📍وقفات مع سورة #الكهف - الآي(١٠٠)
#تفسير العلامة #الشنقيطي
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضًا﴾ [الكهف ١٠٠]
قَوْلُهُ: ﴿وَعَرَضْنا﴾ أيْ: أبْرَزْنا وأظْهَرْنا جَهَنَّمَ ﴿يَوْمَئِذٍ﴾، أيْ: يَوْمَ إذْ جَمَعْناهم جَمْعًا، كَما دَلَّ عَلى ذَلِكَ قَوْلُهُ قَبْلَهُ: ﴿وَنُفِخَ في الصُّورِ فَجَمَعْناهم جَمْعًا﴾ [الكهف: ٩٩]، وقالَ بَعْضُ العُلَماءِ: اللّامُ في قَوْلِهِ ”لِلْكافِرِينَ“ بِمَعْنى عَلى، أيْ: عَرَضْنا جَهَنَّمَ عَلى الكافِرِينَ، وهَذا يَشْهَدُ لَهُ القُرْآنُ في آياتٍ مُتَعَدِّدَةٍ؛ لِأنَّ العَرْضَ في القُرْآنِ يَتَعَدّى بِعَلى لا بِاللّامِ، كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلى النّارِ﴾ [الأحقاف: ٢٠]، وقَوْلِـهِ: ﴿النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وعَشِيًّا﴾ [غافر: ٤٦]، وقَوْلِـهِ تَعالى: ﴿وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا﴾ [الكهف: ٤٨]، وَنَظِيرُهُ في كَلامِ العَرَبِ مِن إتْيانِ اللّامِ بِمَعْنى ”عَلى“ البَيْتُ الَّذِي قَدَّمْناهُ في أوَّلِ سُورَةِ ”هُودٍ“، وقَدَّمْنا الِاخْتِلافَ في قائِلِهِ، وهو قَوْلُهُ:
هَتَكْتُ لَهُ بِالرُّمْحِ جَيْبَ قَمِيصِهِ فَخَرَّ صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ ولِلْفَمِ
أيْ خَرَّ صَرِيعًا عَلى اليَدَيْنِ.
وَقَدْ عُلِمَ مِن هَذِهِ الآياتِ: أنَّ النّارَ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ ويُعْرَضُونَ عَلَيْها؛ لِأنَّها تُقَرَّبُ إلَيْهِمْ ويُقَرَّبُونَ إلَيْها، كَما قالَ تَعالى في عَرْضِها عَلَيْهِمْ هُنا: ﴿وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضًا﴾ [الكهف: ١٠٠]، وقالَ في عَرْضِهِمْ عَلَيْها: ﴿وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلى النّارِ﴾ الآيَةَ [الأحقاف: ٣٤]، ونَحْوَها مِنَ الآياتِ، وقَدْ بَيَّنّا شَيْئًا مِن صِفاتِ عَرْضِهِمْ دَلَّتْ عَلَيْهِ آياتٌ أُخَرُ مِن كِتابِ اللَّهِ في الكَلامِ عَلى قَوْلِهِ تَعالى ﴿وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا﴾ [الكهف: ٤٨]، وقَوْلُ مَن قالَ: إنَّ قَوْلَهُ هُنا: ﴿وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ﴾ الآيَةَ [الكهف: ١٠٠] فِيهِ قَلْبٌ، وأنَّ المَعْنى: وعَرَضْنا الكافِرِينَ لِجَهَنَّمَ أيْ: عَلَيْها بِعِيدٌ كَما أوْضَحَهُ أبُو حَيّانَ في البَحْرِ، واللَّهُ تَعالى أعْلَمُ.
📚(ضواء البيان — محمد الأمين الشنقيطي (١٣٩٤ هـ))
#تفسير العلامة #الشنقيطي
قَوْلُهُ تَعالى: ﴿وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضًا﴾ [الكهف ١٠٠]
قَوْلُهُ: ﴿وَعَرَضْنا﴾ أيْ: أبْرَزْنا وأظْهَرْنا جَهَنَّمَ ﴿يَوْمَئِذٍ﴾، أيْ: يَوْمَ إذْ جَمَعْناهم جَمْعًا، كَما دَلَّ عَلى ذَلِكَ قَوْلُهُ قَبْلَهُ: ﴿وَنُفِخَ في الصُّورِ فَجَمَعْناهم جَمْعًا﴾ [الكهف: ٩٩]، وقالَ بَعْضُ العُلَماءِ: اللّامُ في قَوْلِهِ ”لِلْكافِرِينَ“ بِمَعْنى عَلى، أيْ: عَرَضْنا جَهَنَّمَ عَلى الكافِرِينَ، وهَذا يَشْهَدُ لَهُ القُرْآنُ في آياتٍ مُتَعَدِّدَةٍ؛ لِأنَّ العَرْضَ في القُرْآنِ يَتَعَدّى بِعَلى لا بِاللّامِ، كَقَوْلِهِ تَعالى: ﴿وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلى النّارِ﴾ [الأحقاف: ٢٠]، وقَوْلِـهِ: ﴿النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وعَشِيًّا﴾ [غافر: ٤٦]، وقَوْلِـهِ تَعالى: ﴿وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا﴾ [الكهف: ٤٨]، وَنَظِيرُهُ في كَلامِ العَرَبِ مِن إتْيانِ اللّامِ بِمَعْنى ”عَلى“ البَيْتُ الَّذِي قَدَّمْناهُ في أوَّلِ سُورَةِ ”هُودٍ“، وقَدَّمْنا الِاخْتِلافَ في قائِلِهِ، وهو قَوْلُهُ:
هَتَكْتُ لَهُ بِالرُّمْحِ جَيْبَ قَمِيصِهِ فَخَرَّ صَرِيعًا لِلْيَدَيْنِ ولِلْفَمِ
أيْ خَرَّ صَرِيعًا عَلى اليَدَيْنِ.
وَقَدْ عُلِمَ مِن هَذِهِ الآياتِ: أنَّ النّارَ تُعْرَضُ عَلَيْهِمْ ويُعْرَضُونَ عَلَيْها؛ لِأنَّها تُقَرَّبُ إلَيْهِمْ ويُقَرَّبُونَ إلَيْها، كَما قالَ تَعالى في عَرْضِها عَلَيْهِمْ هُنا: ﴿وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضًا﴾ [الكهف: ١٠٠]، وقالَ في عَرْضِهِمْ عَلَيْها: ﴿وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلى النّارِ﴾ الآيَةَ [الأحقاف: ٣٤]، ونَحْوَها مِنَ الآياتِ، وقَدْ بَيَّنّا شَيْئًا مِن صِفاتِ عَرْضِهِمْ دَلَّتْ عَلَيْهِ آياتٌ أُخَرُ مِن كِتابِ اللَّهِ في الكَلامِ عَلى قَوْلِهِ تَعالى ﴿وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا﴾ [الكهف: ٤٨]، وقَوْلُ مَن قالَ: إنَّ قَوْلَهُ هُنا: ﴿وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ﴾ الآيَةَ [الكهف: ١٠٠] فِيهِ قَلْبٌ، وأنَّ المَعْنى: وعَرَضْنا الكافِرِينَ لِجَهَنَّمَ أيْ: عَلَيْها بِعِيدٌ كَما أوْضَحَهُ أبُو حَيّانَ في البَحْرِ، واللَّهُ تَعالى أعْلَمُ.
📚(ضواء البيان — محمد الأمين الشنقيطي (١٣٩٤ هـ))