كلما تعلمت من شيوخي علمًا أجد أثره الكبير عليّ وعلى أقراني أجمع غاية رجائي في دعاء: يا رب لا تحرمهم أجر هذا. عندما يدهشني علم شخص وقوة حججه وبراعة حديثه وعظيم حب الناس له وتأثرهم به ودفاعهم عنه تدكّ قلبي خشية أدافعها كيف لو لم يجتز هذا الاختبار؟ القلوب بين يدي الله، الحي لا تؤمن عليه الفتنة... أرتبك من قصص الذين كان لهم باع طويل في خدمة الإسلام وقد اهتدى على يديهم الآلاف ثم ماتوا على غيره.
ولا يحضر في هذا المقام أبلغ مما دعا به ابن الجوزي -رحمه الله-:
‏"اللهم لا تجعلني جسرًا يُعبر بهِ إلى الجنة ويُلقى بي في النار"

اللهمّ ولا نحن!


‏"أخذت بأعضادهم إِذ ونوا
‏وخلّفك الجهد إذ أسرعوا

‏وأصبحت تهدي ولا تهتدي
‏وتُسمع وعظًا ولا تَسمعُ

‏فيا حجر الشحذِ حتى متى
‏تسنُّ الحديد ولا تقطعُ"


ادعوا الله تعالى أن يثبتنا على ما يرضى ويعلّق آمالنا وإجلالنا به وحده وأن ما دونه محض أسباب، وأن يثبت القدوات الذين سخرهم بفضله ليذللوا لنا سبيلاً إليه، ويجعل سيرهم إليه سهلا ويكونوا للفردوس أهلا.