الليلُ يَسكُنُ في الدُنا ويُخيّـمُ
والكَوْنُ بالصَمتِ المُريب مُسوّمُ
واليأس عاتٍ والمآسي جمّةٌ
والنفسُ مِن أعماقِها تَستَفِهِمُ
حرفي ذوى كيف الفصاحةُ بعده
لُغتِي يُقاتِلُها الزمانُ الأبكمُ
من أينِ يفتخر القصيد ويرتدي
لحنَ الإباء وأُمّتي تَستَلِمُ
أم كيف يفخرُ والمَواجِعُ ثرّةٌ
ورؤى نَزيفُ جِراحِها تَتشاءمُ
هذا هو التاريخ يروي مَجدنا
ويُعِيدُ مَاضينا فما يَتلَعْثمُ
يَختالُ في زَهْوٍ ويَشهدُ أنّنا
رُغمَ المَصائب أُمَّةٌ لا تُهزَمُ
فإذا رآنا ظَلَّ يَبكِي ناعيًا
زَمنَ الإباءِ ووَجهُه مُتجَهِّـمُ
يا أيّها التاريخُ سَلنِي ما دَهَى
راعي الشُعوبِ فباتَ يَغفُلُ عنهُمُ
سَلنِي عن الأوطان كيف تَمزّقَتْ
إذ ما خلا من سَاحِهنّ مُقاوِمُ
سَلني عن الرَكبِ الشَريدِ أمَا لهُ
مِن وِجهةٍ يَعدُو لها ويُـيمَّـمُ
سَلني عن الزُوَّار للأقصَى فهل
جاؤوا له قبل الضَياع يُسلِّموا؟
سَلنِي عن الأطفالِ غَابَ مُعيلهمْ
في عالمـِ المَوْتَى ، لماذا يُتّمُوا؟
إني لأسمَعُ للقَوافِي وَقْعَها
نَغَـمًا وأسمعُ للرَصاصِ تَـرَنُّمُ
وأرَى العُروبةَ وَيْحَها ! لم تَرعوِي
رَقصَتْ على أَلحانِ حَربٍ تُؤلِمُ
وأرى الضَحايا مُزِّقَتْ أشلاؤُها
وأرى السُفوحَ وقد جَرَى فيها الدَمُ
وأرى الأَبيَّ هو السَجينُ بمَوْطنِي
أمّا الطَليقُ الحُرُّ فهْو المُجرِمُ
هَذِي بلادُ المسُلمين مَساجدٌ
ومآذنٌ تَهوِي ، وصَرَحٌ يُهدَمُ
كَشمير تَرقَبُ فارسًا يبدي لها
نَصرًا يُضِيءُ دُجَى مَساها المُعتِمُ
بُورمَا تَستَجدِي أُناسًا ما بهم
مِن غَزنويّ يُرتَجَى أو يُرحَمُ
قَتَلَ العَدا جَمعًا يُوحِّدُ رَبَّه
والنارَ في أجسامِهم قد أَضَرمُوا
وصَدَى أنينِ أَحبّتي يَحكِي لنا
مَأساةَ أرضٍ عَاث فيها الظالِمُ
وابُـؤسها تلك الرُبوعُ فكم بها
من غادةٍ وعَفيفةٍ تَستَعصِمُ
انظُرْ تَرَى المِليارَ كيف تَخَاذَلُوا
سَمِعُوا النِدا لَكنّهم قد أُلجِمُوا
وتَرَى الهَوان وقد أناخَ بدَارِهمْ
وترَى القُوَى خارَتْ وكُلّ َالمِعصَمُ
وتأمّلْ القُدسَ الحَزينةَ كي تَرَى
في المَسجدِ الأقصَى عَدوٌّ جاثِمُ
مِن أين تُنصَرُ أُمّةٌ تأبَى العُلا
وعلى بلاد الأنبياء تُساوِمُ؟
من أين تُنصَرُ أُمّةٌ ذا حالِها
تَهوَى العَذابَ وتَستَطِيبَ العَلْقَمُ
فَتياتُها أخذَتْ تَحِيدُ عن الهُدَى
وشَبابُها بحُطامـِ دُنيا مُغْرَمُ
