ه أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء
وإن قرأ ودعا كان حسنًا
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة: لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة، والقراءة، والدعاء، والتفكر، وهذا أفضل الأعمال، وأكملها في ليالي العشر وغيرها...
يبقى ممكن يكون لك صلاة مخصوصة تخلو فيها بربك
تدعوه وتناجيه في سجودك ولحظات قربك منه وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد
وتتلو كلامه الذي به شرف هذه الليلة
نعم.... هذه هي الحقيقة التي ربما يغفل عنها البعض
شرف هذه الليلة بل شرف الشهر كله بسبب القرآن
"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن"
"إنا أنزلناه في ليلة القدر"
"إنا أنزلناه في ليلة مباركة"
المشترك = الإنزال
إنزال القرآن
يبقى من الأعمال المهمة أيضا في هذه الليلة أن يكون لك حظ من القرآن تلاوة
سماع
تدبر
عمل
الاحتفاء بهذه الليلة = احتفاء بالقرآن
فأين احتفاؤك به؟
يبقى قيام وقرآن ودعاء
بس كدة؟
مافيش أعمال تانية؟
طبعا فيه
الليلة دي كما ذهب فريق من أهل العلم = ليلة مضاعفة استثنائية
خير من ألف شهر زي ما قلنا
ليلة يتجلى فيها معنى اسم الله الشكور وعطائه الجزيل لعباده
فقالوا أن أي عمل صالح يرجى مضاعفته في تلك الليلة
بر والدين
صدقة وإنفاق
ذكر وتبتل
صلة رحم
سعي في حاجة أخيك ومنفعة الناس
وعفو وتصافح وتصفية قلب
وتلك الأخيرة بالذات لها قيمة مخصوصة ليلة القدر
اطلع كدة كم سطر وتأمل أول حديث ذكرته لك
شوف لفظ "فتلاحى فلان وفلان"
تنازع
تخاصم
شجار وقع بين اثنين من الصحابة رضي الله عنهم
قيل هما كعب بن مالك وعبد الله بن أبي حدرد
فرُفعت!
يا إلهي...
أي مخاطرة تلك التي يخاطرها المشاحنون وقاطعو الأرحام في تلك الليلة
رسول الله ﷺ بين خير من مشى على الأرض بعد الأنبياء ويقول رُفعت
قيل رفع العلم بموعدها
وقيل رفع فضلها ذلك العام
أي شؤم للتدابر والتباغض والتشاحن أكثر من هذا
يبقى نقدر نقول إن من الأعمال الجميلة في تلك الليالي أو الاستعداد لها = السلام
هي ليلة سلام
السلام من خصائصها
ومن مقاصدها
التصافح والتغافر
والعفو
"ألا تحبون أن يغفر الله لكم"
طيب هل ينفع كل ده برة المساجد؟
ظاهر الأحاديث كلها أنه ينفع
صحيح أن السنة المؤكدة أن يكون الأصل في تلك الليالي = العكوف في المسجد الذي أشبهه كل عام بغرفة العناية المركزة
لكن نصوص أغلب الأحاديث مطلقة زي ما شوفنا
بس مافيش مانع لو ما وفقناش السنة دي للاعتكاف إننا نتشبه بحال العاكفين من خلوة للعبادة وتركيز فيها
ألا تعتقد أن موعد دخول القلب إلى تلك الخلوة الإيمانية قد حان؟
القلب الذى عانى طويلا من أمراض متتابعة تضعفه و تكسوه بطبقة سميكة من الران الذى يحجب عنه نور الوحى = لابد له من وقفة
إن الإيمان ليبلى فى هذا القلب كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه و سلم ويحتاج منا إلى أن نتعهده بالرعاية و العناية
الانقطاع عن العوائق و العلائق و التفرغ للقلب
الاعتكاف من أهم فوائده ومقاصده وضع القلب تحت وسائل الإنعاش وأن يتصل بممدات الحياة من قرآن ذكر و قيام وانقطاع عن الغفلات والملهيات
أن يعكف القلب قبل البدن لمدة عشرة أيام بعيدا عن منابع الشهوات ومهاوى الفتن
عندئذ يتلذذ القلب باتصاله بوسائل إنعاشه و أجهزة استشفائه
