”قبل أن تسير في درب الفضيلة والخير، لا بد من استكشاف درب الشر وقواه فينا. فالفضيلة عند الإنسان لا تسمو لهذه القيمة العليا في التاريخ والوعي الفلسفي والحضاري ـ رغم حجم المجهول في التعريف [كما أثبت سقراط لمينو] ـ دون أن تنحتها قوى الشر.
السيف يصهر ويطرق ويصقل قبل أن يكتمل صنعه ويُعرَض بجماله الأخّاذ. فلا قيمة للفضيلة بدون القسوة والشر. والإنسان يا عزيزي يجمع بين الخير والشر في أفعاله وأفكاره وهو محاط في عالمه بهذه القوى والنزعات والرغبات منذ حين.
يقول نيتشه في العِلم المرح:
”تفحّصوا حياة الناس والشعوب الراقية والأكثر غنى، وانظروا إذا ما أمكن لشجرة تريد أن تنمو بشموخ إلى الأعلى، أن تتخلّى عن العواصف والأجواء السيّئة. يكاد من الممكن من دون هذه القيم، كالسوء والضغوط من الخارج أو الضغائن، الغيرة، العناد، سوء الظن، القسوة والطمع والشراسة، أن ينمو شيئًا كبيرًا حتى في الفضيلة؟
إن السمّ الذي يموت به نوع ضعيف جدًا ليعتبر منشّطًا للقوي بطبيعته ـ هكذا لا يأبه القوي بأن يعتبره سمًّا.“
ما أريد أن أقوله هنا، هو أنني عندما أتكلّم عن الخير والفضيلة، فأنا لا أقصد الفلسفة البكائية والتعاطف المزيّف الذي تسوّق له الإنسانوية المعاصرة. الإنسان ”الخيّر“ والمتسامح عندهم هو اللاأخلاقي عند نيتشه.
وهذا الفخ تقع فيه الاجتهادات الرواقية المعاصرة في تبنّيها لنظرة ”إنسانوية“ تجهل العقلية التي تبلورت فيها هذه الفلسفة؛ بينما لو عدنا ٢٠٠٠ سنة إلى الماضي، سنفهم أن البشر تعاملوا مع قوى الخير والشر على أنها ضرورية في رسم طريق الصراع وانتصار الإنسان على نفسه.
والميثيولوجيات القديمة تؤكّد لنا أن هذه القوى بالتوازن وباختلاله تصقل روح الإنسان وتسوقه نحو ما هو متناسق مع طبيعته ومفيد، وليست ”الإنسانية“ والرحمة والتسامح المفرط وحدها كما يفهم أغلب دعاة ”السلام“.
دون الشر، دون فهمه ودون استيعاب ضرورته وأحيانًا توظيفه، لن تصل للفضيلة. والفضيلة قد تعني عند الضرورة القسوة والضرب بيد من حديد لو اقتضى الأمر أن تناضل من أجل وجودك، شرفك، عائلتك“.
من كتابي القادم، والذي أنهيته وسأبدأ بإعادة ترتيبه وتنقيحه الأيام المقبلة. أما عن وقت النشر، فلا أعلم، حاليًا مشغول جدًا وآمل أن تصبروا علي.
السيف يصهر ويطرق ويصقل قبل أن يكتمل صنعه ويُعرَض بجماله الأخّاذ. فلا قيمة للفضيلة بدون القسوة والشر. والإنسان يا عزيزي يجمع بين الخير والشر في أفعاله وأفكاره وهو محاط في عالمه بهذه القوى والنزعات والرغبات منذ حين.
يقول نيتشه في العِلم المرح:
”تفحّصوا حياة الناس والشعوب الراقية والأكثر غنى، وانظروا إذا ما أمكن لشجرة تريد أن تنمو بشموخ إلى الأعلى، أن تتخلّى عن العواصف والأجواء السيّئة. يكاد من الممكن من دون هذه القيم، كالسوء والضغوط من الخارج أو الضغائن، الغيرة، العناد، سوء الظن، القسوة والطمع والشراسة، أن ينمو شيئًا كبيرًا حتى في الفضيلة؟
إن السمّ الذي يموت به نوع ضعيف جدًا ليعتبر منشّطًا للقوي بطبيعته ـ هكذا لا يأبه القوي بأن يعتبره سمًّا.“
ما أريد أن أقوله هنا، هو أنني عندما أتكلّم عن الخير والفضيلة، فأنا لا أقصد الفلسفة البكائية والتعاطف المزيّف الذي تسوّق له الإنسانوية المعاصرة. الإنسان ”الخيّر“ والمتسامح عندهم هو اللاأخلاقي عند نيتشه.
وهذا الفخ تقع فيه الاجتهادات الرواقية المعاصرة في تبنّيها لنظرة ”إنسانوية“ تجهل العقلية التي تبلورت فيها هذه الفلسفة؛ بينما لو عدنا ٢٠٠٠ سنة إلى الماضي، سنفهم أن البشر تعاملوا مع قوى الخير والشر على أنها ضرورية في رسم طريق الصراع وانتصار الإنسان على نفسه.
والميثيولوجيات القديمة تؤكّد لنا أن هذه القوى بالتوازن وباختلاله تصقل روح الإنسان وتسوقه نحو ما هو متناسق مع طبيعته ومفيد، وليست ”الإنسانية“ والرحمة والتسامح المفرط وحدها كما يفهم أغلب دعاة ”السلام“.
دون الشر، دون فهمه ودون استيعاب ضرورته وأحيانًا توظيفه، لن تصل للفضيلة. والفضيلة قد تعني عند الضرورة القسوة والضرب بيد من حديد لو اقتضى الأمر أن تناضل من أجل وجودك، شرفك، عائلتك“.
من كتابي القادم، والذي أنهيته وسأبدأ بإعادة ترتيبه وتنقيحه الأيام المقبلة. أما عن وقت النشر، فلا أعلم، حاليًا مشغول جدًا وآمل أن تصبروا علي.