: إنما هو البسط، في كلام العرب).
ثم روى الطبري بالإسناد عن أئمة المسلمين من السلف والتابعين، قتادة والسّدي والثوري: {دحاها}: بسطها.
الرابع: أن كروية الأرض ليست معلومة عن طريق العقل فقط، بل عن طريق الحسِّ أيضًا.
فهذا أمر معلوم بالمشاهدة، وقد أمر الله أن ننظر في مخلوقاته ونتأمل فيها ونتفكر، وخص الأرض بذلك، فقال تعالى: {أفلا ينظرون}، حتى قوله تعالى: {وإلى الأرض كيف سطحت}.
فالناظر سيرى أنها على شكل كرة، والكرة لها سطح، والسطح مستوٍ، وعليها جبال تثبّت حركتها، فتصير حركتها مستقرة ليست مضطربة، ويمكن الاستدلال على كل هذا بالعقل الصحيح أيضًا.
وبذلك نعلم أن الشأن كما أخبرتك في الجواب السابق:
خاطب الله الناس بما يحسونه ويرونه، دون أن يكون ذلك معارضا لصفة مخلوقاته، فإن الله هو المتكلم بالقرآن، وهو الخالق للأكوان.
الأرض ممدودة كما قال الله، وأي إنسان في أي موضع على سطح الكرة الأرضية سيراها ممدودة أمامه.
ومعنى سحطت ودحيت: مدّت وبسطت.
والله أعلم.
سؤال آخر من الأسك، تبعا للسابق:
يقول: (أنا كافر بالعلم مؤمن أنها مسطحة).
الجواب:
الحمد لله وحده.
أتفهَّم أن قصدك هنا هو: أنك كافر بالعلم إذا عارض الوحي، وأنا مثلك أخي الكريم،بشرط أن يكون التعارض حقيقيا، وليس بالتجني على الوحي، ولا الخطأ في العلم.
فإن طرق المعرفة والتعلم ثلاثة: الوحي، والعقل، والحس.
والقاعدة التي يقول بها كل من آمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلَّم، وصدَّق بكتابه، هي:
أن نصوص الوحي (الصريحة الصحيحة)، ليس بينها وبين (المعقولات اليقينة) تعارض حقيقي، ولا بينها وبين (المحسوسات السليمة) تعارض حقيقي.
لكن بعض علماء الشريعة قد يجتهد في فهم معنى الوحي، فيخطئ، فيظن أن بينها وبين العقل أو الحس تعارضًا، وعلماء الشريعة لا يجمعون على خطإ مثل هذا أبدا.
وكذلك بعض علماء الطبيعة قد يخطئ، فيظنّ بسبب خطئه أنَّ هناك تعارضا بين العلم والدين، ولا يكون هذا صحيحا، بل هو المخطئ.
فالمقصود أنني مثلك أخي الكريم، لو ثبت أن العلم قد عارض الوحي الصريح الصحيح، فأنا مثلك، كافر بهذه النتيجة العلمية، ويقيني أنها نتيجة خطأ، وأنَّ الإنسان لا بدَّ أن يغير هذا المعلوم، فيعرف أنَّ الوحي صادق في خبره، والعلم متغيِّر في نتائجه.
لكن هذا كله لا يمنع أن أقول لك:
ليس في الوحي شيء يدل على أنَّ الأرض مسطَّحة، بمعنى أنها على شكل (البساط) وليست (كروية).
فمن أين جئت بهذه الفكرة الغريبة؟
يظنُّ بعض الإخوة أن قول الله تعالى {وإلى الأرض كيف سطحت}، يدلُّ على أن الأرض ليست كروية، بل هي مسطحة مثل البساط.
وهذا تجرؤ على كتاب الله، ويجب عليك التنبه إلى أمور:
الأول: أن السَّطحَ في اللغة ليس معناه إلا: البسط، وهو بمعنى المدَّ، وهذا ما ستجده في كلام المفسرين، {كيف سُطِحت}: كيف بسطت وكيف مُدَّت.
فالله تعالى مدَّ الأرض، والله بسطَ الأرض، والله سطَحَ الأرض.
كل هذا بمعنى واحد، وهو المعنى الذي شرحته لك في السؤال السابق، وأضف إليه أنَّ الله يمنُّ علينا بأن جعل الأرض مبسوطة ممدودة ليسهل التنقل عليها.
الثاني: أنه لا بد أن يجمع كلام الله بعضه إلى بعض، ويستعان بلغة العرب لفهم معنى كلامه تعالى، وليس مجرد فكرتك عن معنى كلمة {سطحت}.
فافهم معنى {سطحت} في لغة العرب، وانظر كلام المفسرين المسلمين الذين فسَّروا كتاب الله، تفسيرا دينيا، وليس علميا (فلا تقلق).
ومع ذلك: فيجب عليك أن تفهم كلام الله بشرح كلام الله، فإن خير ما يفسر لك كلام الله هو كلام الله، كما يفعل المسلمون الصادقون عبر التاريخ كله، فافهم {سطحت} مع {مدت}.
الثالث: افهم {سطحت} و{مدَّت} أيضًا مع قوله تعالى {والأرض بعد ذلك دحاها}.
قال الطبري: (الدَّحو: إنما هو البسط، في كلام العرب).
ثم روى الطبري بالإسناد عن أئمة المسلمين من السلف والتابعين، قتادة والسّدي والثوري: {دحاها}: بسطها.
الرابع: أن كروية الأرض ليست معلومة عن طريق العقل فقط، بل عن طريق الحسِّ أيضًا.
فهذا أمر معلوم بالمشاهدة، وقد أمر الله أن ننظر في مخلوقاته ونتأمل فيها ونتفكر، وخص الأرض بذلك، فقال تعالى: {أفلا ينظرون}، حتى قوله تعالى: {وإلى الأرض كيف سطحت}.
فالناظر سيرى أنها على شكل كرة، والكرة لها سطح، والسطح مستوٍ، وعليها جبال تثبّت حركتها، فتصير حركتها مستقرة ليست مضطربة، ويمكن الاستدلال على كل هذا بالعقل الصحيح أيضًا.
وبذلك نعلم أن الشأن كما أخبرتك في الجواب السابق:
خاطب الله الناس بما يحسونه ويرونه، دون أن يكون ذلك معارضا لصفة مخلوقاته، فإن الله هو المتكلم بالقرآن، وهو الخالق للأكوان.
الأرض ممدودة كما قال الله، وأي إنسان في أي موضع على سطح الكرة الأرضية سيراها ممدودة أمامه.
ومعنى سحطت ودحيت: مدّت وبسطت.
والله أعلم.