والبِدعةُ انتشَرتْ وليس يُبيدُها
تَيميّـة المِعطاءُ وابنُ القَيّمُ
كم نَاعِقٍ زَعَمَ السُفورِ كَرامةً
ويَظلُّ يَدعُو للخَنا لا يَسأْمُ
كم مِن بَغيٍّ رامَ نَزعَ عَقيدةٍ
غرّاء تَهدي مَنْ غَوُوْا أو مَنْ عَمُوا
أفبَعدَ ذا نَدعُو الإلهَ ونبتغي
مِن عِندِه النَصرَ المُؤزَّرَ يَقدُمُ؟
لا ، لن نَرَى وَجهَ الحقيقة بازغًا
مادام يَغشَانا الظَلامُ القَاتِمُ
فالله ليس مُغيّرًا قَوْمًا طَغُوْا
حتى يَهمُّوا بالصَلاحِ ويُسلِمُوا
فمتَى نَرَى نَجلَ المُثنَّى هَاتِفًا :
تِـهْ أيّها التَارِيخُ ؛ إنّي مُسلِمُ
أنا قِصّةٌ من أَحرفِ النُور الذي
دانَتْ له شَمسُ الضُحَى والأَنْجُمُ
أنا مُقْـلَـةٌ تَسقِي الرُبُوعَ بمَائِها
لتَرَى البلادَ خَريطةً تَتبسَّـمُ
أنا صَرخةٌ دَوَّتْ بآفاقِ الفَضا
وسَرَتْ به كيْمَا يَفِيقُ العالَمُ
أنا مَنْ أخوضُ الحَربَ وهْي شَديدةٌ
وأَرُومُها ، والخيلُ عنها تُحجَمُ
أنا بُغيَتِي عند النِزالِ شَهادةٌ
أُعطَى بها الفِردَوْسَ فيها أَنْعَمُ
أو نَصرَ دِيني فهْو غايةُ مُهجتِي
حتى يَدينَ له العَدوُّ الغاشِمُ
حَسبِي مِن الدُنيا بأنّي مُسلِمٌ
لله والإسلامِ أحيا خَادِمُ
- للمُنشد : سُرور الرُوقي .
والكَوْنُ بالصَمتِ المُريب مُسوّمُ
واليأس عاتٍ والمآسي جمّةٌ
والنفسُ مِن أعماقِها تَستَفِهِمُ
حرفي ذوى كيف الفصاحةُ بعده
لُغتِي يُقاتِلُها الزمانُ الأبكمُ
من أينِ يفتخر القصيد ويرتدي
لحنَ الإباء وأُمّتي تَستَلِمُ
أم كيف يفخرُ والمَواجِعُ ثرّةٌ
ورؤى نَزيفُ جِراحِها تَتشاءمُ
هذا هو التاريخ يروي مَجدنا
ويُعِيدُ مَاضينا فما يَتلَعْثمُ
يَختالُ في زَهْوٍ ويَشهدُ أنّنا
رُغمَ المَصائب أُمَّةٌ لا تُهزَمُ
فإذا رآنا ظَلَّ يَبكِي ناعيًا
زَمنَ الإباءِ ووَجهُه مُتجَهِّـمُ
يا أيّها التاريخُ سَلنِي ما دَهَى
راعي الشُعوبِ فباتَ يَغفُلُ عنهُمُ
سَلنِي عن الأوطان كيف تَمزّقَتْ
إذ ما خلا من سَاحِهنّ مُقاوِمُ
سَلني عن الرَكبِ الشَريدِ أمَا لهُ
مِن وِجهةٍ يَعدُو لها ويُـيمَّـمُ
سَلني عن الزُوَّار للأقصَى فهل
جاؤوا له قبل الضَياع يُسلِّموا؟
سَلنِي عن الأطفالِ غَابَ مُعيلهمْ
في عالمـِ المَوْتَى ، لماذا يُتّمُوا؟
إني لأسمَعُ للقَوافِي وَقْعَها
نَغَـمًا وأسمعُ للرَصاصِ تَـرَنُّمُ
وأرَى العُروبةَ وَيْحَها ! لم تَرعوِي
رَقصَتْ على أَلحانِ حَربٍ تُؤلِمُ
