جنديان محاصرَين في حفرة لأيام
- هل تؤمن بالشر؟
- ليس هناك شراً أكبر من الطبيعة، انظر ماذا فعلت بنا، جمدتنا برداً وقتلتنا جوعاً، وارسلت علينا حشرات وزواحف من تحت الأرض، وكأنه لا يكفينا عذاباً
- لكن أعدائنا من وضعونا في هذه الحفرة
- أعدائنا سيرحموننا برصاصة في الرأس لو رأونا، ليس أعدائنا من وضعونا في الحفرة، نحن من انزلقنا فيها بسبب قلة تدريبنا وكسلنا، وشرنا نحن، لو لم أقتل ذلك الفتى لما كنت ...
- فتى؟ أي فتى؟
- (تنهد) ... كنت احسبه رجلاً، صوبت بندقيتي عليه واطلقت النار على ظهره، ولكن لم أرى وجهه، لو كنت أرى وجه كل من اقتل، لما نجوت من أي معركة، وياليتني رأيت وجهه قبل ان اقتله، على الأقل لقتلني جندي عدو ولما كنت في هذه الحفرة اللعينة ... اطلقت عليه النار ... وبعدما اطلقت عليه، التفت علي مرتعباً ... وجزعاً ... تلك العينان ... فيهما شيء ... وكأنه يقول لماذا؟ أنا جديدٌ على هذا ... لماذا اطلقت علي؟ بمجرد اني ارتدي هذا الزي اللعين؟ ... (صمت حزيناً ) وبينما كان يحتضر ، وانا اراقب عيناه وهي تنطفئ ، وروحه تغادر المكان بصعوبة ... اطلقت على رأسه، رحمةً به ... ذلك الفتى اللعين ... هو ما جعلني في هذه الحفرة في المقام الأول ... جعلني متشتتاً ... أفكر به طوال المعركة ...
- لا يصح ان تلم نفسك على هذا ... كلنا جنود لعينون ... وهذا ما نفعله ... إما نقتِل أو نقتَل ، وظيفتنا ان نموت
- هذه ليست ميتة جندي ، حفرة! تباً لهذا!
على الأقل ذلك الفتى مات ميتة جندي، وهو لم يكن جندياً أصلاً، ربما هذه هي ميتة الجندي، في حفرة لعينة، حتى يتأمل حياته وما فعله من شنائع
- هذه الحفرة تجعلني افكر، اننا في الجانب الشرير من الحرب، وتجعلني افكر اننا ربما نحن منعمون، اننا احياء على الأقل، لم نمت متقطعين إلى أشلاء، أو محترقين، أو غرقاً، ربما نحن محظوظون
- نعم، محظوظون اننا سنموت جوعاً وبرداً وربما دفناً أو لدغاً، لست معجب بهذا الخيار أيضاً، لكن لا يهم، سأقبل بأي نهاية
- حتى بقتل نفسك؟
- (صمت قليلاً) ... ربما
- ليس هناك شرفاً في ذلك
- وما الشرف في موتٍ في حفرة؟
- هل تؤمن بالشر؟
- ليس هناك شراً أكبر من الطبيعة، انظر ماذا فعلت بنا، جمدتنا برداً وقتلتنا جوعاً، وارسلت علينا حشرات وزواحف من تحت الأرض، وكأنه لا يكفينا عذاباً
- لكن أعدائنا من وضعونا في هذه الحفرة
- أعدائنا سيرحموننا برصاصة في الرأس لو رأونا، ليس أعدائنا من وضعونا في الحفرة، نحن من انزلقنا فيها بسبب قلة تدريبنا وكسلنا، وشرنا نحن، لو لم أقتل ذلك الفتى لما كنت ...
- فتى؟ أي فتى؟
- (تنهد) ... كنت احسبه رجلاً، صوبت بندقيتي عليه واطلقت النار على ظهره، ولكن لم أرى وجهه، لو كنت أرى وجه كل من اقتل، لما نجوت من أي معركة، وياليتني رأيت وجهه قبل ان اقتله، على الأقل لقتلني جندي عدو ولما كنت في هذه الحفرة اللعينة ... اطلقت عليه النار ... وبعدما اطلقت عليه، التفت علي مرتعباً ... وجزعاً ... تلك العينان ... فيهما شيء ... وكأنه يقول لماذا؟ أنا جديدٌ على هذا ... لماذا اطلقت علي؟ بمجرد اني ارتدي هذا الزي اللعين؟ ... (صمت حزيناً ) وبينما كان يحتضر ، وانا اراقب عيناه وهي تنطفئ ، وروحه تغادر المكان بصعوبة ... اطلقت على رأسه، رحمةً به ... ذلك الفتى اللعين ... هو ما جعلني في هذه الحفرة في المقام الأول ... جعلني متشتتاً ... أفكر به طوال المعركة ...
- لا يصح ان تلم نفسك على هذا ... كلنا جنود لعينون ... وهذا ما نفعله ... إما نقتِل أو نقتَل ، وظيفتنا ان نموت
- هذه ليست ميتة جندي ، حفرة! تباً لهذا!
على الأقل ذلك الفتى مات ميتة جندي، وهو لم يكن جندياً أصلاً، ربما هذه هي ميتة الجندي، في حفرة لعينة، حتى يتأمل حياته وما فعله من شنائع
- هذه الحفرة تجعلني افكر، اننا في الجانب الشرير من الحرب، وتجعلني افكر اننا ربما نحن منعمون، اننا احياء على الأقل، لم نمت متقطعين إلى أشلاء، أو محترقين، أو غرقاً، ربما نحن محظوظون
- نعم، محظوظون اننا سنموت جوعاً وبرداً وربما دفناً أو لدغاً، لست معجب بهذا الخيار أيضاً، لكن لا يهم، سأقبل بأي نهاية
- حتى بقتل نفسك؟
- (صمت قليلاً) ... ربما
- ليس هناك شرفاً في ذلك
- وما الشرف في موتٍ في حفرة؟