بسم الله .. الحمد لله وبعد:
الناس مع هذا الجهاد مقامات
- منهم من أقامه الله -بمنّه وفضله- في مقامات الأولياء الصالحين -على الفهم السني لمعنى الولاية- وهم المجاهدون الصادقون الذين تراهم إما في غزو أو رباط .. إما في هجوم أو في دفاع .. إما في تخطيط أو في تنفيذ .. وحتى عندما يكون الواحد منهم في الخطوط الخلفية فتراه منصرفاً بكليته في فكره ووجدانه وهمّه ونيته ويقظته ونومه، إلى هذا الجهاد وواقعه ومستقبله ومآلاته، ولا يفتر لسانه من دعاء وتضرع ورجاء أن ينصر الله المجاهدين
- ومنهم من سولت له نفسه -أو سول له من ينظّرون له- القعود عن الجهاد في أرض الجهاد، بما زينه الشيطان لهم من التأويلات والشبهات .. مما لم ينزل الله به سلطانا
- ومنهم من رضي أن يكون نصيبه من هذا الجهاد هو الإرجاف والتخذيل والتركيز على أخطاء المجاهدين وتضخيمها أضعافاً مضاعفة في صورة مطابقة لما كان يفعله من تحدثت عنهم آيات التوبة والأحزاب، ولا يستحي الواحد من هؤلاء من الكذب الصريح وبث الشائعات والأكاذيب لتتحقق فيهم بعض جوامع كلم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ قال: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت".
عبدَ الله .. أيها المسلم .. أيها المجاهد .. إن سوق الجهاد قائمة والتجارة مع الله رائجة، وقد أنعم الله عليك بنعمة الجهاد فاحفظ حق الله في هذه النعمة العظيمة بالحفاظ عليها، ولا يصرفنك عنها تخذيل المهزومين ولا إرجاف المبطلين ولا طعن الحاقدين ..
لا تجعل شبهات أصحاب الهوى من القاعدين عن الجهاد في أرض الجهاد تحول بينك وبين الجهاد والرباط وأجرهما العظيم عند مولانا الكريم
كلنا بحاجة لرحمة الله وعفوه ومغفرته ولن نجد خيرا من ساحات القتال ميدانا نتعرض فيه لرحمة الله وعفوه ومغفرته "إن السيف محاء الذنوب"
نسأله سبحانه أن يجعلنا من عباده الصالحين المجاهدين العاملين
نسأله سبحانه أن يعيذنا من الإرجاف والتخذيل ومن كل أخلاق المنافقين
نسأله سبحانه أن يعيذنا من الهوى والجهل ومن التأويلات والشبهات
اللهم كما أنعمت علينا بنعمة العيش في أرض الجهاد فأعنا على شكر هذه النعمة والمحافظة عليها إنك جواد كريم
والحمد لله رب العالمين