"كيف حالكَ؟ وما أخبار ضميّرُك بعد التخلّي؟
وما الجديد على قلبُك الخائن؟ آمل أن تكون لستَ بخير!
فوالله لستُ من يتمنّ الشرّ للغير ولا أتمنّاه لك ايضًا..
كل ما اتمناهُ لكَ هوا نفس المدة الذي مكثتُ فيها في دائرة الحزن والخذّلان والإكتئاب، نفس الهزائم النّفسية المتتالية، نفس عدد الليّالي الذّي أمضيتُها أعد الساعات منتظرة رسالة منك، أتمنّى لك من أعماق قلبي نفس ما سببتهُ لي من تعب، من سهر، وأرقّ، والمعنات، وألم لا يُطاق، أتمنى أن تجرب شعور الخذّلان...بأن يخذلك ممن ظننت بهم خير، ووهبتَ لهم حبًا، وبنيت لهم في روحك بيتًا، أتمنى ان يتروكوك في المنتصف بدون سبب أو عذر، أتمنى أن تمضي عمرك منتظر شيء لا تعرف ما هوا، أن تمضيه بين الترقب، ورصد ولهفة، وحلم، ورجوع، وآمل اليأس، ان يصيبك الإنتظار بالهوس والهلع، والخزعبلات، والتنبؤ والإستشعار...
فأنا لا اتمنى لك الشرّ ابدًا كل ما تمنيته نفس ما مررت به..
نفس الشعور، نفس الجرح، نفس العمقّ لا أكثر ولا أقل."