💢حكاية الطفل الذي علمني فن الدعاء..!💢
في مسجدٍ مميز، وسطَ المدينة التي أعيشُ فيها، التقيتُ بطفلٍ أعجَميّ، مسلمٌ من الباكستان، أتانِي بعدَ الصّلاة يُوزّع على المصلّينَ دهنةَ عطرٍ عربِيّ، يمُرُّ على الصّفوفِ سريعًا ويحمل أجمل ابتسامةٍ رأيتُها ذاتَ يوم، حينَ انتهى الصّف نادَيتُه حتى أشكره، فرفَعَ يده معتذرًا لانشغاله وركض، تابعتُه بعيني حتّى جَلَسَ حيث ينتهي الصّف بجانب والده رافعًا يده يؤمّن على دعاء أبيه.
انتظرتُ نهاية جلالِ المشهد، حتّى أذهَبَ لأشكره بشغفٍ أكبر، تساءلتُ في نَفسي، أن ما سِرُّ هذا الجمال الذي وضَعَهُ الله في نفسي لذاكَ الصّبي وازدادَ حينَ انقادَ لمهمّته، سلّمتُ عليهما وجلست
- لمَ اعتَذَرت ولَم تأتِ إليّ؟ وعقدتُ جبيني مُمازحًا إياه.
- ابتسم والده ثم أجابَني في ما معناه: أنّ الصّلاة مخاطبةُ العَبدِ لربّه وتعطير الرّوح هناك، وبعد الصّلاةِ نخاطبُ النّاس، نُسلّم باليد ونُعَطّر البَدَن، وبعدها نعودُ للأصل، الدعاء حمدًا أن وَهَبَنا الله لحظةَ سرورٍ على قلبِ مُسلم، و في الدعاء شُكر.
= يُعلّم الفتى في المسجد.
• اللحظات إنبات، كلّها لله، وإن كانَ بعضُها مع البشر.
• اعتذارُ الفتى ورحيله فيه فهمٌ جميييل لترتيب الأوليات
• ما كانَ لله دامَ واتّصل، لذلك قال نعودُ للأصل.
• سرعة إقبال الفتى على أبيه.. برّ
• رفع يد الفتى في الدّعاء.. تهذيب
• العطر، غرسٌ ظاهر
• الدعاء، غرسٌ خَفِيّ
سقَتَ قلبي تلك المفاهيم، و والله ما تذكّرتُ إِلَّا هذه الآية وأظنّها تشرح ما وضع الله في قلبيهما، من خفاء السّر، وجلال الأثر.
(فسَقَى لَهُما ثمّ تَوَلّى إلى الظِّلّ فقالَ رَبّ إنّي لِما أنزَلتَ إلَيَّ مِن خَيرٍ فَقِير)
عَلّمَني.. ثمّ تَوَلّى إلى الظِّل 🌼
#تمكين
في مسجدٍ مميز، وسطَ المدينة التي أعيشُ فيها، التقيتُ بطفلٍ أعجَميّ، مسلمٌ من الباكستان، أتانِي بعدَ الصّلاة يُوزّع على المصلّينَ دهنةَ عطرٍ عربِيّ، يمُرُّ على الصّفوفِ سريعًا ويحمل أجمل ابتسامةٍ رأيتُها ذاتَ يوم، حينَ انتهى الصّف نادَيتُه حتى أشكره، فرفَعَ يده معتذرًا لانشغاله وركض، تابعتُه بعيني حتّى جَلَسَ حيث ينتهي الصّف بجانب والده رافعًا يده يؤمّن على دعاء أبيه.
انتظرتُ نهاية جلالِ المشهد، حتّى أذهَبَ لأشكره بشغفٍ أكبر، تساءلتُ في نَفسي، أن ما سِرُّ هذا الجمال الذي وضَعَهُ الله في نفسي لذاكَ الصّبي وازدادَ حينَ انقادَ لمهمّته، سلّمتُ عليهما وجلست
- لمَ اعتَذَرت ولَم تأتِ إليّ؟ وعقدتُ جبيني مُمازحًا إياه.
- ابتسم والده ثم أجابَني في ما معناه: أنّ الصّلاة مخاطبةُ العَبدِ لربّه وتعطير الرّوح هناك، وبعد الصّلاةِ نخاطبُ النّاس، نُسلّم باليد ونُعَطّر البَدَن، وبعدها نعودُ للأصل، الدعاء حمدًا أن وَهَبَنا الله لحظةَ سرورٍ على قلبِ مُسلم، و في الدعاء شُكر.
= يُعلّم الفتى في المسجد.
• اللحظات إنبات، كلّها لله، وإن كانَ بعضُها مع البشر.
• اعتذارُ الفتى ورحيله فيه فهمٌ جميييل لترتيب الأوليات
• ما كانَ لله دامَ واتّصل، لذلك قال نعودُ للأصل.
• سرعة إقبال الفتى على أبيه.. برّ
• رفع يد الفتى في الدّعاء.. تهذيب
• العطر، غرسٌ ظاهر
• الدعاء، غرسٌ خَفِيّ
سقَتَ قلبي تلك المفاهيم، و والله ما تذكّرتُ إِلَّا هذه الآية وأظنّها تشرح ما وضع الله في قلبيهما، من خفاء السّر، وجلال الأثر.
(فسَقَى لَهُما ثمّ تَوَلّى إلى الظِّلّ فقالَ رَبّ إنّي لِما أنزَلتَ إلَيَّ مِن خَيرٍ فَقِير)
عَلّمَني.. ثمّ تَوَلّى إلى الظِّل 🌼
#تمكين