كم نحتاج إلى تلك البيئة المعقمة التى يتعافى فيها القلب إن شاء الله
أخيرا سأختم لك بنصيحة أظن أنها قد تشكل فارقا محوريا في هذه الليالي بالذات
إذا استشعرت تأخرا فى الفتوحات الإيمانية أو افتقدت التقلب فى خاشع الدمعات بينما تجد إلى جوارك من يكادون يذوبون تأثرا و خشية ويسمون فى معالى الخشوع و التلذذ بالعبادة
فالحقيقة أن هذا قد يكون اختبارا تحتاج لأن تفهمه وتدرك أبعاده
يا عزيزي ليس شرطا أن تكون هذه علامة قسوة قلب أو دليلا على احتجاب القبول أو انعدام رضا الرب ﷻ
إن الاختبار قد يكون ها هنا للصدق و ليجيب الإنسان سؤالا حرجا عن أولويات نياته و ترتيب مقاصده
هل أعبده لأرضى أم ليرضى
هل أتهجد فقط لأتلذذ و أستمتع أم أقنت من الليل ساجدا و قائما حذرا من عذاب الآخرة و رجاء رحمة ربه
إن التلذذ و الاستمتاع بالعبادة و البكاء من خشية الله و مشاعر السمو و أحاسيس العلو فى سماوات التذلل و التقلب فى درجات الخشوع و الإخبات هى بلا شك من فتوحات العبودية و بركات القنوت و فيوضات الركوع و السجود
لكن النية الأعظم و المقصد الأسمى للعبادة و العمل الصالح هو إرضاؤه
أن يرضى و يغفر هذا هو الفوز سواءا جاء الاستمتاع و حضرت اللذة أو تأخرت
أن هنا لترضيه
لتعبده وتلتمس عفوه
والمهم أن تبقى على الباب
ألا تكل أو تمل حتى إذا استبطأت حضور تلك المشاعر
إن هذا لمعيار صدق نفيس
و لو نظرت فيما روى من حال أويس القرنى رحمه الله لوجدت أنموذجا بديعا على تفضيل رضا الله على ميل النفس
فالرجل أسلم و عاصر النبى صلى الله عليه و سلم - كما فى الإصابة لابن حجر- و كان يستطيع اللحاق بالحبيب و التنعم بصحبته و لا شك أن هذا أمتع للمحب من المكث ب
وإن قرأ ودعا كان حسنًا
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة: لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة، والقراءة، والدعاء، والتفكر، وهذا أفضل الأعمال، وأكملها في ليالي العشر وغيرها...
يبقى ممكن يكون لك صلاة مخصوصة تخلو فيها بربك
تدعوه وتناجيه في سجودك ولحظات قربك منه وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد
وتتلو كلامه الذي به شرف هذه الليلة
نعم.... هذه هي الحقيقة التي ربما يغفل عنها البعض
شرف هذه الليلة بل شرف الشهر كله بسبب القرآن
"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن"
"إنا أنزلناه في ليلة القدر"
"إنا أنزلناه في ليلة مباركة"
المشترك = الإنزال
إنزال القرآن
يبقى من الأعمال المهمة أيضا في هذه الليلة أن يكون لك حظ من القرآن تلاوة
سماع
تدبر
عمل
الاحتفاء بهذه الليلة = احتفاء بالقرآن
فأين احتفاؤك به؟
يبقى قيام وقرآن ودعاء
بس كدة؟
مافيش أعمال تانية؟
طبعا فيه
الليلة دي كما ذهب فريق من أهل العلم = ليلة مضاعفة استثنائية
خير من ألف شهر زي ما قلنا
ليلة يتجلى فيها معنى اسم الله الشكور وعطائه الجزيل لعباده
فقالوا أن أي عمل صالح يرجى مضاعفته في تلك الليلة
بر والدين
صدقة وإنفاق
ذكر وتبتل
صلة رحم
سعي في حاجة أخيك ومنفعة الناس
وعفو وتصافح وتصفية قلب
وتلك الأخيرة بالذات لها قيمة مخصوصة ليلة القدر
اطلع كدة كم سطر وتأمل أول حديث ذكرته لك
شوف لفظ "فتلاحى فلان وفلان"
تنازع
تخاصم
شجار وقع بين اثنين من الصحابة رضي الله عنهم
قيل هما كعب بن مالك وعبد الله بن أبي حدرد
فرُفعت!
يا إلهي...
