قال شيخ الإسلام #ابن_تيمية - رحمه الله تعالى - في ( مجموع الفتاوى ) عن غربة الإسلام : " وقوله صلى الله عليه وسلم ( ثم يعود غريبًا كما بدأ ) أعظم ما تكون غربته إذا ارتدَّ الداخلون فيه عنه ، وقد قال تعالى: { مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةً عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةً عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ }. فهؤلاء يقيمونه إذا ارتدَّ عنه أُولئك. وكذلك بدأ غريبًا ولم يزل يقوى حتَّى انتشر. فهكذا يتغرَّب في كثير من الأمكنة والأزمنة ثم يظهر حتَّى يُقيمه الله عزَّ وجل كما كان عمر بن عبد العزيز لمَّا ولي قد تغرَّبَ كثيرٌ من الإسلام على كثير من النَّاس حتَّى كان منهم من لا يعرف تحريم الخمر!. فأظهر الله به في الإسلام ما كان غريبًا. وفي السنن: " إن الله يبعث لهذه الأمة في رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها ". والتجديد إنما يكون بعد الدروس وذاك هو غربة الإسلام. وهذا الحديث يفيد المسلم أنَّه لا يغتم بقِلَّة من يعرف حقيقة الإسلام ولا يضيق صدره بذلك ولا يكون في شك من دين الإسلام كما كان الأمر حين بدأ ".
@MorakibSc
@MorakibSc