يرى البعض أن النقد اليميني للرأسمالية هو نقد اقتصادي بحت، في حين أنه في الواقع نقد مبني على جوانب مختلفة، معظمها ثقافي واجتماعي وحضاري، وهذا النقد يشمل جميع الأيديولوجيات الاقتصادوية سواء كانت رأسمالية أو اشتراكية . تعتمد النماذج الاقتصادية بطبيعتها على الأدلة والإحصاءات والطرق القائمة على رد مختلف العوامل الي جانبها الإقتصادي، مما يجعل من الصعب الحديث عن الجوانب الثقافية والاجتماعية والفنية، وبالتالي فإن سيطرة هذه العقلية الاقتصادوية تميل إلى تهميش هذه الجوانب أو اختزالهم إلى جوانبهم الاقتصادية، وهذا يؤدي إلى عقلية تتعامل مع جميع جوانب الحياة علي انها إن معادلة ربح أو خسارة اختزالية تهمش الأمور التي يصعب اختزالها إلى أرقام وإحصائيات بسيطة. لهذا يمكن القول أن تراجع الإنتاج الثقافي والفني مرتبط بازدهار الاقتصادوية، التي حولت الإنسان إلى حيوان منحط لا يهتم إلا بالراحة والثراء المادي. كل هذا نتيجة سيطرة عقلية وأخلاق التاجر النفعية والعواقبية، تلك التي لا تعرف إلا الربح والخسارة بمعناهما الاقتصادي، وهذا أمر قاتل للروح الإنسانية وروح الحضارة أيضًا.