وأرى الضَحايا مُزِّقَتْ أشلاؤُها
وأرى السُفوحَ وقد جَرَى فيها الدَمُ
وأرى الأَبيَّ هو السَجينُ بمَوْطنِي
أمّا الطَليقُ الحُرُّ فهْو المُجرِمُ
هَذِي بلادُ المسُلمين مَساجدٌ
ومآذنٌ تَهوِي ، وصَرَحٌ يُهدَمُ
كَشمير تَرقَبُ فارسًا يبدي لها
نَصرًا يُضِيءُ دُجَى مَساها المُعتِمُ
بُورمَا تَستَجدِي أُناسًا ما بهم
مِن غَزنويّ يُرتَجَى أو يُرحَمُ
قَتَلَ العَدا جَمعًا يُوحِّدُ رَبَّه
والنارَ في أجسامِهم قد أَضَرمُوا
وصَدَى أنينِ أَحبّتي يَحكِي لنا
مَأساةَ أرضٍ عَاث فيها الظالِمُ
وابُـؤسها تلك الرُبوعُ فكم بها
من غادةٍ وعَفيفةٍ تَستَعصِمُ
انظُرْ تَرَى المِليارَ كيف تَخَاذَلُوا
سَمِعُوا النِدا لَكنّهم قد أُلجِمُوا
وتَرَى الهَوان وقد أناخَ بدَارِهمْ
وترَى القُوَى خارَتْ وكُلّ َالمِعصَمُ
وتأمّلْ القُدسَ الحَزينةَ كي تَرَى
في المَسجدِ الأقصَى عَدوٌّ جاثِمُ
مِن أين تُنصَرُ أُمّةٌ تأبَى العُلا
وعلى بلاد الأنبياء تُساوِمُ؟
من أين تُنصَرُ أُمّةٌ ذا حالِها
تَهوَى العَذابَ وتَستَطِيبَ العَلْقَمُ
فَتياتُها أخذَتْ تَحِيدُ عن الهُدَى
وشَبابُها بحُطامـِ دُنيا مُغْرَمُ
والبِدعةُ انتشَرتْ وليس يُبيدُها
تَيميّـة المِعطاءُ وابنُ القَيّمُ
كم نَاعِقٍ زَعَمَ السُفورِ كَرامةً
ويَظلُّ يَدعُو للخَنا لا يَسأْمُ
كم مِن بَغيٍّ رامَ نَزعَ عَقيدةٍ
غرّاء تَهدي مَنْ غَوُوْا أو مَنْ عَمُوا
أفبَعدَ ذا نَدعُو الإلهَ ونبتغي
مِن عِندِه النَصرَ المُؤزَّرَ يَقدُمُ؟
لا ، لن نَرَى وَجهَ الحقيقة بازغًا
مادام يَغشَانا الظَلامُ القَاتِمُ
فالله ليس مُغيّرًا قَوْمًا طَغُوْا
حتى يَهمُّوا بالصَلاحِ ويُسلِمُوا
فمتَى نَرَى نَجلَ المُثنَّى هَاتِفًا :
تِـهْ أيّها التَارِيخُ ؛ إنّي مُسلِمُ
أنا قِصّةٌ من أَحرفِ النُور الذي
دانَتْ له شَمسُ الضُحَى والأَنْجُمُ
أنا مُقْـلَـةٌ تَسقِي الرُبُوعَ بمَائِها
لتَرَى البلادَ خَريطةً تَتبسَّـمُ
أنا صَرخةٌ دَوَّتْ بآفاقِ الفَضا
وسَرَتْ به كيْمَا يَفِيقُ العالَمُ
أنا مَنْ أخوضُ الحَربَ وهْي شَديدةٌ
وأَرُومُها ، والخيلُ عنها تُحجَمُ
أنا بُغيَتِي عند النِزالِ شَهادةٌ
أُعطَى بها الفِردَوْسَ فيها أَنْعَمُ
أو نَصرَ دِيني فهْو غايةُ مُهجتِي
حتى يَدينَ له العَدوُّ الغاشِمُ
حَسبِي مِن الدُنيا بأنّي مُسلِمٌ
لله والإسلامِ أحيا خَادِمُ
- للمُنشد : سُرور الرُوقي .