لَمّا رأَيتُ اللَيلَ سَدَّ طَريقَهُ
عَنّي وَعَذَبَّني الظَلامُ الراكِدُ
وَالنَجمَ في كَبِدِ السَماءِ كَأَنَّهُ
أَعمى تَحَيَّرَ ما لَدَيهِ قائِدُ
نادَيتُ مَن طَرَدَ الرُقادَ بِنَومِهِ
عَمّا أُعالِجُ وَهوَ خِلوٌ هاجِدُ
يا ذا الَّذي صَدَعَ الفُؤادَ بِصَدِّهِ
أَنتَ البَلاءُ طَريفُهُ وَالتالِدُ
أَلقَيتَ بَينَ جُفونِ عَيني فُرقَةً
فَإِلى مَتى أَنا ساهِرٌ يا راقِدُ
وَإِلى مَتى أَبكي وَتَضحَكُ لاهياً
عَنّي وَأُدني في الهَوى وَتُباعِدُ
وَإِلى مَتى أَنا هاتِفٌ بِكَ في دُجىً
أَبكي إِلَيكَ وَأَشتَكي وَأُناشِدُ
اُردُد رُقادي ثُمَّ نَم في غِبطَةٍ
إِنّي اُمرُؤٌ سَهَري لِنَومِكَ حاسِدُ
يَقَعُ البَلاءُ وَيَنقَضي عَن أَهلِهِ
وَبَلاءُ حُبِّكَ كُلَّ يَومٍ زائِدُ
أَنّى أَصيدُ وَما لِمِثلي قُوَّةٌ
ظَبياً يَموتُ إِذا رآهُ الصائِدُ.