أي مخاطرة تلك التي يخاطرها المشاحنون وقاطعو الأرحام في تلك الليلة
رسول الله ﷺ بين خير من مشى على الأرض بعد الأنبياء ويقول رُفعت
قيل رفع العلم بموعدها
وقيل رفع فضلها ذلك العام
أي شؤم للتدابر والتباغض والتشاحن أكثر من هذا
يبقى نقدر نقول إن من الأعمال الجميلة في تلك الليالي أو الاستعداد لها = السلام
هي ليلة سلام
السلام من خصائصها
ومن مقاصدها
التصافح والتغافر
والعفو
"ألا تحبون أن يغفر الله لكم"
طيب هل ينفع كل ده برة المساجد؟
ظاهر الأحاديث كلها أنه ينفع
صحيح أن السنة المؤكدة أن يكون الأصل في تلك الليالي = العكوف في المسجد الذي أشبهه كل عام بغرفة العناية المركزة
لكن نصوص أغلب الأحاديث مطلقة زي ما شوفنا
بس مافيش مانع لو ما وفقناش السنة دي للاعتكاف إننا نتشبه بحال العاكفين من خلوة للعبادة وتركيز فيها
ألا تعتقد أن موعد دخول القلب إلى تلك الخلوة الإيمانية قد حان؟
القلب الذى عانى طويلا من أمراض متتابعة تضعفه و تكسوه بطبقة سميكة من الران الذى يحجب عنه نور الوحى = لابد له من وقفة
إن الإيمان ليبلى فى هذا القلب كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه و سلم ويحتاج منا إلى أن نتعهده بالرعاية و العناية
الانقطاع عن العوائق و العلائق و التفرغ للقلب
الاعتكاف من أهم فوائده ومقاصده وضع القلب تحت وسائل الإنعاش وأن يتصل بممدات الحياة من قرآن ذكر و قيام وانقطاع عن الغفلات والملهيات
أن يعكف القلب قبل البدن لمدة عشرة أيام بعيدا عن منابع الشهوات ومهاوى الفتن
عندئذ يتلذذ القلب باتصاله بوسائل إنعاشه و أجهزة استشفائه
كم نحتاج إلى تلك البيئة المعقمة التى يتعافى فيها القلب إن شاء الله
أخيرا سأختم لك بنصيحة أظن أنها قد تشكل فارقا محوريا في هذه الليالي بالذات
إذا استشعرت تأخرا فى الفتوحات الإيمانية أو افتقدت التقلب فى خاشع الدمعات بينما تجد إلى جوارك من يكادون يذوبون تأثرا و خشية ويسمون فى معالى الخشوع و التلذذ بالعبادة
فالحقيقة أن هذا قد يكون اختبارا تحتاج لأن تفهمه وتدرك أبعاده
يا عزيزي ليس شرطا أن تكون هذه علامة قسوة قلب أو دليلا على احتجاب القبول أو انعدام رضا الرب ﷻ
إن الاختبار قد يكون ها هنا للصدق و ليجيب الإنسان سؤالا حرجا عن أولويات نياته و ترتيب مقاصده
هل أعبده لأرضى أم ليرضى
هل أتهجد فقط لأتلذذ و أستمتع أم أقنت من الليل ساجدا و قائما حذرا من عذاب الآخرة و رجاء رحمة ربه
إن التلذذ و الاستمتاع بالعبادة و البكاء من خشية الله و مشاعر السمو و أحاسيس العلو فى سماوات التذلل و التقلب فى درجات الخشوع و الإخبات هى بلا شك من فتوحات العبودية و بركات القنوت و فيوضات الركوع و السجود
لكن النية الأعظم و المقصد الأسمى للعبادة و العمل الصالح هو إرضاؤه
أن يرضى و يغفر هذا هو الفوز سواءا جاء الاستمتاع و حضرت اللذة أو تأخرت
أن هنا لترضيه
لتعبده وتلتمس عفوه
والمهم أن تبقى على الباب
ألا تكل أو تمل حتى إذا استبطأت حضور تلك المشاعر
إن هذا لمعيار صدق نفيس
و لو نظرت فيما روى من حال أويس القرنى رحمه الله لوجدت أنموذجا بديعا على تفضيل رضا الله على ميل النفس
فالرجل أسلم و عاصر النبى صلى الله عليه و سلم - كما فى الإصابة لابن حجر- و كان يستطيع اللحاق بالحبيب و التنعم بصحبته و لا شك أن هذا أمتع للمحب من المكث ب