بعض أهل الإسلام لديهم إصرار عجيب على التمسك، بوعي أو بدون وعي، بإسلام من نوع سايكس – بيكو! في الوقت الذي تتقاطر إليهم كل قوى الشر والظلم والقهر والشرك في الأرض، وتحشد لهم مرتزقتها من كل حدب وصوب، وتقاتلهم بكل قوتها، حتى أنها لا ترحم بشرا ولا شجرا ولا حجرا.
هؤلاء يتجاهلون القاعدة الشرعية التي تقول: ( وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)، (التوبة: 36)، ومع أن الآية تخاطب عامة المسلمين في الأرض، وذكرت لفظة “كافة” مرتين، إلا أن هؤلاء لا يكلون ولا يملون من التنقيب عن الرخص في فقه التحييد، والحديث عن سد الذرائع، والفتاوى العابرة للحدود!!!
حال هؤلاء؛ كحال رؤية هلال رمضان في زمن سايكس – بيكو! فقد يظهر في هذه البلد ولا يظهر في البلد المجاور، وكأن الإسلام هنا يختلف عن الإسلام هناك، والتوحيد هنا يختلف عن التوحيد هناك، والجهاد حلال على هذا وحرام على ذاك!!!!
في المقابل بدا أهل الصليب وكأنهم أكثر التزاما بالقاعدة الشرعية! فالواقع أنهم؛ إما يستوطنون العالم الإسلامي، ويهيمنون عليه، أو يقاتلون الأمة كافة في أفغانستان ومالي والصومال والعراق وسوريا واليمن وليبيا والشيشان وتركستان الشرقية وأفريقيا الوسطى وبورما …
وكذا أهل الرفض. فهم إما أنهم يخترقون العالم الإسلامي عبر طابورهم الخامس، أو يجتهدون في نشر التشيع بين المسلمين، أو يقاتلون المسلمين كافة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، أو يحضرون للقتال كما هو الحال في البحرين والجزائر ونيجيريا و …
من الطريف أن إسلاميي سايكس – بيكو، يتصرفون كما لو أنهم لا يرون إصرار أهل الصليب والرفض واليهود والملاحدة والوثنيين على عدم الاستسلام للثورات التي نجحت بإزاحة بعض الحكام، بقدر ما شرعوا في تنظيم أشرس الهجمات العسكرية والأمنية والسياسية والدبلوماسية والمالية، عبر الثورة المضادة.
يعني؛ حتى لو أزيح حاكم فلن تنتهي المشكلة، ولن ينفع فقه التحييد ولا سد الذرائع ولا هذا ولا ذلك، في رد عاديات النظام الدولي وأدواته، لاسيما وأن هؤلاء المجرمون الدوليون يعلنون حربا على الإسلام، ويصفونها بـ “الوجودية”، ولا يتخفون في إعلاناتهم، ويسفكون الدماء، ويدمرون كل شيء بلا حاجة إلى ذرائع أو روادع من أي نوع.
من مقال بدون مغالطات
د. أكرم حجازي
هؤلاء يتجاهلون القاعدة الشرعية التي تقول: ( وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)، (التوبة: 36)، ومع أن الآية تخاطب عامة المسلمين في الأرض، وذكرت لفظة “كافة” مرتين، إلا أن هؤلاء لا يكلون ولا يملون من التنقيب عن الرخص في فقه التحييد، والحديث عن سد الذرائع، والفتاوى العابرة للحدود!!!
حال هؤلاء؛ كحال رؤية هلال رمضان في زمن سايكس – بيكو! فقد يظهر في هذه البلد ولا يظهر في البلد المجاور، وكأن الإسلام هنا يختلف عن الإسلام هناك، والتوحيد هنا يختلف عن التوحيد هناك، والجهاد حلال على هذا وحرام على ذاك!!!!
في المقابل بدا أهل الصليب وكأنهم أكثر التزاما بالقاعدة الشرعية! فالواقع أنهم؛ إما يستوطنون العالم الإسلامي، ويهيمنون عليه، أو يقاتلون الأمة كافة في أفغانستان ومالي والصومال والعراق وسوريا واليمن وليبيا والشيشان وتركستان الشرقية وأفريقيا الوسطى وبورما …
وكذا أهل الرفض. فهم إما أنهم يخترقون العالم الإسلامي عبر طابورهم الخامس، أو يجتهدون في نشر التشيع بين المسلمين، أو يقاتلون المسلمين كافة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، أو يحضرون للقتال كما هو الحال في البحرين والجزائر ونيجيريا و …
من الطريف أن إسلاميي سايكس – بيكو، يتصرفون كما لو أنهم لا يرون إصرار أهل الصليب والرفض واليهود والملاحدة والوثنيين على عدم الاستسلام للثورات التي نجحت بإزاحة بعض الحكام، بقدر ما شرعوا في تنظيم أشرس الهجمات العسكرية والأمنية والسياسية والدبلوماسية والمالية، عبر الثورة المضادة.
يعني؛ حتى لو أزيح حاكم فلن تنتهي المشكلة، ولن ينفع فقه التحييد ولا سد الذرائع ولا هذا ولا ذلك، في رد عاديات النظام الدولي وأدواته، لاسيما وأن هؤلاء المجرمون الدوليون يعلنون حربا على الإسلام، ويصفونها بـ “الوجودية”، ولا يتخفون في إعلاناتهم، ويسفكون الدماء، ويدمرون كل شيء بلا حاجة إلى ذرائع أو روادع من أي نوع.
من مقال بدون مغالطات
د. أكرم حجازي